الجمعة، 23 أبريل 2010

يوم حداد عام علي المصريين

يوم حداد عام علي المصريين
ليس من شك ان هناك شعور عام بين جميع المصريين ان افضل
واحسن ما في نظامهم الجمهوري يتسرب من بين ايديهم يوما بعد يوم.وآخر
هذة الاشياء ما حدث من دول منبع نهر النيل.بعد ان هددت
تلك الدول بعمل اتفاقية منفردة بعيدا عن دول المصب مصر والسودان.الاشد
الما من ذلك هو رد الفعل المصري. فبدلا من ان نسمع نغمة عاقلة وحلول مبتكرة
لاحتواء من يمكن احتواه.سمعنا صراخا وعويلا
وتهديدا اجوف بالحرب ضد دول المنبع.فهل مصر حقيقة بحاجة الي
حرب حقيقة ضد هذة الدول.علي الرغم من ان اولئك الذين رفعوا عقيرتهم
بالحرب. هم انفسهم الذين يفخرون بان عهد مبارك هو عهد الاستقرار وعدم الدخول
في مغامرات غير محسوبة.لماذا الآن سمعنا نغمة ولغة الحرب
ضد دول المنبع.يقينا ان الشعب الذي لا يستطيع ان يحافظ
علي نهره داخل حدوده. من الصعب ان يحتفظ بحقه في هذا النهر خارج
حدوده.لو ان صحيفة منصفة عملت تحقيق قيم عن
نهر النيل .وكيف قام المصريون بتلويثه والاستهتار به.اعتقادي
لو وصل هذا التحقيق الي الناس. لبادروا من فورهم بالاهتمام
بالنيل داخل حدودهم اولا. قبل ان يبحثوا عن حق يكاد يضيعونه
خارج حدودهم.السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه. اين كنا كل ذلك
عن افريقيا.اين كنا من قراصنة الصومال.اين كنا من التهديد
الخطير لحصة مصر في نهر النيل.اين كنا مما يحدث في السودان.
من المؤسف ان النظام المصري انشغل بتسمين نفسه. والعمل علي احاطة
نفسه بسور من الامن بعيدا عن شعبه.اتمني ان نتعامل بعقلانية
اكبر مع ملف مياه النيل.احد الاساتذة يطالب النظام المصري
باللجوء القانوني الي الامم المتحدة او الاتحاد الافريقي.لماذا .لماذا نفتعل خصومة
نحن من بدأها. وان كان في ايدينا حلولا اخري نقوم بها. لماذا لا نبادر
بالعمل فيها من الآن.هل الخصومة القانونية مع دول افريقيا سوف ترهبهم
وسوف ترجعهم عن نواياهم.اسرائيل اصبحت كلمة السر في افريقيا.
ونحن نريد ان نزيد الطين بلة.بعمل خصومة مع دول المنبع.حتي لو
كانت خصومة قانونية.لماذا.الحلول كثيرة اسهلها ان نبادر
بارسال الشخصيات المحترمة العارفة بافريقيا الي كل بلد افريقي
علي حدة.لنسمع منهم ونتفاهم معهم.لماذا لا نلجأ الي ليبيا والعقيد القذافي بما يملكه من نفوذ
في افريقيا.لماذا لا نشارك بكل همه في زيادة المنافع والصلات
بيننا وبين افريقيا. لماذا لا نعمل بعثات تعليمية لابناء هذة الدول الي مصر.
لماذا لا ننشر ثقافتنا هناك كما كنا نفعل من قبل.افريقيا يجب ان تأخذ
القسط الاكبر من تفكيرنا وجهدنا في الفترة القادمة.ثم ان هذة الدول
تريد ان تعمل مفوضية لادارة شئون النهر.لماذا لا نأخذ المبادرة ونقترح
ان نكون هذة المفوضية في مصر اول الامر علي سبيل المثال.وان مصر
ستتكفل بكافة الاموال اللازمة لعمل هذة المفوضية.
لماذا لا نبادر نحن بالمشاركة في تلك الجسور او المشاريع المائية لدول افريقيا التي
لا تؤثر علي نصيبنا في المياه.الرفض من اجل حصتنا وفقط.سيجعلنا
في موقف سيء في نظر هؤلاء الناس.يجب ان نعمل علي ان نقول لهم
اننا نبحث عن مصلحتكم ومصلحتنا معا.هذة هي الرسالة التي يجب ان نوصلها
الي افريقيا بشكل تام وواضح.ثم ماذا عن السودان وعن الانقسام هناك .اين الاجهزة
الامنية مما يحدث هناك .اين يد مصر الطولي في افريقيا .يا سادة
افريقيا هي ملعبنا الاهم. وسبب قوتنا وحضارتنا منذ الازل.
افريقيا هي مصدر الغذاء الذي يأتي به نهر النيل.هذا النيل الذي يأتي من افريقيا.
لا يجب ان نترك غيرنا يأخذ دورنا هناك.خلاص خلصت.اخذوا
دورنا في فلسطين. وفي الخليج وفي جل الدول العربية.لم يبقي غير
افريقيا. فهل نضيعها هي الاخري.نحن في تراجع مستمر. وقلت
من فترة بعيدة. ان الاسوأ لم يأتي بعد.قلت وحذرت ولازلت احذر
ان الاسوأ لم يأتي بعد.هناك بالتأكيد من يعلم هذا.
وهناك يقينا من لا يرضيهم الوضع المؤسف الذي وصل اليه حال البلاد.ولكن
الحقيقة. ان بيدهم الحل والعقد لا يريدون احداث
اي تغيير.بل ويحاربون بكل قوتهم لتظل الاوضاع كما هي.ولا يعنيهم
خسارة المصريين لحصتهم في نهر النيل.او حتي تراجع دورها
في افريقيا او اي مكان آخر.طالما ان مقاعدهم بخير.لذلك
اقترح ان نعمل يوم حداد علي حال البلاد
وحال الشعب المصري. وحبذا ان كان هذا هو يوم عيد ميلاد الرئيس مبارك.
لا اطالب باي شيء.لا مظاهرات ولا غيرها.يكفي ان نشعر جميعا
ان هذا هو يوم حداد علي حالنا.لعله يأتي اليوم الذي نتحرك فيه. لتغيير
الامور الي الافضل.

ليست هناك تعليقات: