مصري في الكونجرس الأمريكي
علي غرار فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية تخيلت ماذا لو أن الكونجرس الأمريكي الذي يوازي مجلس النواب في مصر هو الذي كان مجلس التشريع في مصر ماذا كان سوف يتغير في مصر هل كانت مصر ستظل علي حالها هذا ام سوف تتغير الي الافضل.انا لا اتذكر بدقة فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية لكني اعتقد بالتأكيد أن شيء ما تغير في نفسية أو شخصية هنيدي الشخص الذي جاء من بيئة محافظة ومجتمع محافظ إلي المدينة والي مجتمع رحب وأوسع سواء كان ذلك التغير بالسلب أو الايجاب لكن لابد من شيء ما قد تغير في شخصيته وعلي هذا الأساس تصورت ماذا لو كان مجلس التشريع في مصر هو الكونجرس الأمريكي بدلا من مجلس الموات الذي يشرع للمصريين اليوم والذي نطلق عليه مجلس النواب..بداية كما اعتقد اول وأهم تغيير سيحدثه وجود الكونجرس الأمريكي للتشريع في مصر ستصبح الانتخابات في مصر تمثل تمثيلا حقيقيا جميع فئات الشعب المصري ولن تمثل فقط فئة الحكام الذين هم اليوم فئة العسكريين وفئة كبار الأثرياء ورجال الأعمال وبعضا ممن يخدمون عليهم من فئات مختلفة.وعلي هذا التصور سيأتي مجلس تشريع يمثل فئة العمال والفلاحين والمدرسين والصناع والمهندسين و الدكاترة وغيرهم من شرائح المجتمع المصري المختلفة وبالتالي ستصبح مصالح هؤلاء في اعتبار أعضاء المجلس حينما يشرعون وكل مشاكلنا المزمنة سوف تطرح للحل أمام المجلس بواقعية وشفافية وبالتالي لن تشعر فىة ما بهضم حقوقها.وهذا يصل بنا إلي الاختلاف الثاني وهو أن تعبر كل فىة في مصر بكامل حريتها عن مشاكلها وستصبح حرية التعبير متسقة مع الواجبات والحقوق داخل المجتمع المصري وسيصبح الاستبداد ضربا من الجنون وعدم الواقعية لأن كل فئة من فئات المجتمع لديها من يعبر عن مصالحها في مجلس التشريع وبالتالي ليس ثمة أو حاجة إلي الاستبداد لأنه لن تطغي فئة علي أخري داخل هذا المجتمع فمثلا لن تطغي فئة العسكريين علي بقية فئات المجتمع المصري ولن تطغي فئة الأثرياء أو كبار رجال الأعمال علي بقية فئات المجتمع إذن لا حاجة للطغيان في مثل مجتمع يعبر مجلس التشريع عن مصالح جميع فئات المجتمع فيه.اذ ما يفيد الاستبداد وماذا سوف يغير طالما مصالح كل فئات المجتمع المصري محفوظة مصونة عن طريق برلمان التشريع الذي يعبر بصدق وأمانة عن مصالح جميع المصريين علي اختلافهم وهذا يقودنا إلي الاختلاف الثالث وهو سوف يصبح جميع المصريين سواسية بعدما أصبحت جميع مصالح المصريين مصانة ومحفوظة. طبيعي جدا في هذة الحالة أن يصبح جميع المصريين سواسية أو جميع المصريين أسياد في بلدهم. علي ذلك ما نادت به جمهورية ١٩٥٢ التي ألغت الألقاب وساوت بين جميع المصريين في الألقاب ولكن هذا نظريا فقط .لكن علي أرض الواقع ثورة جمهورية يوليو في مصر ألغت الألقاب ظاهريا ولكن كمضمون ظلت الفوارق كما هي ولكن فقط تغيرت الألقاب والفئات أصحاب المصالح. من الملك والحاشية إلي العسكريين ومن يخدمون عليهم. ومن ثم عادت الألقاب وانحصرت المصالح بفئة محددة.لكن بشكل بتركيبة مختلفة عن السابق. ولكن كمضمون الظلم واحد. ومضمون الفوارق في مصر الملكية. لم يختلف عنه في مصر الجمهورية.لكن بفضل الكونجرس الأمريكي الذي أصبح مجلس التشريع في مصر أعيدت السيادة للشعب حقيقة. وأصبحت المساواة واقعية.بعدما أخذ في الاعتبار مصالح جميع فئات الشعب المصري.هنا أفقت من هذا الحلم الجميل إلي الواقع المر ونحن علي أعتاب انتخابات برلمانية ستعيد نفس مجلس الموات السابق والذي لا يعبر حقيقة عن مصالح جميع فئات الشعب المصري وتمنيت في قرارة نفسي أن أظل في ذلك الحلم الجميل لعله يتحقق في هذا الجيل وانا علي يقين أنه سوف يتحقق يوما ما في مصر ولكن متي يحدث هذا الذي لا ادري متي يكون.