السؤال الذي ينقصه اجابة قاطعة.هل حقيقة ان السيد فاروق حسني خسر معركة
اليونسكو. لمجرد ما قيل انها زلة لسان عن حرقه للكتب الاسرائيلية ان وجدت.اعتقادي
ان المسألة اكبر من ذلك.واعتقد ان المسألة برمتها في يد امريكا وحدها.خاصة ان علمنا
ان السمع والطاعة داخل هذة الهيئات والمؤسسات العالمية انما يكون
للمستر الامريكي وحده. وان البقية مجرد اتباع لتنفيذ رغبات السيد الامريكي.واعتقادي
حتي لو رشحت مصر اي شخص آخر. دون موافقة مسبقة ورضا امريكي كامل. لم يكن لينجح ابدا.
هذا يعطي حقيقة اخري كما اعتقد.وهي. ان هذا السقوط انما هو جرس انذار مبكر للنظام المصري.
يقول فيه السيد الامريكي. انه ليس كما يتخيل نظام مبارك.وان حساباتهم(المصريون)
يجب ان تعاد من جديد. خاصة في اهم مسألة تخصنا وتشغل بال الامريكيين. وهي قضية انتقال الحكم
في مصر.لانني اعتقد كما قال استاذنا فهمي هويدي. ان هذا المنصب مثله مثل بقية
المناصب الدولية الاخري.لا يمكن التحرك من خلاله إلا بشروط وحدود
يقررها السيد الامريكي واتباعه.واعتقد انه لم يكن ليشغل بال امريكا
نجاح او سقوط السيد فاروق حسني. فهو ابن نظام مستبد.بما يعني انه تعود علي
الطاعة العمياء للسيد الجديد.وهذا امر بديهي في السيد فاروق حسني.ولكني اعتقد ان الرسالة لم تكن
موجهة للسيد فاروق حسني. بقدر ما كانت موجهة الي النظام المصري نفسه.وان هذة
الرسالة ليست من اسرائيل. فاسرائيل ايضا مجرد تابع للسيد الامريكي. خاصة في
المحافل الدولية وداخل المنظمات العالمية. التي يكون السطوة والكلمة الاولي
والاخيرة فيها للسيد الامريكي وحده.الرسالة باعتقادي من الادارة الامريكية.ما فحواها اذا.
كما قلت مغزاها يوضح. انه يجب علي النظام المصري ان يوقن. ان اي افعال هامة او مصيرية سوف
يأتي بها النظام المصري. لن تمر إلا بموافقة كاملة ورضا تام من الادارة الامريكية.
وخاصة في الملفات الشائكة القادمة. ومنها ملف انتقال السلطة في مصر.
تحجيم الامر وتصغيره ليتمحور حول شخصية السيد فاروق حسني.امر غير معقول.
واستنتاج اعتقده ليس دقيقا وغير صائب.هناك اعتبارات قيلت واسباب شرحت.
لتحليل هذا السقوط.كلها منطقية ولكنها باعتقادي مبررات لا تمس جوهر السبب الحقيقي.وغايته
توصيل رسالة من الادارة الامريكية الي النظام المصري.فهل استوعب النظام
المصري الرسالة. كما اعتقد استوعبها ولم يصدقها.
لاسباب عديدة منها.اعتقاد قادة النظام ان السيد اوباما غر ساذج.جاء
ليقدم نفسه للنظام المصري علي طبق من ذهب.ويخرجه من اهم
ورطة اوقعته فيها الادارة الامريكية السابقة. والتي بسببها حدثت
الفجوة بين الرئيسين بوش ومبارك.واعتقادي ان اوباما ليس سهلا.ويستخدم
قوة امريكا الناعمة. باكثر مما يستخدم القوة العسكرية او الاقتصادية.
وهذا اخطر ويصل بنتائج اكبر واحسم.فهل وصلت الرسالة وحفظها النظام المصري.
ووفق لهذا الاعتقاد.يتبين ان ما يروجو له البعض ويصوره غير صحيح.
فالسيد فاروق حسني ليس مصر ولا هو صلاح الدين.ونحن في عصر لا يقبل معه ان ندخل معركة
علي طريقة والله زمان يا سلاحي.حيث الجميع يحمل سلاحه لسب ومهاجمة
الآخر. دون استخدام العقل.انتهي هذا الزمن ولن يعود.وعلي هؤلاء ان يعوا هذة الحقيقة.
اننا لن نحمل اسلحتنا لمهاجمة الآخر مع تغييب عقولنا.
من حق البعض ان يري في ترشيح الرئيس مبارك للسيد فاروق حسني
قضية وطنية.يجب ان يصطف خلفها الجميع دون اعمال العقل.ولكن
ليس من حق احد ان يسلبنا وطنيتنا لمجرد اننا نخالف هذا الرأي.
او اننا نري اسباب اخري خلف سقوط السيد فاروق حسني.
ويبقي انه يذكر للنظام المصري انه كان قريبا من الفوز.
وانه لولا الرفض الامريكي واسبابه. لكان هذا المنصب الرفيع من نصيب السيد فاروق حسني.
وهو في حقيقة الامر-بالنسبة لي- لا يستحقه.
بيد انني اتمني ألا ننظر الي الموضوع بمثل هذة السطحية والاستسهال. او ان ننخدع بالظاهر
دون قراءة الموضوع قراءة صحيحة عميقة من عدة وجوه.
علينا اذا عادة النظر من جديد فيما حدث. لعلنا نتعلم الدرس جيدا او نفهم.