احترم بشدة العلامة المصري يوسف القرضاوي واعتقد انه شيخ مستنير صاحب علم غزير.ولكن
اراني اختلف معه حول فتواه الاخيرة التي تحرم الاحتفال باعياد المسيحيين.لا جدال
ان العبد لله لا يمكن ان يقارن نفسه بعلم ولا خلق ولا ورع العلامة يوسف القرضاوي.
بيد ان لي وجهة نظر اختلف فيها مع شيخنا الجليل.باعتقادي ان الامور لا يجب ان تقاس
بهذا الشكل.الامر بظني اعقد من اخذه بهذة السهولة.الامور اختلفت عن السابق كما تبين لي.اقول اننا
قد نختلف علي كل شيء.قد نختلف علي طريقة العبادة بين اصحاب الدين الواحد.وقد نختلف
علي عقيدة واخري.وقد نختلف علي اسلوب وطريقة الحياة. وما شاء لنا ان نختلف حوله.اللهم
إلا شيء واحد لا يجب ان نختلف حوله وهو المعايشة بيننا.لا يجب ان نختلف علي طريقة ممكنة
للتعايش بين الناس.وسواء كنت مصري مسلم او مصري مسيحي يجب ان توقن ان اول
شيء يجب ان تضعه في اعتبارك لتعيش كمصري بين اخوانك من المصريين.ان تقبل
بدرجة ممكنة من المعايشة بينك وبين اخوانك من المصريين الاخرين.دون هذا سوف تصبح
الحياة بيننا مستحيلة. او علي الاقل ستصبح صعبة ان لم تكن مدمرة في بعض الاحيان.
كما يحدث اليوم بين المصريين المسلمين والمسيحيين.لانه لا توجد لدينا ثقافة المعايشة.
واعتقد ان هذة الف باء الحياة بين مجموعة من البشر يعيشون في دولة ووطن واحد.
هو ان يقبل الجميع بدرجة من التعايش وتقبل الاختلاف بينهم.لانه توجد درجات من الاختلاف بين هذة
الجماعة وتلك.وتوجد درجات من الاختلاف بين هذا الانسان وذاك.ويجب ان نفهم هذا ونحترمه.
ويجب ان نعود انفسنا علي هذة الحقيقة.هذا ان اردنا ان نعيش في مجتمع صالح يسعنا جميعا.
لذلك لا يمكن ان اقبل ان يأتي مصري مسيحي ليقول انه يحرم اعياد المسلمين.
وانه يجب علي المسيحيين الاعراض عنها وعدم الاحتفال بها لمن شاء ان يحتفل.كذلك
لا يقبل عقلي. ان يحرم مسلم احتفال المسلمين باعياد المسيحيين لمن اراد ان يحتفل.
هذة بديهيات ومسلمات لما يسمي بالمعايشة بين جماعة من البشر. تريد ان تعيش
في وطن واحد هو مصرنا العزيزة.من المفروض ان البشرية تخطت هذة البديهيات وهذة الحقائق.
واعتقد مع الاسف ان مجرد المجادلة في هذة الحقائق يعني اننا متأخرين عن الحاضر.
بل اعتقد ايضا ان اسلامنا يتأخر ولا يتقدم.او علي وجه الدقة من يأخذون من نبع الاسلام هم المتأخرون.
لان الاسلام صالح لكل زمان ومكان كأكمل ما تكون الحياة للبشر.
يجب ان نعي ان الحياة بيننا لكي تكون ممكنة وميسرة.يجب ان نستوعب اننا نعيش كجماعة
مختلفة افرادها ومجموعها.ولو لم تكن هناك درجة من التفاهم والاستيعاب لهذا
الاختلاف.لن نستطيع ان نعيش معا مثل بقية خلق الله.انت نفسك لك آراء واعتقادات وافكار قد تختلف
كليا عن اقرب الناس اليك.ولكن هذا لا يمنع من انك متقبل لهذا الاختلاف.وتعيش معه بدرجات متفاوتة.
بعضنا يعيش معها مرغما. دون ان يكون مقتنعا بهذة المعايشة. وهذا خطأ وضرره علي الشخص كبير.
وبعضنا يكون مقتنعا تماما بان الاختلاف امر طبيعي وسنة بين البشر.ولو كان البشر
امة واحدة سيظلوا مختلفين كما يخبرنا رب الخلق اجمعين.هذا اقوله عن التعايش
الطبيعي السوي بين الافراد والجماعات.بمعني انه لا يمكن ان تقبل العيش في محيط من الرذيلة بحجة
التعايش مع الواقع.اذا الاختلاف وارد بين الافراد ودرجة من التعايش بينهم واجبة وممكنة.كذلك
الامر في المجتمعات والافراد.هناك احتفالات دينية للمصريين المسلمين وهما عيد الفطر والاضحي.
وكذلك هناك احتفالات للمصريين المسيحيين وهي اعياد الميلاد.قد يختلف المصريون حول العقيدة.
فهذا مصري مسلم وذلك مصري مسيحي.ولكن يجب ان يقبلا بدرجة من التعايش بينهما. لانهم جميعا يعيشون في وطن واحد.
وجماعة واحدة هي الجماعة المصرية.ومن درجات التعايش ان يقبلوا علي ما يثبت ويقوي
هذة المعايشة.والاحتفالات الدينية درجة رمادية من درجات المعايشة. يمكن ان نجعلها تصب
في صلاح ومتانة العلاقة بين المصريين.ويمكن ان نجعلها تصب في زيادة الفرقة بين المصريين.
وعندما يأتي مسلم-شيخ جليل- ليحرم لمن اراد من المسلمين الاحتفال مع اخوانه المصريون المسيحيون باعيادهم.
فهذا يبعد بنا اميال واميال عن درجات المعايشة وتقبل الاختلاف بيننا.هذا يصب في خانة الفرقة.
ولا يصب في خانة المعايشة بين المصريين مسلمين ومسيحيين.