الاسلام ليس هو الحل
لا اقول هنا أن الإسلام ليس الحل بشكل مطلق حتي لا يساء فهم عنوان المقالة. ولكن اقصد شعار جماعة الإخوان المسلمين بأن الإسلام هو الحل.وهو شعار مطلق فضفاض. يمكن أن تقوله جماعة دعوية أو غير ناضجة سياسيا. لا تريد الاندماج الحقيقي بشكل فعال في العملية السياسية داخل بلدها.لكن بالنسبة لحزب سياسي حقيقي يعبر عن الكتلة الاسلامية في بلده بشكل جاد وقعال فذاك هزل وليس جد..ذلك لأنني أعتقد أنه منذ انشاء حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام ١٩٢٨ لابد أنها جمعت حصيلة كبيرة معتبرة من تجربة السنوات لدي الجماعة.ولابد أنها تعلمت ان تتفاعل مع المتغير الأهم الذي حدث في ٢٥ يناير ٢٠١١.او ما يطلق عليه ثورة ٢٥ يناير..وانا ممن يفرقون بين الأحداث بعد بزوغ الجمهورية المصرية وحكم المصريين لأنفسهم.عام ١٩٥٢ بداية الجمهورية في مصر.وما قبل ذلك حينما كان حكم مصر للأجانب والاحتلال..لأن المتغير الاهم هنا اننا اصبحنا كمصريين نحكم بلادنا بأنفسنا.رغم كل الأخطاء لكن ذلك هو بمثابة نقلة كبيرة ومهمة في تاريخ مصر .لذلك كنت أعتقد أنه بمجرد بناء الجمهورية المصرية كان يجب علي جماعة الإخوان التأقلم مع هذا المتغير الأهم في تاريخ مصر الحديث.وذلك بأن تتحول الجماعة إلي حزب سياسي مصري يعبر عن آمال وطموحات الكتلة الإسلامية.التي تريد أن تندمج في العملية السياسية.كنت أتصور أن جماعة الإخوان سوف تتخلي عن العمل الدعوي لصالح الانخراط في العمل السياسي تحت حزب ايا كان اسم الحزب..لكن من مساويء عدم فعل ذلك هو استغلال الأنظمة العسكرية المتعاقبة عدم تطور الفكر السياسي لجماعة الإخوان لكي يتخذوا منه مبررا لاستمرار حكمهم العسكري. ورغم ذلك كنت أعتقد بمجرد مجيء ثورة يناير أن تنتقل جماعة الإخوان إلي حزب سياسي معلن والتخلي عن العمل الدعوي والأهم التسليم الكامل بقواعد اللعبة السياسية الديمقراطية لكن للاسف جماعة الإخوان استمرت علي نفس النهج منذ نشأتها استغلال العمل الدعوي من أجل تحقيق بعض المكاسب السياسية التي لا يمر وقت طويلا وتخسر هذة المكاسب.وكل مرة لم تتعلم جماعة الإخوان الدرس. ولم تطور من فكرها السياسي.واليوم اعتقد جماعة الإخوان امام مفصل تاريخي أن تستمر في إعادة وإجترار نفس اخطائها أو التحول إلي حزب سياسي يؤمن بقواعد العملية السياسية الديمقراطية وان يكون معبر حقيقي وفعال عن الكتلة الإسلامية التي تريد الاندماج في العملية السياسية عن طريق بناء حزب سياسي لا يستخدم الدين كشعار لتحقيق مكاسب سياسية وطرح برنامج سياسي عن مرجعية إسلامية لكن في شكل قوانين تتسق مع الدستور والقانون واللعبة السياسية في مصر.اعتقد لو حدث ذلك فهذا سيكون تطور كبير ليس فقط لجماعة الإخوان ولكن للحياة السياسية برمتها في مصر.لان ذلك سيضع النظام المصري العسكري أمام متغيرات جذرية وحقائق إما أن يحسن من ادائه ويطور من نفسه من خلال بناء عملية سياسية ناضجة أو أنه لن يجد حجة يبرر بها الاستمرار في نفس الأداء الفاشل الذي عليه أمام شعبه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق