زجاجة نبيذ لكل ناخب
كثيرا ما أتساءل لماذا يفعل السيد احمد الطنطاوي ما هو محكوم عليه بالفشل في ظني وبالفشل في صيرورة الحياة السياسية في مصر.ولا اجد جوابا الا أن الرجل يريد أن يؤذي نفسه اولا ثم يجهد نفسه فيما لا طائل من ورائه.لكن عندما استمع للسيد احمد الطنطاوي اجد أن الرجل رصين هاديء. منظم الأفكار يتخذ منهج علمي في تفكيره.اذن ألا يقوده هذا النهج في التفكير إلي حقيقة واقعة فعلا أنه لا أمل في التغيير بمصر.ثم هو بعد خروجه من السجن يعود إلي نفس نهجه السابق وكأن الحبس لم يؤثر فيه أو يردعه أو بالأصح يدخل اليأس الي قلبه.في سياق اخر قرأت لأحد الكتاب أصحاب العقل والرأي لماذا تتمسك المقاومة في غزة بسلاحها لماذا لا يطرد قادة المقاومة من غزة ويقول قائل أليس في إصرارهم علي المقاومة هلاك لشعبهم .لكن العجب حين ذاك عندما يخرج قادة المقاومة يصرون إصرارا عجيبا علي المقاومة.هنا أيضا عدت لنفسي بالسؤال لماذا يهلك قادة المقاومة أنفسهم وشعبهم رغم أن الحقيقة الواقعة تقول إن اسرائيل ومن خلفها امريكا قوة يجب الانصياع لهما..إذن لماذا يفعل السيد الطنطاوي ذلك بنفسه ولماذا تفعل المقاومة الفلسطينية ذلك بنفسها وشعبها رغم أن الواقع يقول هنا في مصر أنه ليس ثمة امل حقيقي في التغيير وان هناك قوة قاهرة ترفض التغيير وان هناك عشرات بل مئات الملايين من المصريين يساعدون تلك القوة بالتسليم للأمر الواقع. هل هي حماقة من الرجل وهو غير ذلك باليقين.ولماذا لا تستسلم المقاومة الفلسطينية لهذة القوة العاتية القاهرة في اسرائيل ومن خلفها امريكا القوي العظمي. رغم أن الواقع يقول إن رغباتهم وارادتهم وأمرهم سوف ينفذ ولا راد له..إذن هناك شيء ما. لا أدركه لدي الطنطاوي ولدي المقاومة الفلسطينية أمر يفسر أنهم لماذا لا يؤمنون بالواقع ويستسلموا له.ثم بعدها يحاولون تغييره رغم أن الحقاىق علي الارض تقول باستحالة التغيير هنا او هناك.ما هذا الشيء الذي يجعل شخص عاقل مثل الطنطاوي يصر علي التمسك بالأمل بل ومحاولة تغييره. بأفعال يراها عديدين. أنها غير ذات جدوي. ولا طائل من ورائها ولماذا تصر المقاومة في غزة علي أن تدفع هذا الثمن وشعبها. والواقع يقول إن أمر اسرائيل نافذ حتما.سيقول قائل وما قصة ذلك كله بزجاجة النبيذ التي تطالب بها لكل ناخب مصري.وحهة نظري هي ان كل مصري لا يؤمن بالتغيير ويفرط في إرادته التي هي جزء من تكوينه وهي هبة من الله وليس منة من أحد عليه. كل مصري يفرط في الامل بالتغيير هو كمن يشرب زجاجة من نبيذ لكي يلهي به وينسيه عن واقعه المر الذي يعتقد أنه لا سبيل إليه لكي يتغير ابدا.لكن الطنطاوي والمقاومة أثبتوا لي أن هناك امل مادمت حيا..أتدري أن بني اسرائيل كانوا يحلمون يوما مجرد حلم أنه سيكون لهم وطنا يجمعهم..وانهم سعوا في ذلك الحلم حتي اصبح حقيقة والان هو واقع نعتقد أنه لا فكاك منه.وهذا أيضا ليس صحيحا...إذن التغيير ليس مستحيلا في مصر.ولكن ينقصه الإرادة والايمان.وهو ليس صعب الا ان جعلنا منه صعبا وهو ليس مستحيل الا ان جعلنا منه. نحن بأنفسنا. مستحيلا..