صدام حسين لم يعدم
هل انا اعيش في وهم وخيال مثل اولئك الذين يرفعون
صورة الرجل فخورين بما فعله ببلده ووطنه العربي.لست
من اولئك ولكني اعتقد ان صدام حسين حقيقة لم
يعدم. انما من اعدم هو جسد انسان عربي فحسب.ولكن صدام وسياسته
لازالت باقية فينا.نحن عندنا اكثر من صدام في العالم
العربي.ربما لا يقل هؤلاء الحكام سوءا وفسادا وجبروتا عن
صدام حسين.وستظل سياسة الرجل باقية ما بقي عبد الله
صالح وحسني مبارك وبشار الاسد الخ.البعض يعتقد ان بشار
افضل من مبارك.لان هذا يأخذ جانب الممانعة. والاخير
يأخذ جانب الاعتدال او جانب امريكا واسرائيل.ولكن الحقيقة
ان الجميع له ادواره التي يقوم بها.ولكن ان بحثت في
سياسة بشار او مبارك. سوف تجد سياسة صدام حسين
بوجهها القبيح ماثلة امامك.بمعني
ان الرجل اعدم فعلا .ولكن سياسته باقية في هؤلاء الحكام.
وفي مصر توجد بوضوح سياسة صدام حسين.
حيث يسيطر قلة من الافراد علي مقدرات شعب مصر.
لا يسمح النظام بالاستفادة من ملكات ومواهب 80 مليون مصري.
هو يحجم قدرات هذا الوطن من اجل صالح بضعة افراد فقط.
تستطيع ان تعدهم علي اصابع اليد.من حولهم وسطاء
هم الذين ينفذون اوامرهم في الشعب المصري.يوجد
في مصر ثروات بشرية هائلة جدا.ولكن نظام مبارك
يمنع البلاد من ان تستفاد من هذة الثراوات.حتي خلق
حالة من الفشل اجتاحت تقريبا كل مجالات الحياة هنا.
الغريب ان نظام مبارك يتهم خصومه بقلب نظام الحكم.
واحداث فوضي في البلاد وو الخ.ولكن احدا لم يسأله.
لمصلحة من تبديد ثروات هذا الوطن من طاقاته البشرية.لمصلحة من
اهدار طاقة وملكات ما يزيد عن 80 مليون مصر.
مبارك جعل من الثروة البشرية عبء علي البلاد. وهي كذلك
بالنسبة للفاشلين والفاسدين والمتحجرين.ولكن هذا
لا يلغي الحقيقة. ان في مصر 80 مليون طاقة بشرية
هائلة مهدرة.ومبددة في سوء معيشة وصراعات يومية
طاحنة.منذ قرابة 30 عاما يتحجج نظام مبارك بالزيادة
السكانية.ولكنه لم يعمل علي وقف هذة الزيادة. ولم يستطع ايضا
الاستفادة من هذة الثروة البشرية الهائلة.ورغم ذلك
يريد مبارك ان يظل في الحكم حتي آخر نبضة في الحياة.
الحلول في مصر ممكنة جدا. ولكن تجربتها علي الواقع
صعب جدا ايضا.رغم انها نظريا سهلة.المفارقة هنا تأتي من خلق
منظومة لا تستطيع جلب الابداع للوطن. وتحارب اي ابتكار.
بحيث اصبحت الحلول غير التقليدية للخروج من مشاكل
غير تقليدية صعبة او مستحيلة التحقيق.رغم انها
نظريا صحيحة ويمكن تحقيقها.نظام مبارك يريد
ان يسير الي آخر نهاية المطاف.وهو إما تولية السيد جمال مبارك
الحكم .او احد قادة النظام او مبارك الاب. وكل هذا سيناريو
واحد. لانه يقود الي نفس النتيجة باختلاف طفيف.أما
السيناريو الآخر فهو استيلاء المتطرفين علي الحكم.وهو
بظني سيناريو وارد جدا يغفل عنه البعض.اذ
من المعروف ان هذا النظام يسير من اسوأ الي الاشد
سوءا.ولا يريد ان يصلح من نفسه.لان الاصلاح
معناه. ان يمتنع عن قادة النظام المزايا التي يحصلون عليها.
يعلم الجميع ان قادة النظام اتخموا بالرشاوي والفساد وتشابك المصالح.
وانه من الصعب اجراء اصلاحي حقيقي في مصر.حتي
بفرض حدوث هذا.سيظل جناح في النظام يعرقل
اصلاحات الجناح الاخر.مبارك ليس جدي في اجراء
اي اصلاح.اعتمادا علي سطوته الامنية وقربه من اسرائيل
وعلاقته القوية بامريكا.لا يأخذ مبارك ما يحدث في وطنه
بشكل جدي.بل بشكل روتيني. مطمئنا ان كل شيء
تحت السيطرة. وان القبضة الامنية فعالة.
لا يأخذ علي محمل الجد ان قطاعا عريضا
من شعبه بات يكره سياسته. وان الحالة الاقتصادية
الخانقة لابد وان تولد تطرف ما.وان زيادة
القبضة الامنية تزيد من حالة التطرف في مصر.وامكانية
استيلاء المتطرفين علي الحكم.
وسط شعب غاضب ومعيشة اقتصادية خانقة وفساد
نخبة مرفهة متخمة. امر وارد جدا.لماذا لم اذكر سيناريو
الاصلاح او الديمقراطية.لانني اعتقد ان هناك رغبة
شعبية حقيقية في اجراء اصلاح في مصر.
وايضا لدي المعارضة رغبة في ذلك.ولكن ينقصها الدفعة
التي تجعل من هذة الرغبة واقع علي الارض.بمعني
اكثر توحيد صفوف المعارضة للمطالبة باجراء
اصلاحات سياسية.وهذا يحتاج الي اجابة علي اهم سؤال باعتقادي
وهو ما شكل الحكم الذي تريده مصر في المستقبل.
بمعني هل هو حكم ديني او علماني.
لم تجاوب المعارضة علي هذا السؤال.ولم يجاوب البرادعي
وغيره من دعاة الاصلاح ما هو شكل الحكم القادم.
وهل يتفق مع قناعات الشريحة الاكبر في مصر.
يمكن للبرادعي ان يطالب بحكم علماني. ولكن
هل تتقبل ثقافة المصريين هذا الحكم.
باعتقادي ان مصر بحاجة لفترة انتقالية.
اقول اننا تتحقق الآن في الاقتصاد. ولكنها متعثرة في السياسة والحريات
والمنافسة.فترة انتقالية تقدم للشعب جميع الخيارات لشكل
الحكم القادم.ومزايا وعيوب كل شكل.وعليه ان
يختار بعدها ما يشاء من اشكال الحكم.
هذة الفترة لن تغير امور جذرية في شكل النظام.
ولكن العمل من خلالها علي اجراء اصلاحات حقيقية
تمهد لشكل الحكم القادم الذي يرغبه المصريون.
.علي سبيل المثال يوجد انفتاح اقتصادي
وسوق حر ليس بالشكل المطلوب. ولكن يوجد بشكل ما
ولكن لا توجد بالمقابل محاسبة ومساءلة اقتصادية او سياسية
في المقابل.لا توجد بنية تحتية آدمية صالحة لدوران
عجلة هذا الاقتصاد.لا توجد خدمات تعليمية وصحية الخ جيدة
في مصر.واعتقد ان الاقتصاد الحر دون سياسة حرة
هو يسير ضد مصلحة الشعب المصري.مبارك يعتمد
علي تحسين الاقتصاد.ولكن الاقتصاد جزء من بنية
الدولة.هو عجلة لا تدور بالشكل الامثل ان توقفت بقية
عجلات الدولة.اصلاح اقتصادي في بلد لا توجد فيه
مساءلة سياسية او مالية .يصب في النهاية لصالح فئة محدودة من الناس.
اما بقية الناس سوف تعاني مرتين. مرة نتيجة الاصلاح
الاقتصادي المبتور .ومرة جراء الاستبداد وعدم وجود الحريات
وعدم وجود منافسة حقيقية في البلاد.
هل انا اعيش في وهم وخيال مثل اولئك الذين يرفعون
صورة الرجل فخورين بما فعله ببلده ووطنه العربي.لست
من اولئك ولكني اعتقد ان صدام حسين حقيقة لم
يعدم. انما من اعدم هو جسد انسان عربي فحسب.ولكن صدام وسياسته
لازالت باقية فينا.نحن عندنا اكثر من صدام في العالم
العربي.ربما لا يقل هؤلاء الحكام سوءا وفسادا وجبروتا عن
صدام حسين.وستظل سياسة الرجل باقية ما بقي عبد الله
صالح وحسني مبارك وبشار الاسد الخ.البعض يعتقد ان بشار
افضل من مبارك.لان هذا يأخذ جانب الممانعة. والاخير
يأخذ جانب الاعتدال او جانب امريكا واسرائيل.ولكن الحقيقة
ان الجميع له ادواره التي يقوم بها.ولكن ان بحثت في
سياسة بشار او مبارك. سوف تجد سياسة صدام حسين
بوجهها القبيح ماثلة امامك.بمعني
ان الرجل اعدم فعلا .ولكن سياسته باقية في هؤلاء الحكام.
وفي مصر توجد بوضوح سياسة صدام حسين.
حيث يسيطر قلة من الافراد علي مقدرات شعب مصر.
لا يسمح النظام بالاستفادة من ملكات ومواهب 80 مليون مصري.
هو يحجم قدرات هذا الوطن من اجل صالح بضعة افراد فقط.
تستطيع ان تعدهم علي اصابع اليد.من حولهم وسطاء
هم الذين ينفذون اوامرهم في الشعب المصري.يوجد
في مصر ثروات بشرية هائلة جدا.ولكن نظام مبارك
يمنع البلاد من ان تستفاد من هذة الثراوات.حتي خلق
حالة من الفشل اجتاحت تقريبا كل مجالات الحياة هنا.
الغريب ان نظام مبارك يتهم خصومه بقلب نظام الحكم.
واحداث فوضي في البلاد وو الخ.ولكن احدا لم يسأله.
لمصلحة من تبديد ثروات هذا الوطن من طاقاته البشرية.لمصلحة من
اهدار طاقة وملكات ما يزيد عن 80 مليون مصر.
مبارك جعل من الثروة البشرية عبء علي البلاد. وهي كذلك
بالنسبة للفاشلين والفاسدين والمتحجرين.ولكن هذا
لا يلغي الحقيقة. ان في مصر 80 مليون طاقة بشرية
هائلة مهدرة.ومبددة في سوء معيشة وصراعات يومية
طاحنة.منذ قرابة 30 عاما يتحجج نظام مبارك بالزيادة
السكانية.ولكنه لم يعمل علي وقف هذة الزيادة. ولم يستطع ايضا
الاستفادة من هذة الثروة البشرية الهائلة.ورغم ذلك
يريد مبارك ان يظل في الحكم حتي آخر نبضة في الحياة.
الحلول في مصر ممكنة جدا. ولكن تجربتها علي الواقع
صعب جدا ايضا.رغم انها نظريا سهلة.المفارقة هنا تأتي من خلق
منظومة لا تستطيع جلب الابداع للوطن. وتحارب اي ابتكار.
بحيث اصبحت الحلول غير التقليدية للخروج من مشاكل
غير تقليدية صعبة او مستحيلة التحقيق.رغم انها
نظريا صحيحة ويمكن تحقيقها.نظام مبارك يريد
ان يسير الي آخر نهاية المطاف.وهو إما تولية السيد جمال مبارك
الحكم .او احد قادة النظام او مبارك الاب. وكل هذا سيناريو
واحد. لانه يقود الي نفس النتيجة باختلاف طفيف.أما
السيناريو الآخر فهو استيلاء المتطرفين علي الحكم.وهو
بظني سيناريو وارد جدا يغفل عنه البعض.اذ
من المعروف ان هذا النظام يسير من اسوأ الي الاشد
سوءا.ولا يريد ان يصلح من نفسه.لان الاصلاح
معناه. ان يمتنع عن قادة النظام المزايا التي يحصلون عليها.
يعلم الجميع ان قادة النظام اتخموا بالرشاوي والفساد وتشابك المصالح.
وانه من الصعب اجراء اصلاحي حقيقي في مصر.حتي
بفرض حدوث هذا.سيظل جناح في النظام يعرقل
اصلاحات الجناح الاخر.مبارك ليس جدي في اجراء
اي اصلاح.اعتمادا علي سطوته الامنية وقربه من اسرائيل
وعلاقته القوية بامريكا.لا يأخذ مبارك ما يحدث في وطنه
بشكل جدي.بل بشكل روتيني. مطمئنا ان كل شيء
تحت السيطرة. وان القبضة الامنية فعالة.
لا يأخذ علي محمل الجد ان قطاعا عريضا
من شعبه بات يكره سياسته. وان الحالة الاقتصادية
الخانقة لابد وان تولد تطرف ما.وان زيادة
القبضة الامنية تزيد من حالة التطرف في مصر.وامكانية
استيلاء المتطرفين علي الحكم.
وسط شعب غاضب ومعيشة اقتصادية خانقة وفساد
نخبة مرفهة متخمة. امر وارد جدا.لماذا لم اذكر سيناريو
الاصلاح او الديمقراطية.لانني اعتقد ان هناك رغبة
شعبية حقيقية في اجراء اصلاح في مصر.
وايضا لدي المعارضة رغبة في ذلك.ولكن ينقصها الدفعة
التي تجعل من هذة الرغبة واقع علي الارض.بمعني
اكثر توحيد صفوف المعارضة للمطالبة باجراء
اصلاحات سياسية.وهذا يحتاج الي اجابة علي اهم سؤال باعتقادي
وهو ما شكل الحكم الذي تريده مصر في المستقبل.
بمعني هل هو حكم ديني او علماني.
لم تجاوب المعارضة علي هذا السؤال.ولم يجاوب البرادعي
وغيره من دعاة الاصلاح ما هو شكل الحكم القادم.
وهل يتفق مع قناعات الشريحة الاكبر في مصر.
يمكن للبرادعي ان يطالب بحكم علماني. ولكن
هل تتقبل ثقافة المصريين هذا الحكم.
باعتقادي ان مصر بحاجة لفترة انتقالية.
اقول اننا تتحقق الآن في الاقتصاد. ولكنها متعثرة في السياسة والحريات
والمنافسة.فترة انتقالية تقدم للشعب جميع الخيارات لشكل
الحكم القادم.ومزايا وعيوب كل شكل.وعليه ان
يختار بعدها ما يشاء من اشكال الحكم.
هذة الفترة لن تغير امور جذرية في شكل النظام.
ولكن العمل من خلالها علي اجراء اصلاحات حقيقية
تمهد لشكل الحكم القادم الذي يرغبه المصريون.
.علي سبيل المثال يوجد انفتاح اقتصادي
وسوق حر ليس بالشكل المطلوب. ولكن يوجد بشكل ما
ولكن لا توجد بالمقابل محاسبة ومساءلة اقتصادية او سياسية
في المقابل.لا توجد بنية تحتية آدمية صالحة لدوران
عجلة هذا الاقتصاد.لا توجد خدمات تعليمية وصحية الخ جيدة
في مصر.واعتقد ان الاقتصاد الحر دون سياسة حرة
هو يسير ضد مصلحة الشعب المصري.مبارك يعتمد
علي تحسين الاقتصاد.ولكن الاقتصاد جزء من بنية
الدولة.هو عجلة لا تدور بالشكل الامثل ان توقفت بقية
عجلات الدولة.اصلاح اقتصادي في بلد لا توجد فيه
مساءلة سياسية او مالية .يصب في النهاية لصالح فئة محدودة من الناس.
اما بقية الناس سوف تعاني مرتين. مرة نتيجة الاصلاح
الاقتصادي المبتور .ومرة جراء الاستبداد وعدم وجود الحريات
وعدم وجود منافسة حقيقية في البلاد.