كامب ديفيد المكسب والخسارة
يحق لنا ان نتساءل بعد ثلايين عام من اتفاقية كامب ديفيد ماذا جنت مصر من وراء هذة الاتفاقية.سيقول قائل ان ارضنا عادت الينا وهذا وحده يكفي. وفوق ذلك ان سلاما دائما مع اسرائيل قد تحقق.بيد ان هذا الجواب ليس دقيقا تماما.اذ ان رجوع الارض وتحقيق السلام لمصر جاء ضمن اتفاقية شاملة من ضمنها عودة الارض وارساء السلام بين البلدين.بيد ان بنود اخري في الاتفاقية اوصلتنا الي هذة الحالة التي نعاني منها اليوم.فبعد كل هذة السنوات لا يوجد سلام ولا امن حقيقي في المنطقة.ولازالت اسرائيل تعربد وتضرب في كل مكان بآلة جهنمية متوحشة.واليوم هي تخترق الامن القومي المصري ونحن يبدو اننا مكبلين باساور هذة الاتفاقية.افلا يدعونا هذا ان ندعي ان تحقيق السلام في المنطقة. في ظل وجود اتفاقية كامب ديفيد امر يستحق منا نظرة اخري. غير تلك النظرة التي سادت فترة طويلة من الوقت.ولكني في الوقت نفسه لست ادعو الي حرب لسنا مستعدون لها فيما يبدو.تجميد العلاقات مع العدو الصهيوني امر جيد.ولكن هذا قد يتخذه دول صغيرة او بعيدة. ليعدو هذا اقصي ما تستطيع ان تفعله.ولكن دولة مثل مصر يجب ان يكون لها استراتيجية جديدة تماما لتغيير واقع ضار بمصالحها. لم تغيره اتفاقية السلام علي الارض.الحقيقة ان اتفاقية السلام لم تعد علينا بالنفع الذي توقعناه او ما كنا نأمله.فهي ربطت كثيرا بين مصالح اسرائيل في المنطقة وبين حكم مصر.وهذة اولي الآفات لهذة الاتفاقية. واشدها علي الواقع المصري الداخلي.كان يمكن لمصر ان تكون اكثر تحررا وتطورا. لولا ارتباطها بهذة الاتفاقية التي تصب في حماية امن اسرائيل.حيث افقدتنا علاقة متوازنة مع اسرائيل.وانحصرت هذة العلاقة في اتجاه واحد.مع بعض الفتات التي قد تلقيها امريكا للدولة المصرية لتشجعيها للمضي قدما في طريقها.لا يهمني ان تكون لنا علاقة مع اسرائيل حاليا.ولكن اولا ألا ترتبط هذة الاتفاقية بعلاقة مع الداخل المصري.ثانيا ان لا يكون لها تأثير علي الحياة السياسية المصرية بشكل مباشر او غير مباشر. ثالثا ان تكون مرتبطة بسلام حقيقي في المنطقة. رابعا ألا تسلب هذة الاتفاقية دور مصر في المنطقة.انني اتحدث هنا من منطلق حجم مصر الحقيقي. وايضا حجم اسرائيل كدولة تملك اسباب القوة والدعم الامريكي الغربي الكبير.ولكن الحادث ان هذة الاتفاقية لم تحقق ايا من هذة الشروط التي ذكرتها من قبل.فامن اسرائيل يرتبط بعلاقة وثيقة بالداخل المصري. وذلك فيما يثار من لغط حول دور بعض القوي المصرية. التي تعتقدها اسرائيل متطرفة. وهذا بدوره ينسحب علي رأي امريكا ومن ثم علي النظام المصري.وهذا يقودنا الي انعدام الشرط الثاني وهو جمود الموقف السياسي في مصر. ووضعه في يد قوي وحيدة بليدة متحجرة. كل ما تفعله هو ان تبقي الحال علي ما هو عليه. وتجدد العهد والميثاق لكامب ديفيد.وهذا بدوره انعكس علي الشرط الثالث وهو فقدان الامن في المنطقة.اذ ان تدهور قوة مصر الداخلية ادي لتراجع دورها التقليدي في المنطقة. وهذا بدوره ادي الي وجود فراغ سياسي حاول اخرون ملؤه. وايضا ادي الي اطلاق يد اسرائيل لتحقيق كل ما تريده ليس بالسياسة ولكن بالقوة الغبية.كل هذا قادنا الي نسف الشرط الرابع وسلبنا مصالحنا في المنطقة. بحيث تشتت جهودنا في داخل مصري ضعيف واهن. وخارج يتصارعه الاخرين معنا.واعتقد اننا اليوم امام مسارين. الاول ان تظل الاوضاع في مصر كما.وهذا ليس في صالح المنطقة وليس في صالح اسرائيل وليس في صالح الحرب علي الارهاب واخيرا ليس في صالح مصر نفسها.لانني اعتقد ان كل تلك الملفات مرتبطة بالداخل المصري كثيرا.وعلاقتنا بدول الجوار وخاصة اسرائيل.فهل سأل سائل نفسه لماذا دخلت المنطقة في صراع محاور. ومن اتي بايران وتركيا بهذة القوة داخل المنطقة.ومن جعل اسرائيل تستييح الامن القومي المصري رغم اتفاقية السلام بينهما.ومن اطلق لاولمرت الفاشل فسحة من الجنون ليفعل ما فعله بغزة.ومن صدر بشكل كبير مشاكلنا الداخلية وخاصة مشكلة التطرف الي دول العالم.اعتقادي ان هذا كله عائدا الي انعدام الدور المصري.وهذا مرتبط باعتقادي بقوة وصلابة الداخل المصري.امريكا اعتمدت علي دخول اسرائيل لهذة المنطقة علي مصر.اعتمدت علي الوسيط المصري لادخال اسرائيل الي الجسم العربي.ولكن وللجهل الشديد اضعفت هذا الوسيط. بحيث بات بلا حول ولا قوة في المنطقة.وذلك خوفا منها من هذا الوسيط علي امن اسرائيل.هذا يوصلنا الي المسار الثاني.وهو ان تتغير المعادلة في الداخل المصري.واعتقادي انه سوف يتم في القريب ادماج القوي السياسية الاسلامية داخل احزاب سياسية معترف بها.وسوف يحدث تنافس حقيقي علي المناصب السياسية المحركة للحياة السياسية في مصر.وسوف يترك هذا الخليط-مع المراقبة- لبعض الوقت ليفرغ توازنا يعيد الدور المصري الحقيقي في المنطقة.لذلك انصح الاخوة في تلك الجماعات الاسلامية ان يغتنموا الفرصة. ويدخلوا المطبخ السياسي لتحقيق مكاسب سياسية يريدونها لهذا المجتمع.ربما ما اقوله يكون صادما للبعض. ولكن هذا قد لا يمثل معتقداتي خاصة حيال ما يخص العدو الصهيوني.ولكن هذا ما اعتقده واراه من وجهة نظري. والله تعالي اعلم.
يحق لنا ان نتساءل بعد ثلايين عام من اتفاقية كامب ديفيد ماذا جنت مصر من وراء هذة الاتفاقية.سيقول قائل ان ارضنا عادت الينا وهذا وحده يكفي. وفوق ذلك ان سلاما دائما مع اسرائيل قد تحقق.بيد ان هذا الجواب ليس دقيقا تماما.اذ ان رجوع الارض وتحقيق السلام لمصر جاء ضمن اتفاقية شاملة من ضمنها عودة الارض وارساء السلام بين البلدين.بيد ان بنود اخري في الاتفاقية اوصلتنا الي هذة الحالة التي نعاني منها اليوم.فبعد كل هذة السنوات لا يوجد سلام ولا امن حقيقي في المنطقة.ولازالت اسرائيل تعربد وتضرب في كل مكان بآلة جهنمية متوحشة.واليوم هي تخترق الامن القومي المصري ونحن يبدو اننا مكبلين باساور هذة الاتفاقية.افلا يدعونا هذا ان ندعي ان تحقيق السلام في المنطقة. في ظل وجود اتفاقية كامب ديفيد امر يستحق منا نظرة اخري. غير تلك النظرة التي سادت فترة طويلة من الوقت.ولكني في الوقت نفسه لست ادعو الي حرب لسنا مستعدون لها فيما يبدو.تجميد العلاقات مع العدو الصهيوني امر جيد.ولكن هذا قد يتخذه دول صغيرة او بعيدة. ليعدو هذا اقصي ما تستطيع ان تفعله.ولكن دولة مثل مصر يجب ان يكون لها استراتيجية جديدة تماما لتغيير واقع ضار بمصالحها. لم تغيره اتفاقية السلام علي الارض.الحقيقة ان اتفاقية السلام لم تعد علينا بالنفع الذي توقعناه او ما كنا نأمله.فهي ربطت كثيرا بين مصالح اسرائيل في المنطقة وبين حكم مصر.وهذة اولي الآفات لهذة الاتفاقية. واشدها علي الواقع المصري الداخلي.كان يمكن لمصر ان تكون اكثر تحررا وتطورا. لولا ارتباطها بهذة الاتفاقية التي تصب في حماية امن اسرائيل.حيث افقدتنا علاقة متوازنة مع اسرائيل.وانحصرت هذة العلاقة في اتجاه واحد.مع بعض الفتات التي قد تلقيها امريكا للدولة المصرية لتشجعيها للمضي قدما في طريقها.لا يهمني ان تكون لنا علاقة مع اسرائيل حاليا.ولكن اولا ألا ترتبط هذة الاتفاقية بعلاقة مع الداخل المصري.ثانيا ان لا يكون لها تأثير علي الحياة السياسية المصرية بشكل مباشر او غير مباشر. ثالثا ان تكون مرتبطة بسلام حقيقي في المنطقة. رابعا ألا تسلب هذة الاتفاقية دور مصر في المنطقة.انني اتحدث هنا من منطلق حجم مصر الحقيقي. وايضا حجم اسرائيل كدولة تملك اسباب القوة والدعم الامريكي الغربي الكبير.ولكن الحادث ان هذة الاتفاقية لم تحقق ايا من هذة الشروط التي ذكرتها من قبل.فامن اسرائيل يرتبط بعلاقة وثيقة بالداخل المصري. وذلك فيما يثار من لغط حول دور بعض القوي المصرية. التي تعتقدها اسرائيل متطرفة. وهذا بدوره ينسحب علي رأي امريكا ومن ثم علي النظام المصري.وهذا يقودنا الي انعدام الشرط الثاني وهو جمود الموقف السياسي في مصر. ووضعه في يد قوي وحيدة بليدة متحجرة. كل ما تفعله هو ان تبقي الحال علي ما هو عليه. وتجدد العهد والميثاق لكامب ديفيد.وهذا بدوره انعكس علي الشرط الثالث وهو فقدان الامن في المنطقة.اذ ان تدهور قوة مصر الداخلية ادي لتراجع دورها التقليدي في المنطقة. وهذا بدوره ادي الي وجود فراغ سياسي حاول اخرون ملؤه. وايضا ادي الي اطلاق يد اسرائيل لتحقيق كل ما تريده ليس بالسياسة ولكن بالقوة الغبية.كل هذا قادنا الي نسف الشرط الرابع وسلبنا مصالحنا في المنطقة. بحيث تشتت جهودنا في داخل مصري ضعيف واهن. وخارج يتصارعه الاخرين معنا.واعتقد اننا اليوم امام مسارين. الاول ان تظل الاوضاع في مصر كما.وهذا ليس في صالح المنطقة وليس في صالح اسرائيل وليس في صالح الحرب علي الارهاب واخيرا ليس في صالح مصر نفسها.لانني اعتقد ان كل تلك الملفات مرتبطة بالداخل المصري كثيرا.وعلاقتنا بدول الجوار وخاصة اسرائيل.فهل سأل سائل نفسه لماذا دخلت المنطقة في صراع محاور. ومن اتي بايران وتركيا بهذة القوة داخل المنطقة.ومن جعل اسرائيل تستييح الامن القومي المصري رغم اتفاقية السلام بينهما.ومن اطلق لاولمرت الفاشل فسحة من الجنون ليفعل ما فعله بغزة.ومن صدر بشكل كبير مشاكلنا الداخلية وخاصة مشكلة التطرف الي دول العالم.اعتقادي ان هذا كله عائدا الي انعدام الدور المصري.وهذا مرتبط باعتقادي بقوة وصلابة الداخل المصري.امريكا اعتمدت علي دخول اسرائيل لهذة المنطقة علي مصر.اعتمدت علي الوسيط المصري لادخال اسرائيل الي الجسم العربي.ولكن وللجهل الشديد اضعفت هذا الوسيط. بحيث بات بلا حول ولا قوة في المنطقة.وذلك خوفا منها من هذا الوسيط علي امن اسرائيل.هذا يوصلنا الي المسار الثاني.وهو ان تتغير المعادلة في الداخل المصري.واعتقادي انه سوف يتم في القريب ادماج القوي السياسية الاسلامية داخل احزاب سياسية معترف بها.وسوف يحدث تنافس حقيقي علي المناصب السياسية المحركة للحياة السياسية في مصر.وسوف يترك هذا الخليط-مع المراقبة- لبعض الوقت ليفرغ توازنا يعيد الدور المصري الحقيقي في المنطقة.لذلك انصح الاخوة في تلك الجماعات الاسلامية ان يغتنموا الفرصة. ويدخلوا المطبخ السياسي لتحقيق مكاسب سياسية يريدونها لهذا المجتمع.ربما ما اقوله يكون صادما للبعض. ولكن هذا قد لا يمثل معتقداتي خاصة حيال ما يخص العدو الصهيوني.ولكن هذا ما اعتقده واراه من وجهة نظري. والله تعالي اعلم.