كل ما في المحروسة من شجر وبشر وحجر موقوف علي تصرف الاخوان.هكذا
يفهم عندما يتحدث احدهم عن الديمقراطية.اذ بمجرد ان تذكر حق الشعب في تقرير مصيره.
إلا ويخرج عليك بعضهم ليقولوا لك.ان القادم هم الاخوان.وما ادراك ما الاخوان.وماذا بعد.
هل تموت البلاد من الفساد والظلم والفشل لاجل خاطر الاخوان.الصحيح ان الاخوان
افشل من ان يحكموا مصر.لسبب بسيط وبديهي. وليس له
شأن ببرنامج الاخوان.ذلك لانهم لا يستطيعون حماية انفسهم ومشروعهم من افشل نظام عرفته البلاد.
فكيف بالله عليك يقودون بلدا كبيرا مثل مصر.ربما هذة هي الحقيقة ببساطة.
الاخوان اضعف من ان يحكموا.لان نظام فاشل كهذا يسوقهم امامه ويجعلهم
فزاعة للاخرين.وهم لا يملكون من امرهم شيئا.وهذا ليس عن قلة حيلة
او عدم وجود امكانية لديهم.ولكنهم اضعف واوهن من نظام مترهل ضعيف فاشل.
فكيف بمن هذا حالهم ان يحكموا مصر.لا. ليس هذا بسبب برنامج الاخوان.
قد نتفق او نختلف مع برنامج الاخوان.وخاصة في مسألة تولي المسيحي والمرأة
حكم البلاد.او غير ذلك من النقاط.ومن حقهم ان يظلوا علي رأيهم.ومن حق
المجتمع ان يقبل او يرفض هذا البرنامج او هذا الفكر.ولكن ليس لهذا شأن بما يحدث لهم
علي ما اعتقد.والصحيح في رأيي هو ضعف وهوان الاخوان السبب.فأنا عن نفسي
لا اقبل ان يحكمنا جماعة او حزب بهذا الضعف والهوان والتخاذل.كما
في نفس الوقت ارفض ما يحدث لهم من باب التعاطف. الذي اعلم يقينا انهم
ليسوا في حاجة اليه.ولو انهم كثرة لا خير فيها.ولست اقصد بالخيرية هنا اعمالهم.
فلست عليهم وكيلا.ولكني اقصد بالخيرية حمايتهم لانفسهم ومشروعهم. ومن ثم يكون السؤال. كيف نأمن
علي انفسنا.من فئة ضعيفة هزيلة متخاذلة لو حكمتنا.الاخوان يضعون انفسهم
حيث يحب النظام واتباعه ان يضعوهم.لامرين لا اعتقد بالاول واؤمن بالثاني.الاول
ان يكون هناك تواطؤ بين الاخوان والنظام.وهذا باعتقادي غير صحيح.
والثاني كما قلت احساسهم بالضعف والهوان تجاه السلطة واتباعها.
وعكس الجميع اعتقد ان مشكلة الاخوان ليست في اضطهاد النظام لهم جسديا او ماديا.
ولكني اعتقد ان المشكل في انهزامهم فكرا ومشروعا امام النظام واتباعه.مما يجعلهم بالتالي ضعفاء الارادة
ماديا وجسديا امام النظام.ودليلي علي ذلك ما تفعله الكنيسة والبابا شنودة.
الحق ان الكنيسة لا تملك ايضا تفوق مادي او جسدي علي النظام الفاشل.
وكذا البابا شنودة هذا الرجل الذي احترمه واجله.ولكن الكنيسة غير منهزمة
فكرا او طموحا امام النظام.ولا تشعر بالضعف والهوان امام سطوة نظام مبارك.
واعتقادي ان الاخوان يحملون انفسهم تركة لا يجب ان يتحملوها.
وهي ضعف وهوان وهزال من قادوا المشروع الاسلامي.مع انه الاعلي والاكثر عقلا وانسانية
وعدلا بين البشر جميعا.يحمل الاخوان تبعات هذا الفشل علي عاتقهم.
ويتصيد النظام ولا يعفو ولا يصفح.ما انهم تجربة. اثبتت الايام انها ان لم تكن ناجحة. فهي علي الاقل
صامدة حتي الان. رغم ما تتعرض له من اذي.يجب ان يعتقد الاخوان انهم
وان كانوا جزء من المشروع الاسلامي الحاضر. ولكن لا يجب ان يتحملوا تبعات فشل
من يقودونه من قبل.فهم جزء من تجربة. ويجب ان يكون مشروعهم في هذا الحدود.
ولا يجب ان يحملوا انفسهم فوق ذلك.ولا يجب ان يقبلوا من الغير ان يتخطوا
هذا الحد.أما وان تتخطي الامور الاقوال الي الافعال.
ويعاملهم النظام علي انهم جزء من القاعدة. او اي منظمة اخري تستخدم العنف ضد المجتمع.
فهذا فاق التصور والحدود.والاغرب منه هذا الهزال والضعف البادي من قبل الاخوان.
وكأنهم يقولون للمجتمع. نعم نحن كذلك كما يفعل بنا النظام.
الحق ان الاخوان جزء من مشروع اسلامي.تجربة لها وعليها.
ولا يجب ان يتحملوا نتيجة فوق هذا النطاق.والاهم لا يجب
ان يشعروا انهم محاصرون بما ارتكبه غيرهم من اخطاء.إلا ان كانوا
بالفعل يحملون السلاح في السر. ويعلنون غير ذلك امام الناس.ان احدا ولو كان فردا
حين يحمل نتيجة ما لا يفعل. يشعر حينها بالغبن.وان فقد القدرة علي الفعل.
فاقله ان ينفي الشبهات عن نفسه.والاخوان جماعة اصحاب مشروع سياسي اسلامي.
وهو امر عظيم لو يعلمون.وتركهم ثوبهم ملوث امام العامة من الذين لا يعلمون.
امر غير حكيم كما يعتقدون.ويعود بالضرر علي اصحاب اي مشروع آخر يقوم
علي نفس ما يقومون عليه.واعني بالذات حزب الوسط وغيره.هذا
الحزب الذي يرفض دائما. ليس لسبب ولكن لانه جزء من المشروع الاسلامي.
وربما هم الجزء الاشد جرأة.والذي لا يحمل نفسه تبعات
فشل بقية من حاولوا مثله.الغريب ان الاخوان رغم انهم اصحاب مشروع سياسي.إلا انهم يتعاملون مع نتائج مشروعهم من خلفية الباب الدعوي.فحين
يضطهدهم النظام ويحملهم نتيجة افعال واخطاء غيرهم.يكون رد فعلهم
كما قلت. من قبل الباب الدعوي.وهو الاحتساب والصبر والدعاء علي الظالمين.
وهذا حسن وطيب.ولكنه ليس كل شيء لمن يدخل معترك السياسة.لان للسياسة
ادواتها التي يؤخذ بها. وهي معروفة لمن يدخلها.اهمها ألا يلوث المشروع السياسي لاصحابه.
فهو الذي يرفعهم الي اعلي المناصب السياسية. او ينزل بهم الي القاع.
حقيقة الاخوان دخلوا من باب السياسة.ويحاكمون ويضطهدون لانهم
دخلوا من هذا الباب.ويحاكمون امام الناس علي انهم جماعة عنف. وليسوا جماعة سياسية.
وصمتهم يؤكد للناس هذا الاعتقاد.وجوابهم علي النظام من قبل الباب الدعوي.
ليس فيه شيء من الحكمة كما قلت مرارا.الرد يجب ان يكون سياسيا.
بكل ما يملكون من ادوات سياسية. تجمل مشروعهم السياسي الحالي.اقله
ان يستطيعوا مجاراة النظام.او علي الاقل ان يجملوا مشروعهم السياسي.
ليقولوا للمجتمع وللناس. هذا غير صحيح.اننا لسنا جماعة عنف.
غير صحيح ان النظام يضطهدنا لاننا جماعة عنف.
غير صحيح لان النظام يضطهدنا لاننا جماعة اصحاب مشروع سياسي مختلف.
اختلفت او اتفقت معه.ولكنا اصحاب مشروع سياسي ولسنا جماعة عنف.
يجب ان يصل هذا المفهوم الي اعتقاد الناس والآخر والغرب ايضا.لكي تصحح الصورة.
وتعود الامور الي نصابها الصحيح.او البديل ان يتركوا السياسة.
ويعودوا الي ما يفقهونه.وهو المجال الدعوي.وفي كل الاحوال هذا اختيارهم.
ولهم كامل الحق في الاختيار.وان كان لدي اعتقاد ان الاخوان جماعة اصحاب مشروع سياسي.
ولكن للغرابة ايضا انا اقع في حيرة بنفس الوقت.فما يسوقه النظام يعطي لدي انطباع.
انهم جماعة تحمل العنف كسبيل للتعامل مع المجتمع.وما يؤكد لدي هذا الانطباع.
انه لا يوجد رد فعل سياسي ينفي هذة التصور الذي ادخله علينا النظام المصري.
هذة حقيقة ما اشعر به.لذلك لا اؤكد تماما ان الاخوان جماعة تحمل مشروع سياسي وحسب.
فانا لا اعلم الغيب.ولدي ما يحدث في الواقع.وهو معلوم للجميع باعتقادي.
وان كنت اتحدث عن مشروعهم السياسي.فهذا مجرد تخمين واعتقاد وحسن ظن.والذي يصدقه
ويثبته هو الواقع.وما يحدث علي الارض.علي الاخوان ان يدافعوا
عن مشروعهم.وإلا سنظل علي ظن (بعضنا علي الاقل) انهم جماعة عنف. وليسوا اصحاب
مشروع سياسي محترم.سواء اتفق او اختلف معه.