الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

المزورون يكبسون في بلاد الفراعنة

المزورون يكسبون في بلاد الفراعنة
في كل بلاد العالم يغدو التزوير فضيحة تشين صاحبها عدا في مصر
التزوير اصبح فن وصنعة يمارسه العديد من رجال السلطة والمال.
وما حدث ويحدث في الانتخابات دليل دامغ علي ان المجتمع المصري
اصبح يمارس التزوير دون خجل او مقاومة تذكر.اصبح المزورون هم
من يتقدمون المجتمع ويقودونه الي المجهول.التزوير في مصر لا يقتصر
علي تزوير الانتخابات فقط. بل شمل كل مناحي الحياة في مصر.تزوير
شامل عام اجتاح الحياة المصرية.في ظل حالة من الصمت
والسكون المفزع للمجتمع المصري.ما يمارس من تزوير
شمل تقريبا كل امور الحياة في مصر.وقريبا سوف تشهد مصر
كالعادة عملية تزوير واسعة للانتخابات البرلمانية. في ظل ضعف وتواطؤ
من المعارضة والاحزاب.فلا يوجد في مصر غير بعض
المقاومة القليلة من الشباب والرجال المحبين لبلدهم.ولكنها لا تسمن
ولا تغني من جوع في ظل اكتساح عام من التزوير والمزورين.
في هذة الانتخابات مما يبدو من سياق الاحداث ان بعض
الاحزاب سوف تأخذ بعض المقاعد بدلا من الاخوان.
وسوف يخرج الاخوان دون مقاعد كما حدث في مجلس
الشوري. إلا لو تمت صفقة بين النظام والاخوان.واعتقد
ان النظام علي استعداد لهذة الصفقة في حالة ان كانت لديه
مشاريع وخطط لشكل الحكم القادم في مصر.وكان بحاجة اليهم.علي الجانب
الاخر سوف تلتزم امريكا الصمت وبقية الدول نظرا للحاجة الماسة الي
النظام المصري.بيد انني اعتقد انه لو لدي صانع القرار الامريكي
اي حكمة ومعرفة جيدة بمصر لضغط من اجل اجراء انتخابات برلمانية نظيفة.
لعدة اسباب.اولاها دخول الاخوان العملية السياسية سوف يشجع
بقية الجماعات الاسلامية الاخري علي دخول المعترك السياسي
لاسيما ان لاقت تجربة الاخوان النجاح والمشاركة الفعلية في الحكم.
مشاركة الاخوان في الحكم سوف تضع بن لادن والقاعدة
وغيرها من الحركات في مأزق.نظرا لان المشاركة في الحكم
اصبحت متاحة لجميع القوي وبالشكل الديمقراطي الذي يرضي الجميع
وان التغيير الي الافضل اصبح متاح بوسيلة سهلة وآمنة للجميع..
حينها سوف تسقط كثيرا من الحجج التي يعتمد عليها الظواهري وبن لادن
في تجنيد المزيد من الاعضاء.ثالثا ان مشاركة الاسلاميين في مصر
في الحياة السياسية سوف تسقط كثيرا من الحجج للارهابيين في الداخل.وسوف
يجعل من مصر نموذج لبقية الحركات في جميع الاقطار الاسلامية.
رابعا ان افضل وقت لمشاركة الاسلاميين هو الان نظرا لوجود قوي
مقابلة علمانية لا بأس بها يمكنها ان تشارك الاسلاميين الحكم وتبادلهم المنافسة
وتشاركهم القرار السياسي.المعضلة الوحيدة هنا ان العملية الديمقراطية في
مصر سوف تخرج مصر من دائرة التبعية لامريكا وبالتالي لاسرائيل.
واتوقع حينها ان تتغير السياسة المصرية خاصة تجاه اسرائيل وتأخذ
درجة ما من شكل الحكم في تركيا.وان كان اكثر فاعلية واكثر
تأثيرا في المنطقة.واعتقد ان هذة المعضلة الاكبر بالنسبة للامريكان
ولكنها المقايضة الوحيدة المتاحة ان كانت امريكا تريد ان تكون اكثر
امنا وهي في الوقت الحاضر ليست كذلك.فعليها ان ترضي
بهذة المقايضة.حكم ديمقراطي في مصر بمشاركة من الاسلاميين
وانخراطهم في العملية السياسية وصنع القرار هم وكوادرهم.مقابل
ان السياسة المصرية حينها سوف تتحور مع الوقت لتكون اقل تبعية
للولايات المتحدة وبالتالي لاسرائيل.تبعية النظام العربية لامريكا
لم تجعل امريكا اكثر امنا وبالتالي شريكتها اسرائيل.ما حدث
ان هذا التبعية مع الحكم المستبد احدثت انفجارا وثقبا كبيرا
خرج منه كل المقهورين ليس في المنطقة فحسب ولكنهم توسعوا الي
جميع انحاء العالم.بل واستقطب خروجهم دول مثل ايران وغيرها.
للاستفادة من هذا الوضع المأزوم للانظمة العربية.
واعتقد ان الضغط لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ديمقراطية
سوف يكون استقطاب لهذا القوي ودخولها مرة اخري لبيتها ومشاركتها
في صنع القرار.بمشاركة من العلمانيين
الذين اكتسبوا زخم وتجربة مفيدة في السنوات الماضية.ولتكن تجربة
البرلمان السابق خير دليل.فماذا حدث في البرلمان السابق.
شارك الاسلاميين باعداد كبيرة وكانت مشاركتهم جيدة ومنخرطة تماما
في داخل العملية السياسية.ولم يستغلوا هذة المشاركة للانقلاب
علي الحكم.تقييم عملية دخول الاخوان البرلمان يجب ان يكون
لها نصيب من النظام ومن الغرب.بيد ان المزيد من التزوير لن يقود
إلا الي المزيد من السقوط .حتي يأتي اليوم الذي يصبح فيه
الاصلاح غير ممكن او حلم بعيد المنال.فهل هذا ما نريده لمصر.

ليست هناك تعليقات: