عبد الناصر الإله الذي سقط من السماء
ليس الغرض من هذه المقالة النيل من شخص ما.ولا الهدف أن أغلب رأي علي رأي آخر..ولا أن أزايد علي أشخاص عاشوا حقبة غير التي اعيش فيها.فلكل حقبة رجالها وظروفها ومحيطها.وفيها من الخير بقدر ما فيها من الشر.ولست ارجو أن استفزك بهذة المقالة. بل أتمني أن تقرأ مقالتي في سلام وصفاء ذهن.سواء كانت ستتفق معها أو كنت تخالفها.في الحالتين الأمر سيان عندي.لانني اريد فقط ان نفكر سويا.وما هدفي سوي أن أبين ما اعتقده أنه خطأ. وقد أوفق في ذلك أو لا أوفق..ما اعتقده انه ليس كل عهد الملكية كان شرا محضا ولا خيرا عظيما ولكن كانت هناك أخطاء كثيرة.كان عندنا ملك سفيه فاسد طائش وكان لدينا أحزاب فاسدة ونخبة صغيرة محتكرة ثروات البلاد.لذا استحقت أن تقوم ضدها ثورة من أجل إصلاح الأوضاع في البلاد.بيد انه كانت هناك أمور جيدة بعهد الملكية. كان يمكن البناء عليها .منها الحياة النيابية في مصر كان هناك شكل من أشكال الحياة النيابية رغم وجود أحزاب فاسدة أو أحزاب أفسدت بشكل أدق.وباعتقادي فسادها كان راجع لتدخل الملك والاحتلال في هذة الحياة. تماما كما تفعل أمن الدولة بالأحزاب الحالية في عصرنا هذا. وذلك حتي تكون هذه الأحزاب مجرد شكل وديكور بدون مضمون ومنتج حقيقي يفيد الشعب المصري. حتي أطاحت الثورة بكل ذلك في عام ١٩٥٢ وكان يمكن للثورة البناء علي هذة الحياة النيابية عن طريق تلاشي الأخطاء التي وقعت فيها الأحزاب وتعظيم المكاسب التي كانت موجودة حينها.لكن ما حدث بعد ذلك كان مذهل.صحيح الثورة قامت بأمور عظيمة كثيرة مثل الإصلاح الزراعي وبناء المصانع والسد العالي وتأميم قناة السويس وغير ذلك ولكن إنقلبت الحياة السياسية في مصر رأسا علي عقب. من نظام نيابي متعدد إلي حكم مستبد يحكمه فرعون واحد. وكان لهذا أثر مدمر علي كل مناحي الحياة في مصر إذ أصبح الرئيس عبد الناصر حاكم بأمره في مصر ومنع وحجر كل رأي من المنبع يخالف رأي الزعيم أصبحت قرارات عبد الناصر كأنها كتاب منزل لا يجب مخالفته وبمرور الوقت أصبح عبد الناصر شبه إله يحكم ويتحكم في مصير الملايين من الشعب المصري. لاشك أن عبد الناصر كان يمتلك كاريزما ولا شك كما قلت إن الثورة قامت بأشياء عظيمة لكن عدم البناء علي الحياة النيابية افضل شيء كان موجودا في العصر الملكي وأخذ فساد الأحزاب ذريعة لهدم الحياة النيابية. وبناء نظام ديكتاتوري يقاد بفكر وعقل رجل واحد. لا يمكن حتي نقده. كان كل ذلك جريمة شنيعة ارتكبها عبد الناصر.وبدد بمرور الوقت. ومع مجيء من خلفه.السير علي نفس طريقة الزعيم الأوحد. الذي لا يجب مخالفته. كل ذلك بدد إرث مكاسب الثورة العظيمة. وبدد كل عهد أتي من بعده.بمرور الوقت. مكسب ما من مكاسب الثورة العظيمة. حتي انتهينا اليوم أن أصبح لدينا مساويء ثورة يوليو فقط. وانتهت وبددت تماما كل مكاسب الثورة العظيمة. واصبحنا معلقين مع حكم عسكري بليد. فاقد للشرعية وفاقد للإبداع. ويصر إصرارا كبيرا علي الحكم.رغم القاع العظيم الذي وصلنا إليه.