جاء في مضمون الخبر ان اسرائيل كانت تتجسس علي ميناء دمياط.ذلك بعد علمها
بوصول سفينة تابعة لايران تحمل اسلحة الي حزب الله اللبناني.وهذا يدعني اسأل. ما هي
حدود علاقاتنا باسرائيل بالضبط.الحقيقة لا احد يفهم حدود هذة العلاقة.فهي
مثلها مثل كل شيء في مصر بلا ملامح او شكل تقريبا.لقد اعطت مصر مبارك اسرائيل
كل ما تحلم به وزيادة.وحتي مع هذا لم نأخذ في المقابل اي شيء جراء هذا العطاء السخي.
ويكفي اسرائيل سعادة ورضاء. ان تري مصر في ذيل الامم. وفي تأخر وتدهور مع مرور السنين.
هذا(ما يحدث) جعلني اسأل. هل هناك قصد في ان تظل مصر بهذا الحال.احيانا يطرح هذا السؤال بقوة.
وهو لماذا مصر هي المتأخرة.رغم وللشهادة وللامانة ايضا.مصر بحال تستطيع معه ان تتقدم
فيه علي بقية العرب علي الاقل. وان لم يكن علي دول اخري تقدمت عنها بمراحل.هذا
اعتقد يجب ان يعرفه كل منصف. وهذا للامانة حقيقة اعتقد بها.يجوز صحتها او بطلانها.
ويبقي السؤال مع هذا الاعتقاد.من فعل هذا بمصر.من جعلنا في مؤخرة الامم.من هوي
بنا الي هذا الدرك الاخير.ان من يدرك الاوضاع في مصر جيدا وبنظرة ثاقبة.
لابد له وان يعتقد يقينا ان سكان هذا البلد(مصر) لا يتقدمون علي بقية سكان القبائل الافريقية إلا قليلا.
وهل هذا حقيقة.سأفرض ان الرئيس مبارك مستبد.دعنا نختلف او نتفق علي هذا.وسافرض انه يريد
الحكم الي الابد.سنتفق او نختلف.وسأفرض انه يريد ان يورث الحكم لابنه. سنتفق او نختلف.
ولكن لماذا بدد الرئيس مبارك كل امكانيات وقدرات هذا البلد بهذا الشكل.انظر الي اقل دولة عربية.
وانظر الي اكبر دولة عربية(مصر).وانظر الي علماء هذة الدول مجتمعة.وانظر الي العقول في هذة
الدول مجتمعة.وانظر الي مصر وحدها.ستجد مع كل الاحترام لبقية الدول العربية.ان مصر وحدها
تملك قدراتهم مجتمعين.دعك من حالها الآن فهذا ما نتحدث عنه ونبحث له عن سبب.
فليس معقولا ان يكون حالنا بهذا الشكل. وحال اقل دولة عربية يفوقنا بمراحل في امور تنظيمية.
ولن اقول علمية او فكرية.انني اتهم الرئيس مبارك شخصيا ولن اتنازل عن اتهامه. حتي لو اعتزل
الحكم.وارجو ان يتم مقاضاته علي ما فعله بمصر.هذا اول الطريق الصحيح كما اتصور.وهو
محاسبة الرئيس مبارك علي ما فعله بمصر.سواء كان عامدا ذلك. او ان ما يحدث عن غير قصد منه.يبقي
الامر سيان بالنسبة لما وصلنا اليه من اوضاع مزرية..كل يوم تبشرنا بعض الصحف بان هناك تعديل
في المادة الفلانية. وان هناك جديدا سوف يحدث.باعتقادي ان هذا وهم وخداع.
لان فكر هؤلاء الذين يحكمونا كما هو لم يتغير.هؤلاء الذين يروا في زيادة اعداد المحمول.
علامة علي التقدم ودخولنا القرن الحادي والعشرين.ألا ما اخيبهم. وخاصة ان كان مثل
هذا اللغو خارج عن مثقف اكاديمي له قيمة علمية كبيرة.اعتقادي انه لم ينصلح حالنا
مع هؤلاء. وانه لا امل في التغيير.وبالتالي لا امل في الاصلاح مع تلك النخبة السياسية الحاكمة.
ومن يوهم نفسه بقدرة مبارك او من حوله علي التغيير. فهو بحاجة الي ان يرتد الي الواقع.
لست ادعو الي التشاؤم او الادعاء انه لا فائدة.ولكني اعتقد انني اضع الحقائق كما هي.
وكذا كما ذكرت من قبل. نشكر للرئيس مبارك فضيلة المحافظة علي تماسك الوطن كدولة وحدود.وايضا
هذة المساحة الكبيرة من حرية التعبير الكلامية.ولكن هذة لا تلغي تلك.وهذة حقائق وتلك حقائق.
واعتقد انه لا تناقض بينهما.لو امعنا النظر جيدا في مجمل الحقائق وتفاصيلها.
ويبقي السؤال ما الحل اذا.اعتقد ان الحل يحتاج الي البصيرة.ان نبصر جميعا حقائق الامور.
فلا يشذ احد بعدها عن الاجماع.ولنتحاور معا ان وصلنا الي هذة الحقائق السابقة التي ذكرتها.
دون ان يتحد للمرة الالف بعد المليون الاخوان والاحزاب والوفد والكرامة وكفاية
والتجمع وجميع المسيحيين والمسلمين علي حقيقة واحدة.وهي انه قد حان الوقت وبشدة للتغيير.
مهما كانت العوائق.ربما نعاني ربما نستنزف. ولكني اعتقد يقينا ان الثمن الذي ستدفعه
الجماعة المصرية اليوم-والله شاهد-اقل بكثير عما سندفعه لاحقا ان صمتنا اكثر من ذلك.
لا يجب ان نخاطب العواطف. فهي تأتي بسرعة وتذهب باسرع مما تأتي.ولكن يجب ان نتحدث
بطريقة عقلية وحقائق حادثة علي الارض.لا يجب ان نخاطب عاطفة الناس.ولكني
اعتقد اننا يجب ان نخاطب عقولهم.لانه حتي لو كانت قضايانا خاسرة.اعتقد ان اكبر مكسب هو ان نصحي قيمة العقل
في نفوس المصريين.وقتها سيدركون ان ما هم عليه خارج عن نطاق العقل.وان امورا كثيرة غير مفهومة.
وان هناك تعمد او استهتار يقارب التعمد. لكي نكون علي هذا الشكل من التردي والتدهور.