الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

رسالة اوباما للرئيس مبارك في اليونسكو

رسالة اوباما للرئيس مبارك في اليونسكو
لعل ان يكون في سقوط السيد فاروق حسني
بالضربة القاضية علي يد الولايات الامريكية في موقعة اليونسكو عبرة لمن اراد ان يعتبر.
اعتقادي ان اكبر درس يجب ان يتعلمه النظام المصري من هذة المعركة.
هي ان ادارة اوباما تخفي اكثر مما تبطن للمصريين. وعلي الاخص للنظام المصري.
فلا يمكن ان يصدق عاقل ان اسرائيل وراء هذة السقوط كما يروجو البعض لمجرد كلمة اعتذر عنها السيد حسني مرارا وتكرارا.اعتقادي ان الادارة الامريكية لديها النية والرغبة في حدوث هذا الامر.لعلها
توصل رسالة للنظام المصري.مفادها ان مصالحها هي فقط التي لها المكانة العليا.
رغم اي ملفات اخري قد تتشابك. ويعتقد المصريون انهم يعتمدون عليها للضغط علي امريكا.
امريكا ضربت عرض الحائط بكل الملفات المشتركة. والمصالح بينها
وبين نظام ديكتاتوري. تعلم جيدا ان مثل هذة المعارك بالنسبة له. ليس كما يحدث
في النظم الديمقراطية مجرد سباق قد يتلوه سباقات اخري.ولكن
هذة المعارك بالنسبة للانظمة المستبدة مثل نظام الرئيس مبارك.هي معارك مصيرية.
وتمثل اقصي درجات الكرامة بالنسبة له.ورغم ذلك لم تبالي امريكا
بهذة الحقيقة التي يعرفها اطفال البيت الابيض قبل رجاله.اعتقد
لو فهم النظام المصري لعلم ان ما حدث انما هو بروفة للمعركة القادمة الاهم في الشرق الاوسط.
وهي معركة اختيار البديل للرئيس مبارك. الذي تقول تقارير امريكية واسرائيلية
انه بسبيله الي اعتزال الحكم.حتي وان اتم فترة حكمه كاملة.يبقي لدي
اسرائيل وامريكا القلق من المجهول القادم في مصر.لانهم يعلمون ان مصر هي مفتاح هذة المنطقة.
وهذة المنطقة هامة للغرب.اولا لوجود دولة اسرائيل. وللبترول المدفون في ارضها. ولموقعها الاستراتيجي الهام.
وهؤلاء القوم لا يؤمنون إلا بالعلم. وما يحدث علي ارض الواقع بالتجربة.
واعتقد ان الواقع يقول. ان هناك نية ورغبة لدي النظام لتوريث الحكم لنجل
الرئيس مبارك.وبالمقابل هناك سوء اوضاع يعاني منها اغلب المصريين.
ورغبة كبيرة في رفض الابن ليكون وريثا للاب في حكم مصر.
النظام لا يهتم بمثل ما يقوله الخبراء. ولا يهتم بالعلم. ولا بالتقارير المبنية علي اسس
علمية قريبة من الواقع. ولكنه يهتم فقط لقوة الامن والعسكر.لذلك كانت نظرته
لتوريث الحكم.مختلفة عن نظرة الشريك الامريكي والاسرائيلي.هذا لم يرتاح
اليه الشريك الامريكي ولا الاسرائيلي.فكانت هذة البروفة التي تقول بوضوح للنظام المصري.
انهم سوف يقفون بجانبه. فقط في حالة ان كان ذلك يصب في صالحهم.
وليس شيء آخر..اعتقد ان ما بين مصر واسرائيل من ملفات اكبر بكثير
من مثل هذا الملف. وكذلك ما بين مصر وامريكا بالمثل.الملفات التي بين مصر واسرائيل
هي ملفات وجود بالنسبة لاسرائيل.وملف اليونسكو باعتقادي مهم. ولكن
لا يمكن مقارنته ببقية الملفات المشتركة الاخري.لذلك اعتقد
للمرة الثانية. ان هذة بروفة او قرصة ودن كما نقول.توضح
ان مصالح امريكا تعلو علي اي مصالح اخري قد تضر
بامن المنطقة.اعتقادي ان امريكا واسرائيل ليس لديهم مانع
في المزيد من الديكتاتورية والاستبداد. بل هذا ما يرغبونه اكثر من
اي شيء آخر.ولكن ألا يكون ذلك علي حساب تدهور الاوضاع في مصر.او
حدوث ما يقلب موازين المنطقة رأسا علي عقب.واعتقادي
ان النظام المصري ليس لديه مصداقية لدي الشركاء الامريكيين ولا الاسرائيليين.
هو بالفعل ينفذ الاوامر بشكل جيد. ولكن هذا لا يمحي حقيقة انه نظام فاشل.وفشله احيانا ما يصب في مصلحة اسرائيل وامريكا. واحيانا ما يكون ضد الدولتين.ولكن في هذا الملف( الخلافة في مصر) لا يمكن قبول
الفشل. وإلا فالعاقبة قد تحدث متغيرات لا يمكن توقعها حاليا.
اعتقادي ان المسألة خطيرة جدا. ولا تتوقف علي ملف اليونسكو وفقط.
وعلينا ان نفهم الدرس جيدا.وعلي الاخص النظام المصري الحاكم.
فالبديل للنظام المصري في حالة حدوث انفلات للامور في البلاد. هو النظام المتشدد كما يعتقد.
وخاصة ان كل شيء يشي بذلك. بداية من التدين الغير عادي لجموع المصريين.
لكنه للاسف تدين شكلي متشدد في خارجه فارغ في مضمونه.وهذا التدين الشكلي
مع سوء الاوضاع.بالاضافة الي مجيء الوريث مع الرفض الشعبي له. قد يشكل هذا كله لحظة حاسمة فارقة في حياة المصريين.
واعتقادي انه لا امريكا ولا اسرائيل عي استعداد لتقبل هذا او حتي تخيله.
لذلك اعتقد انه علي النظام المصري ان ينظر للموضوع. ليس كونه يخص شخصا. نعلم جيدا ان
وجوده في المنصب او عدم وجوده. لم يكن ليشكل خطرا
بهذا الشكل الذي روج له.ولكن علينا ان ننظر الي ابعد من ذلك.
كما اعتقد ان هذا لن يؤثر كثيرا علي هذة العلاقة الاستراتيجية بين مصر وامريكا كما قال الاستاذ كمال. ولكن سوف يكون هناك
عتاب. وربما ردود افعال في نطاقها المسموح به.ولكنها لن تخرج عن هذة الحدود.
رغم ان النظام المصري اخذ قرصة ودن شديدة جدا من الحليف الامريكي والاسرائيلي.
ولكني اعتقد ان نظرة اكبر يجب ان تتخطي هذة النظرة الضيقة للامور.
وعلينا ان نتعلم من هذا الدرس شيئا هاما .وهو.ان الادارة الامريكية الجديدة ليست سهلة كما يبدو للنظام المصري.او كما فهم من بداية العلاقة بين الطرفين.
ولكنها كما قلت تخفي اكثر مما تبطن.وان ملفاتنا القادمة يجب ان تحركها
المصلحة للوطن قبل اي شيء آخر.حتي لا تستغل من قبل الغير.رهان النظام علي السيد
فاروق حسني رغم علمه انه غير مرغوب فيه.وانه غير مؤهل لمثل هذا المنصب.
وانه صنيعة النظام .وليس رغبة شعبية حقيقية من الشعب المصري. وانه ليس لديه القبول الشعبي والثقافي.
كان رهان خاسرا كما تبين. ولعله يكون عظة وعبرة لاهل الحكم في مصر.

ليست هناك تعليقات: