السبت، 27 أغسطس 2022

الاموال الساخنة جدا

 الاموال الساخنة جدا

اخيرا خرج أو تخارج طارق عامر من منصبه كمحافظ للبنك المركزي وبمجرد خروجه أضاءت البورصة باللون الاخضر.فرحة مستبشرة بالحدث الاهم.ولكننا لم نكاد نفرح حتي جاءنا النبأ أن خليفة طارق عامر القادم هو شخص ملطوط ومتهم بالفساد عندما كان رءيسا لاحد البنوك المصرية تحت رءاسة طارق عامر نفسه.وبعدها انتقل الي منصب حكومي تابع لجهاز المخابرات العامة.ولكن للامانة لم تتحرك دعوي قضائية ضد الخليفة المنتظر لرءاسة البنك المركزي.بالتزامن مع ذلك كانت الحراءق تشتعل يوما بعد يوم في كنيسة جديدة من كنائس مصر مرة في الاسكندرية واخري في قنا حتي لفت الحراءق أكثر من محافظة وكان السبب في ذلك الماس الكهربائي الذي يبدو أنه بينه وبين كنائس مصر خصومة سابقة وقد عاشت مصر علي مدار ثمانية ايام كاملة مسلسل حراءق الكناءس ثم توقف كل شيء فجأة كما بدأ فجأة.دون أن نعلم أسباب منطقية أو فاعل حقيقي لما حدث.من قبل ذلك كانت مصر كلها تتحدث عن الاموال الساخنة.والجميع يضرب اخماسا في اسداس.هل الاموال تسخن وما الذي يجعلها تفعل ذلك.وكيف يمكن تلافي ذلك.لكننا علمنا من خبير استراتيجي من أولئك الذين يظهرون علي قنوات الدولة الرسمية والخاصة.ان معني الاموال الساخنة تلك.هي التي تأتي وتدخل البلاد.فقط من أجل الاستفادة من فارق سعر الفاءدة. وهي نفسها التي تغادر البلاد اذا ارتفعت الفاءدة في بلد آخر.وبالفعل هذا ما حدث. اذا ارتفعت الفاءدة في امريكا بعد أن شهدت تضخم كبير. قام البنك الفيدرالي الامريكي بمعالجته عن طريق رفع سعر الفاءدة أكثر من مرة. وبمجرد أن علمت الاموال الساخنة في مصر بارتفاع سعر الفاءدة في امريكا سارعت بالهروب من مصر. وخرج في شهر واحد ٢٠ مليار دولار من الاموال الساخنة في مصر.كل هذا اثر بالسلب علي احتياطي البنك المركزي ومثل هزة كبيرة للاقتصاد المصري وانكشاف للاحتياطي الذي تملكه مصر من الدولارات.ومما زاد الطين بلة أن مصر كانت تتفاوض مع صندوق النقد الدولي علي قرض جديد بقيمة تتراوح بين خمسة مليار الي خمسة عشر مليار وكانت مصر استدانت من صندوق النقد في العام ٢٠١٦ ملبغ ١٢ مليار دولار وبعدها بأربع سنوات استدانت من الصندوق بسبب جاءحة كورونا مبلغ ٨ مليار دولار ليصل اليوم حجم الديون المصرية الخارجية ما يقارب ال١٥٨ مليار دولار.في حين يكاد أن يتوقف الاستيراد تماما في مصر بعد أزمة نقص الدولار وهروب الاموال الساخنة وبعد قرار المركزي حَصر الاستيراد علي الاعتماد المستندي. ورغم ذلك يشتكي المستوردين في مصر من وجود بضائعهم مكدسة في الموانيء لعدم توفير البنوك الدولارات للمصدرين في الخارج مما قد يؤثر علي سمعة المستورد المصري في المستقبل..وينتظر عالم مجتمع الأعمال ما الذي سوف يفعله محافظ البنك المركزي الجديد للخروج من الأزمة مع توقع الخبراء بتراجع في سعر الجنيه المصري أمام الدولار مما قد يزيد من الأعباء علي كاهل المواطن المصري..ونحن في انتظار القادم 

الجمعة، 26 أغسطس 2022

اسرار حجر رشيد

 أسرار حجر رشيد

في أغسطس عام ١٧٩٩ عثر أحد جنود الحملة الفرنسية علي مصر بحجر رشيد في مبني داخل جدار قديم بقلعة رشيد.القي نابليون نظرة اعجاب علي الحجر. وبعد استسلام الفرنسيين للانجليز. أمر بنقل الحجر الي لندن في العام ١٨٠٢.ويتكون حجر رشيد من البازلت الأسود الصلد مكتوب عليه بثلاث خطوط هي من اعلي الي أسفل الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية.ويرجع تاريخه الي عام ١٩٦ ق.م ايام الملك بطليموس الخامس ابيفانس.وتوضع علي ظهر الحجر ملحوضة مكتوب فيها استولي عليه الجيش البريطاني.ومازال يعرض حجر رشيد علي الجمهور في المتحف البريطاني ويعتبر من بين أهم القطع الأثرية المصرية المعروضة هناك.ولقد فقد منه الجوانب العليا اليسري واليمني وكذلك الجانب الاسفل الأيمن.وعرف مضمون الحجر من النص اليوناني المنقوش في الأسفل منه.والنص الموجود علي الحجر عبارة عن مرسوم أصدره الكهنة المصريون المجتمعون في عاصمة البلاد القديمة لتكريم الملك بطليموس الخامس ويرجع تاريخه الي العام ١٩٦ ق.م كما ذكر سابقا.وقد صدر هذا المرسوم المنقوش علي الحجر بمناسبة الاحتفال بالعام التاسع لتتويج الملك بطليموس ابيفانس والذي يبدأ بمقدمة بها القاب الملك كلها والتاريخ الذي جلس فيه للعرش. والاعمال التي قدمها بطليموس الخامس للبلاد. وخاصة المعابد التي قدم إلي معبوداتها الهدايا. كما أمر باعادة بناء ما تهدم منها. وكذلك خفض عليها الضراءب.ولهذة الأعمال كلها.ولإظهار الشكر للملك.اصدر الكهنة هذا المرسوم.ليوضع في معابد البلاد المختلفة.منقوشة بالكتابات المعروفة في ذلك الوقت.وهي الخط المقدس (الهيروغليفي) والخط الشعبي (الديموطيقي) والخط اليوناني.وجاءت الكتابة الهيروغليفية في اعلي الحجر. والتي لم يتبقي منها سوي أربعة عشر سطرا.وفي النهاية الكتابة اليونانية المكونة من ٥٤ سطرا.وعن طريق مقارنة النص اليوناني والمصري القديم تمكن شامبليون من الاهتداء الي مجموعة من المعلومات والحروف الهيروغليفية.ثم قارن هذة المعلومات. وكتابات علي آثار اخري عليها أسماء مثل بطليموس وكليوباترا.والاسمان بهما كثير من الحروف المكررة.مثل (ب.ل.ى) وبذلك عرف شامبليون أن العلامات الهيروغليفية لها قيمة الحروف الأبجدية.وبعدها تمكن شامبليون من قراءة أسماء تحوتمس ورمسيس وغيرهم.ولم يقتصر جهده علي قراءة الأسماء فقط بل عرف معانيها أيضا.وعندما وصل الي هذة المرحلة اعلن نتاءج دراساته في خطابه الشهير الذي قدمه للاكاديمية الفرنسية والمعروف باسم خطاب الي السيد داسييه عن أبجديات الهيروغليفية الصوتية.وكان ذلك يوم ٢٧ سبتمبر العام ١٨٢٢.وذلك التاريخ الذي يعتبر بالفعل ميلاد علم المصريات.وقد نشر شامبليون موجزا للنظام الهيروغليفي في العام ١٨٢٤.وبذلك استدل الستار عن اعظم إنجاز في فك طلاسم الحضارة المصرية القديمة.