الخميس، 26 مارس 2015

السيسي الطائر المستبد


السيسي الطائر المستبد
لن ادخل في النوايا فالله وحده هو من يعلمها.ولكني ساحاول ان اقيم التجربة المصرية بعد اهم ثورة في التاريخ المصري الحديث.ثورة ٢٥ يناير.ماذا حدث بعد رحيل الرئيس الديكتاتور محمد حسني مبارك.بعدها ترك المصريون الحكم للمؤسسة العسكرية.التي قامت باجراء استفتاء وانتخابات برلمانية ورئاسية تولي خلالها الاخوان الحكم وفشلوا.ثم قيام كثير من المصريين بالخروج ضد حكم الاخوان.واستغلال العسكر للازمة وقيامهم بانقلاب عسكري علي رئيس منتخب.ثم الاتيان برئيس عسكري في ظل حالة استقطاب هائلة في الشارع المصري.حتي وصولنا لهذة المرحلة من موت السياسة ودخولنا الي المستقبل المجهول.منذ تولي الرئيس السيسي تستطيع ان تري عدة اشياء مختلفة عن حكم مرسي.الاولي والطبيعية هي وقوف مؤسسات الدولة المختلفة بجانب الرجل.الامر الثاني هو عودة الشرطة لسابق عهدها.وعودة امن الدولة والمخابرات باشد مما كان عليه ايام مبارك.الامر الثالث ان السيسي رجل حالم ولكنه الحلم الذي لا يقف علي ارض صلبة متينة.من المستغرب ان الرجل الذي في عهده شيدت قناة السويس الجديدة وعزمت الدولة عن بناء عاصمة ادارية جديدة للبلاد وانشاء عدة مدن حديثة بالبلاد.هذا الطائر الحالم هو نفسه الذي لم يدرك ان شرط تحقيق احلام الشعوب ان تملك هذة الشعوب حريتها وشجاعتها في تقرير مصيرها وتحمل مسئولية اختيارتها.لن ادخل في النوايا.ربما يري السيسي نفسه انقذ البلاد من جماعة دينية متشددة.ربما يعتقد ان الانقلاب علي رئيس منتخب يساوي الثورة علي رئيس مستبد.طالما رغب بعض الافراد او الملايين في تحقيق ذلك.قد تكون وجهة نظر الرجل كذلك.ولكن من المؤكد انه يدرك يقينا الفارق بين حكمه المستبد ذو الراي الواحد والعصا الامنية الغليظة.وبين الحكم الديمقراطي الذي يقبل مختلف الاراء والمشاركة الجماعية في الحكم.صحيح حكم الاخوان فاشل وامتداد باهت لحكم مبارك مع بعض التعديل.ولكن ايا كانت احلام السيسي.وايا كانت نواياه لن يمكنه تحقيقها بقبضة امنية غليظة وراي واحد منفرد ونغمة واحدة لا تقبل الاختلاف.المكسب والتغيير الحقيقي امام الرئيس.هو بجانب الاحلام والامال.بناء ارض صلبة تستطيع تحمل وتحقيق كل تلك الاماني والاحلام.اتصور لو قامت غدا ثورة بمصر.هل ستقوم الملايين للدفاع عن الرئيس الديمقراطي المنتخب.مرسي الرئيس الاسبق جماعته التي اعتمد عليها وفضلها علي الاخرين هي من تدافع عنه حتي الان.فهل يعتقد السيسي ان ضباط المخابرات وامن الدولة والعسكر والاعلاميين سيدافعون عن رئيس مستبد.ام سيديرون له ظهورهم كما فعلوا مع الرئيس الاسبق حسني مبارك.ارث مبارك او ارث الاخوان.لن يحموا اي رئيس مستبد قادم من مصير مجهول.لا اعتقد ان السيسي الحالم قد تعلم الدرس.العسكر بجانبه. الاعلام معه جزء كبير من الشعب يؤيده.لماذا عليه اذا الاختيار الصعب.مبارك فضل كذلك الاختيار الاسهل حتي اخر لحظة.مرسي استبعد الاختيار الاصعب طالما وجد جماعته بجانبه وايده كثير من الاسلاميين.لست ضد السيسي رغم كل الخطايا والاخطاء .ظنا مني ان المصلحة الوطنية ابقي واعظم.ولكن ما مصير رئيس يعيد نفس اخطاء وخطايا من سبقوه .وان اختلف اعتماد كل رئيس علي اشياعه ونقاط قوته ونفوذه.كل ما اخشاه ان الشباب مد حبال الصبر من بعد مبارك للعسكريين ثم الاخوان واخيرا للقادة العسكريين.واخشي ان ينفذ صبرهم.وتحدث مواجهة بين الحكام الفعليين من جنرالات الجيش وبين الشباب.واتمني ان اكون علي خطا فيما اعتقد.

اليمن غير السعيد

الحرية لا توهب ولكن تنتزع.هكذا اثبت في كتب التاريخ.بيد انه اخيرا قد فهم العرب تلك الحقيقة.وجاء الربيع العربي هادرا.ليوقظنا جميعا من سبات طويل.ما يحدث اليوم في الدول العربية هو امتحان للعرب.امتحان بدا بثورات اطلق عليها الربيع العربي.في البداية كانت تونس الخضراء التي قطعت شوطا طويلا لاسباب خاصة بها ولحكمة تمتع بها الاسلاميين هناك.ثم مصر التي مازالت تتحسس طريقها.مرورا بليبيا واليمن وسوريا.في كل ذلك لم نتعلم ان من اسهل الامور هو حمل السلاح.ولكن من الصعب التكهن كيف ومتي نتوقف عن القتال.لاشك ان كثيرين لا يريدون لربيع العرب ان ينجح.وايضا غيرهم اكثر يتمنون النجاح له.وما حدث في سوريا وليبيا والعراق يجزم ان حمل السلاح ليس حلا ناجحا.ويجب ان نبحث عن حلول اخري للعقبات التي تواجه ربيعنا العربي.ليس صعبا ان تتدخل الدول العربية بالسلاح في اليمن.والسبب حاضر او هكذا نعتقد.ولكننا سنضيف الي قائمة الدول الفاشلة دولة اخري.خير ما يتمناه اعداء ربيعنا العربي ان نفكر بطريقة تقليدية نمطية.فنخسر ماححقناه من قفزة هائل قربتنا من عالمنا وعصرنا الحالي.لا استطيع ان اقنع ارباب الحروب.ان حمل السلاح ليس حلا وحيدا.كما لا استطيع ان اقنع القاعدة او داعش ان خدمة الاسلام لها اكثر من طريق وسبيل.الحوثيون في اليمن.والاخوان في مصر. وحماس في فلسطين.وحزب الله في لبنان.ربما هم جزء من ازماتنا.و ليس من افضل الحلول تجاههم هو حمل السلاح عليهم وقتالهم.يمكننا ان نعود للسياسة.ما لا نستطيع ان نحققه كله.لا يجب ان نخسره كله.الحوثيون الاخوان حزب الله حماس.ليسوا اعداء.ربما هم فصائل لهم اخطاء وتحالفات لم نرضي عنها.ولكن في النهاية غياب الديمقراطية وسوء اختيارتنا تجعلنا واياهم سواء في تحمل الاخطاء.لما نترك الحوثيون حتي يتحولون لاعداء.ان كنا نتحدث عن الدولة الوطنية.فلما نحاول ان نخرجهم من جنتنا الوطنية تلك بسوء اختيارتنا.وكذلك الحال ينبطق عن الاخوان بمصر وحزب الله وحماس.هل الملك السعودي يتمتع بالحكمة الكافية.وكذا بقية الحكام العرب.لكي لا يضيفوا اليمن الي قائمة الدول الفاشلة.