البرادعي حصان طروادة الامريكي
ما دخل البرادعي والمادة الثانية من الدستور. هل اتي الرجل ليفسد
علينا ديننا.هكذا يتحدث عامة المصريين المسلمين. عندما يأتي ذكر البرادعي
وقصته مع المادة الثانية من الدستور. التي تقول ان الشريعة الاسلامية
هي المصدر الرئيسي للتشريع.يقينا من حق البرادعي ان يقول
رأيه كما يشاء.ومن حقه علينا ان نحترم هذا الرأي.سواء قبلناه او رفضناه.ولكني اتحدث
الي البرادعي السياسي. وليس البرادعي المواطن العادي.هذا السياسي
الذي جاء في لحظة فارقة في تاريخ البلاد. لحظة تعيش فيها
مصر اسوأ عهودها علي الاطلاق.يعيش المصريون في وطن لا يكاد
يتفق فيه اثنين علي امر واحد.فما بالك بقضية شائكة مثل المادة الثانية للدستور.
البرادعي يتحدث كعلماني وليس كعالم بالتشريع المصري.لانه لا يعلم علي وجه
اليقين .هل بالفعل المادة الثانية للدستور تنقص من حق المواطنة.
لو سألت معظم العلمانيين الذين يرفضون المادة الثانية للدستور.
عن الشريعة الاسلامية وكيفية صياغة القوانين منها.ستجد اغلبهم لا يعلم
ما هي مباديء الشريعة الاسلامية التي تحدث عنها الدستور. ولا يعلم
كيفية صياغة القوانين من الشريعة الاسلامية.ولكنه يرفضها كعلماني يري من وجهة نظره. انها تنتقص
من حق المواطنة. ولكنه كمتخصص او عالم تشريع مصري. اعتقد ربما سيكون
له تفكير اكبر من ذلك واكثر عمقا.ليس من شك ان المادة
الثانية من الدستور.مادة مثيرة للجدل. بل والقلق لدي شريحة ليست هينة من المصريين.ذلك
لاستغلال البعض هذة المادة في الترويج لانفسهم امام المصريين.واقصد علي وجه
التحديد الاخوان المسلمون. ومن يسير علي نهجهم في هذة المسألة.ولكني
لو كنت مكان البرادعي السياسي. لحاولت اولا ان اقف علي ارضية ثابتة. وان اجمع
ما اتفقت عليه آراء اغلبية الجماعة المصرية. ليكون ذلك تحت مظلة التغيير.
حتي نرسي جميعا ملامح حكم ديمقراطي. يسمح بعدها بمناقشة اكثر عقلا ورصانة
حول امور فاصلة في حياتنا.منها علاقاتنا المبهمة باسرائيل. منها ايضا المادة الثانية من
الدستور. منها دور المساجد والكنائس في حياة المصريين. منها شكل الحكم
في مصر كيف سيكون بعد مبارك. امور فاصلة حاسمة تحتاج لمناقشة
مستفيضة عاقلة. ولكنها تحتاج اولا ان نقف علي ارضية ثابتة راسخة. واعني
بها ارضية الحكم الديمقراطي الرشيد.لا يجب ان نلوم علي البرادعي
او نتهمه في مصريته.الرجل امين مع نفسه والاخرين.لا يتحدث البرادعي بنفاق لاسترضاء
فئة او جماعة ما.لذلك هو يطرح ما يراه صوابا من وجهة نظره بامانة.
كان من الممكن ان يغفل البرادعي ذكر المادة الثانية. بل وان يمدح فيها كما
يفعل غيره.وعندما يصل لكرسي الحكم. يكون له موقف آخر غير هذا الذي ظهر عليه.
ولكن الرجل تحدث كمواطن علماني امين مع نفسه والاخرين.ولكن كما اعتقد
علي البرادعي ان يفكر كسياسي.والسياسية هي فن الممكن.
فلا يمكن ان تغير المادة الثانية من الدستور دون مناقشة مستفيضة عاقلة. دون عصبيات
او اتهامات او حساسيات.وهذا لن يتأتي في مناخ مثل هذا الذي نعيشه.فلدينا احتقان بين المسلمين والمسيحيين.
وحياة صعبة علي اغلبية المصريين. وحكم ديكتاتوري مستبد. وجهل منتشر.
وخرافة تكاد ان تكون حاكمة علي عقول كثيرين.فمن الصعب ان يقود هذا لشيء.
كسياسي واعي في ظروف مثل هذة.علي ان اجمع حولي ما اتفقت عليه
اغلبية الجماعة السياسية.واجعلها مرتكزا لي لبداية التغيير المنشود.
ولا يعني هذا خيانة المباديء التي اؤمن بها.ولكن من المعلوم انه ليس كل ما يؤمن به
السياسي يمكن ان يحققه.ربما يحققه في وقت آخر.وربما لا يحققه ابدا.
لذلك اتمني علي البرادعي السياسي.ان يكون اكثر قدرة علي قراءة الواقع المصري.
خاصة في تلك الامور التي يمكن ان تثير جدلا كبيرا.ولا يمكن حسمها
في اجواء واحوال مثل تلك التي نعيشها.لدينا ملفات كثيرة تحتاج لمناقشة
مستفيضة.ولكننا نحتاج لمناخ افضل وحرية اكبر وقرار في يد الشعب المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق