هناك شعوب تشد نفسها الي اسفل حتي القاع.وهناك شعوب اخري
تنجذب الي اعلي حتي تبلغ عنان السماء.ونحن كشعب للاسف نحسب علي الفئة الاولي.
التي تشد نفسها الي اسفل حتي تصل الي القاع وما بعده لو وجد.
من المضحك والمبكي في نفس الوقت ان نتحدث عن بناء مفاعل نووي.
وفي الوقت ذاته نشتكي ان مياه المجاري تختلط بمياه الري.ليأكل
المصريون طعامهم مخلوطا بفضلات البشر.الحقيقة ان اكوام القمامة وتسرب مياه المجاري
في مخ

وزراء مصر اسمه السيد احمد نظيف.امر مضحك ان يحدث هذا التناقض.
ليدلل هذا علي كذب من ندعيه مرة اخري من تدين شكلي لا يمس جوهر الدين.
فقد اصبحت مشكلة القمامة صاحبة الاولوية في حياة المصريين.مؤسف ان شعبا
لا يستطيع حتي ان ينظف شوارعه من الزبالة.بصراحة انا في غاية الاستغراب.
الزبالة اصبحت مشكلة لم نستطع حلها حتي الآن.يا سلام .نووي ايه اللي جاي تتكلم عليه.
السيد نظيف وعد الشعب ان مشكلة القمامة التي تملأ شوارع القاهرة وبقية
المحافظات وخاصة في المناطق الشعبية.سوف تحل نهائيا بعد سنة او اقل.
سنة لحل مشكلة. حلها الاجداد حتي انسان الغاب الاول.اعتقادي لو ان اول
انسان مصري عاش علي هذة الارض.جاء في عصرنا هذا. ووجد
كمية القمامة المهولة التي تملأ شوارعنا.لاصابه
الذهول ووصمنا بالقذارة وعدم الاهتمام بالنظافة.عقمت افكارنا اذا ان تجد
حلا لازاحة الاذي عن طرقنا وشوارعنا.حقيقة ان هذا غير صحيح.
طيب ان كانت هذة المشكلة عويصة بهذا الشكل علي حكومة نظيف.لماذا
لا تخلع يدها نهائيا من هذة المشكلة.لماذا لا توجد هيئة او مؤسسة مستقلة.
مهمتها الاساسية العناية بنظافة شوارع المحروسة.وان تكون هذة الهيئة مسئولة امام البرلمان.
حتي يستطيع محاسبتها دون الدخول في دهاليز السياسة.وان تكون هيئة غير سياسية.
مهنية بكل معني الكلمة.وتكون مكونة من المختصين في هذا المجال.شرط ان يكونوا بعيدين
عن المجال السياسي.حتي تكون محاسبتهم اسهل وايسر ودون تعقيدات سياسية.
هذة الهيئة تكون مسئولة عن كل صغيرة وكبيرة عن نظافة القمامة في مصر.
ولا يتدخل في عملها اي مؤسسة سياسية. حتي لا يتفرق دم القمامة علي بقية المؤسسات.
هذة الهيئة تضع دراسة علمية خاصة بعملية النظافة في كل محافظات مصر.هذة الدراسة
تحدد كل شيء بدقة عن هذة العملية. بداية من المبالغ التي ستحصل
من المواطنين.ثم العمال الذين سيتولون هذا العمل.وكيف سيتم
تقسيم كل محافظة علي حدة لسهولة وتيسير هذة العملية.ثم الاهم وضع
مرتبات مجزية للعمال. وتحديد اوقات العمل بحيث لا تؤثر علي الحركة اليومية للمواطنين.
ثم كيفية استغلال هذة الثروة من القمامة بمختلف الاشكال.وما الي ذلك الي آخر الدراسة.
وتكون هذة الهيئة مسئولة وحدها واكرر وحدها.حتي لا تتوه المسألة ولا تتدخل الاطماع.
وايضا يجب ان تكون مسئولة امام البرلمان المصري.مسئولية مهنية دون تدخل للسياسة.
وتستطيع الدولة ان تستثمر في هذة الهيئة. بالمبالغ الاولية التي سيبدأ بها المشروع.لان العائد
بعد ذلك سيكون كبيرا. لو تم هذا العمل بطريقة سليمة وعلمية.يقينا
ان القمامة التي نشتكي منها حينها ستصبح مصدر دخل للدولة.
وفي نفس الوقت سنري بلدا جميلا نظيفا لم نعهده من قبل.
وفي النهاية اعتقادي ان هذا كله لن يحدث.اتدري لماذا.لان افضل منه بكثير
واكثر عملية وعلمية قدم للمسئولين.ولكن احدا لم يأخذ به.
لاسباب كثيرة اهمها. ان احدا لا يحاسب او يسأل عما يفعله بمصر والمصريين.
مشكلتنا ليست في الفشل وفقط.ولكن في الاصرار علي فعل الفشل. رغم
معرفتنا اوجه النجاح المختلفة والمتعددة.وكأن الجميع بات يصر علي هذا الفشل.لانه
لا مسئولية حقيقية تقع علي عاتق احد.لانه لا يوجد قانون ينفذ علي الجميع
دون استثناء.لان الدولة تتخير في تنفيذ القوانين.فتعمل علي سريان
القوانين التي تعتقد انها تخدمها.وتعطل الاخري التي تعتقد انها تضر بمصالحها.
وعندما تصبح تفعيل القوانين علي طريقة الخيار والفاقوس.
من البديهي ان تنتشر القمامة في شوارعنا.وكأنها تقول لنا.
ان كانت قوانينكم غير نظيفة هكذا .فهذة هي النتيجة يا مصريين.شوارعكم ايضا هي الاخري
ستكون غير نظيفة وقذرة.