الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

التوريث والتطبيع اللهم احفظنا

التوريث والتطبيع. اللهم احفظنا
قد يعتقد البعض انه ليس هناك ثمة رابط بين ما يسمي بالتطبيع
مع دولة اسرائيل. وبين ما اصطلح علي تسميته بين النخبة والعامة بالتوريث.
ولكني اعتقد ان التوريث مثله مثل التطبيع تماما.عمل غير مشروع وضار يحدث
علي مستوي النخبة الحاكمة. ويتقبله المجتمع المصري علي مضض. دون ان يكون له ارضية
حقيقية بين مختلف فئات الشعب.واعتقادي ان التوريث شبيه بالتطبيع. يمكن ان يحدث..
ولكن يظل السؤال المشروع. هل تحقق التطبيع جديا وفعليا علي ارض الواقع بين الشعب
الاسرائيلي وبين الشعب المصري.التطبيع والتوريث يمكن ان يكونا مشروع علي الورق.
ويمكن ان يتحقق له النجاح المطلوب. ولكن علي الورق وفقط.
وان كان التطبيع غير ذي اهمية بالنسبة للمصريين.بيد ان التوريث له
الاهمية القصوي في حياة الشعب المصري.لذا فالاهتمام
بالتوريث سيأخذ حيز اكبر وان تحقق.او لم يتحقق..انني
كما قلت اشبه التوريث بالتطبيع.مشروع ليس له شرعية حقيقة بين المصريين.
ولكنه يحدث رغم عنهم.ينفذ نتيجة ان النخبة الحاكمة هي التي تريد تحقيقه
.نعم بالطبع كما ان هناك مشتاقون للتطبيع.هناك ايضا
مشتاقون للتوريث.لانه يحافظ لهم علي مصالح واطماع يرغبون في تحقيقها.
ومع ذلك انا لست ضد التوريث لانه يمس كرامة الوطن.
فهذا امر مفروغ منه.ولكن عندي ما هو اكبر من ذلك لاهتم به.
ذلك لان تحقق سيناريو التوريث. سوف يجعلنا معلقين في الهواء.
مثل التطبيع تماما.فلا نحن مع اسرائيل. ولا نحن ضد اسرائيل.كذلك سيكون
حالنا مع التوريث.فلن نكون نظام جمهوري محترم كبقية الانظمة
الجمهورية الاخري.ولا نحن نظام ملكي بالمعني المعروف.حينها
وبصدق سوف ننسف آخر ما تركه آل عبد الناصر من تركة للمصريين.وننسلخ
تماما عن ثورة يوليو. والمكتسبات التي حققتها للمصريين.
واولاها الغاء النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري.بذلك
نحن ننفصل تماما عن شرعية ثورة يوليو.ويبقي هذا النظام معلقا
في فراغ.لا يدري الي اي شيء يشد او يثبت.وفي
الحقيقة نحن لسنا في حاجة الي مزيد من التيه والملفات الفاشلة.
بدلا من ان نحاول الاصلاح. نزيد من الالغاز التي لا نجد للكثير منها حلولا حتي الآن.
السؤال التالي علي اي شرعية سوف يستند سيناريو التوريث.الرئيس
مبارك مهما قيل عن فشل ادارته.فهو في النهاية نظام يستند الي
شرعية ثورة يوليو.حتي مع تبديد الكثير من مكتسبات هذة الثورة.
ولكن يبقي الرابط المتين والاصيل حتي الان.وهو بناء الجمهورية المصرية.
هو الحامل الاساسي لنظام مبارك بكامله للآن.فعلي اي اساس سوف يستند التوريث.بعد
ذلك يأتي السؤال التالي وهو. هل مشروع التوريث سيأتي بالحلول
اما سيزيد الامور تعقيدا.مع الاسف ان هذا المشروع
لسوء حظه.سوف يحمل اخطاء ثورة يوليو التي حدثت علي الارض
حتي الآن.ولن يأخذ من مكتسباتها اي شيء علي الاطلاق.بل
سوف يبدد اهم شيء من هذة المكتسبات. ألا وهو قيام النظام الجمهوري.
حتي لو صنف هذا النظام في خانة الديكتاتورية.والمثير ان التوريث سوف يتحمل
خطايا النظام وفشله الطويل.وفي نفس الوقت لن يحمل
علي ما حمل عليه نظام الرئيس مبارك. من شرعية لثورة يوليو.
لذلك قلت ان التوريث احدي السيناريوهات التي يرجح ان تحدث في مصر.
ولكنه باعتقادي اقل السيناريوهات حظا في تحقيق الاصلاح.وان كان
اكبرها حظا في امكانية التنفيذ.ذلك لان من يقرر ما يحدث
علي الارض فعلا هو النظام الحاكم.وفي مصر النظام الحاكم في يد
فرد واحد هو الرئيس.يقال الكثير علي وجود كتلة صلبة. تقرر مصير هذا الوطن.
ولكن باعتقادي انه ليس لهذة الكتلة المزعومة اي تأثير حتي الآن علي مجريات الاحداث.
وظني ان من يقرر ما سوف يحدث لمستقبل مصر.هو الإله
الفرعون.الحاكم الفعلي لمصر.وهذا الحاكم سيكون ميله الاكبر
لمثل سيناريو التوريث.ولكني اعتقد ان هذة خطيئة لا تغتفر في حق الوطن.
اذ ان هذا السيناريو سيحمل من الهموم والمشاكل. باكبر مما سيحل من المشكلات والمعضلات.
وان التطور الطبيعي لما يجري في مصر.منذ ثورة يوليو حتي بدايات الاصلاح في عام
2005 .ينبيء بان القادم سيكون رئيس جمهوري صاحب خلفية ديمقراطية.ليس
محسوبا علي النظام الحالي.وان كانت لا تقطعه كليا ايضا.
.وان بعض الاصلاحات سوف تحدث في بنية النظام الحالي.
وان هذا كله سوف يأخذ بعدها فترة من الوقت. كفترة المرحلة السابقة لها.حتي
تتحقق بعدها ديمقراطية كاملة في مصر.
واما ان حدث ما يسمي بمشروع التوريث وعميت بصائر القوم.
وهو الارجح لما قلته سابقا.فاعتقد اننا نسير الي الخلف ونعاند التطور.
المسألة اذا اكبر كما قلت من مسألة كرامة وطن.
المسألة باعتقادي تحديد مصير وطن ومصير امة. لعديد من السنوات القادمة.
فاما ان نتقدم به خطوة للامام او اكثر.او ان نعود به عشرات الخطوات الي الخلف.
هذا هو الاهم فيما وراء ما يسمي بسيناريو التوريث.
ولا ننسي ان ملفات الخارج لن تقل عن ملفات الداخل خطرا.بمعني
ملف المياه والملف الفلسطيني والايراني والعراقي والسوداني. وملف
القراصنة في الصومال. وملف قناة السويس. والعديد من الملفات الخارجية المهمة.
التي لا تقل اهمية عن ملفات الداخل.لذا انهاك الوطن في الارتداد الي الخلف بمشروع التوريث.
تصرف سيكون غير حكيم من الرئيس او غيره. وسيبدد الكثير من المجهود.رغم اننا في نهاية الامر.
لابد لنا من اتباع الطريق الصحيح. للخروج من ازماتنا وحل الكثير من مشاكلنا.
اذ اكرر المسألة اكبر من كرامة وطن كما قلت.المسألة مرة اخري تحديد مصير
وطن. ربما لجيل او عدة اجيال قادمة.لذا اتمني ان نتعامل مع ملف التوريث
بحب.حب الوطن.وان نترك حب المصالح الشخصية لبعض الوقت.
هذا ما ارجوه من عقلاء النظام ومحبي هذا الوطن.

ليست هناك تعليقات: