الجمعة، 21 يناير 2011

الانتحار من الايمان

الانتحار من الايمان
خرجت ابواق النظام المصري عن بكرة ابيها لتحذر المصريين من مغبة
الاقدام علي الانتحار حرقا .مستخدمة الدين مطية لاقناع
غالبية المصريين بالاعراض عن هذا الفعل.ولم يتهاون بعض الائمة في
الشرح والتوضيح بعاقبة المنتحر ومصيره خالدا في نار جهنم ابدا.
ولكن احدا من هؤلاء لم يتحدث عن مقولة عمر
بن الخطاب وان جاءني جائعا قطعت يدك.في معرض رد ابن الخطاب علي
هذا المسئول الذي يقول انه سيقطع يد السارق.كنت اتمني من هؤلاء ان
يعرضوا المسألة من جميع جوانبها.وليس من نهايتها فقط.فهل
سأل سائل منهم.لماذا يقدم الشباب علي الانتحار حرقا.رغم
معرفتهم بعاقبة من يفعل ذلك في الاخرة.يقينا ان ما
يجعلهم يقدمون علي ذلك فاق قدرتهم علي الاحتمال.
واذا ما علمنا ان كثير من المصريين اقدموا علي الانتحار حرقا حتي الآن.
لابد ان نسأل لماذا حدث ذلك.
كنت ارجو ان يوجه هؤلاء الكتاب والائمة حديثهم لولي الامر.
من يتولي شئون هؤلاء البؤساء.نعم هم كذلك ضحايا
وليسوا جناة.كان الاولي بنصيحة الائمة والكتاب ولاة الامر في مصر.
ولكنه نفسه الخوف الذي جعل هؤلاء الشباب ييأسون من حياتهم
فلا يوجهون سخطهم تجاه من يستحقونه.ولكن للاسف ارتد
سخطهم علي انفسهم وهذا اقصي ما يملكونه.الخوف الجم السنة
الائمة والكتاب عن قول الحق.لم نتعلم من درس تونس.
ان الخوف مصيره ما نحن عليه من مصير. عصابة تحكمنا.
وافراد العصابة يعيثون في الارض فسادا.وشباب ينتحر وعقول تستنزف
في ملاحقات امنية وحياتية.وسرقات لخيرات الوطن بلا حساب.هذا
مصيرنا بعد ما يزيد عن ربع قرن من الخوف.
قالها التوانسة ولا اظن انهم سيتراجعون عنها.الخوف
يؤخر ولا يقدم. الخوف يقيد العقول والافئدة والانفس.
مشكلتنا في الخوف. ولكن مهما طال امد الطغاة فلابد للخوف
ان ينجلي يوما ما.وهذا ما يجب ان نتعلمه من درس تونس.
يجب ان نكسر حاجز الخوف الذي يجعلنا لا نطالب بحقوقنا.
ابسط حقوقنا في حياة كريمة آدمية.رحنا نكفر هؤلاء
الشباب.وكأننا ملكنا الآخرة. في حين اننا حتي لم نملك شيء
من الدنيا التي نعيش فيها.بل تركنا زمام امور حياتنا للرئيس مبارك
ولاعوانه. لينكلوا بنا ويجعلونا اسفل القوم.واحط الامم شأننا.
ثم نملك من البجاحة لندعي اننا نملك شأن الاخرة.
ونفتي ان هؤلاء الشباب مصيرهم النار هكذا.احسب
لو انهم خيروا انفسهم بين نار دنيا يتحكم فيها مبارك واعوانه.
وبين نار آخرة يرجون فيها رحمة بهم.فاختاروا.والله وليهم وهو
من يحاسبهم.واولي بنا ان ننشغل بانفسنا.كيف
مصيرنا وكيف حالنا مع هذا النظام الذي لا يريد ان
يصلح من نفسه او يترك غيره يصلح.التوانسة قالوها.
الخوف لا يصنع امم وشعوب وحضارة.قال التوانسة
ان اعمار الطغاة قصيرة لا تتعدي بضعة ايام.ولكن
بخوفنا نجعلها عشرات السنين.قال التوانسة ان زين العابدين
ومبارك انما يعيشون علي خوفنا.ولا نعيش نحن
علي استبدادهم.نحن من يطيل امد
بقائهم في الحكم.أما آن للخوف ان ينجلي من نفوس المصريين.
لقد سقط حاجز الخوف إلا من الله عند التوانسة.
فهل يلحق بهم المصريين.باليقين حزب الرئيس يريد
ان يبقي حاجز الخوف الي الابد.اما اولئك الذين يفتون
بمصير هؤلاء الشباب المنتحر.لعل الله اطلع علي قلوبهم وعلم
ما بها.واطلع علي قلوبكم وعلم ما بها.أما لو كنتم صادقين
لذهبتم من فوركم الي الطاغية لتسألوه. لماذا احرقت
شبابنا .لماذا دمرت حلمنا .لماذا بددت ثراوتنا .لماذا ولماذا.
اتركوا مصير هؤلاء الشباب لربهم هو اعلم بهم.انشغلوا بمصيركم
مع هذا النظام البائد الذي اوصلنا الي الحضيض.
ولتنطق السنتكم بالحق امامه.هذا افضل عملا لكم ولنا .وخيرا
لمصر وشعبها.

ليست هناك تعليقات: