اعتقد ان الغرب كلما اطل مرة بعد مرة علي العالم العربي تصيبه لامحالة الدهشة والعجب.
ذلك لان احوال العالم العربي تصيب العاقل الحليم بالحيرة.مثلا عندما
يسمع هذا الغربي ان احد الافراد في دولة عربية ما خرج غاضبا من مصلحة حكومية
لانها عطلت مصالحه. وفي خضم حالته الغاضبة هذة. تفوه بمقولة ما.تعني ان الملك الفلاني
لم يفي بوعده حيال شعبه.فسمعه احد العسس(الجواسيس) وعلي الفور ذهب صاحبنا
الجاسوس وابلغ عن صاحب الشكوي لدي المسئولين. ليقدم المواطن للمحاكمة بعدها بايام.عندما يسمع الغربي مثل
هذة العبث المجنون. لابد وان يقارن هذا بما يحدث عنده من حرية رأي. وتحمل المسئولين للمسئولية
وفاتورة هذا المنصب السياسي الذي يجلسون عليه.فلا يجد غضاضة في وصف الرئيس الامريكي
بالغبي او الاحمق.ولا يجد الرئيس الامريكي في هذا تطاولا علي مقام سيادته الرفيع. لانه يعلم
ان من ينتقدونه انما يبغون المصلحة العامة ولا يوجد شيء خاص علي الاطلاق.وفي
مصر يتحدث المسئول خارج منصبه بكلام. وعندما يكون في المنصب. تجد له
رأي آخر مختلف تمام الاختلاف عن رأيه السابق.علي سبيل المثال. لو ان الرئيس المصري
حسني مبارك خارج منصبه الرفيع اليوم. لوجدته اول من يتحدث عن تداول السلطة
والديمقراطية. والمستقبل الافضل في ظل مناخ من الحرية والتسامح.في حين
انه الآن في موقعه السامي يتحدث عن الاستقرار المرادف للجمود. ويردد من حوله
من اصحاب المناصب الحالية (بالطبع) نفس مقولة الرئيس حول الاستقرار.
وكأن الاستقرار لابد وان يمسح من طريقة فضائل الحرية والديمقراطية والتسامح.
في حين اننا اصبحنا كالعربة التي تعطلت بصاحبها. وبدلا من ان يطلب المساعدة
لتحريك عربته. ظل صاحبنا علي عناده يحاول تحريكها دون فائدة. والمشاكل تتراكم وتزداد من حوله.
رغم انه لو طلب المساعدة كاول طلب منطقي عقلي. لتلاشت كثيرا من
المشاكل التي صنعها حوله جراء هذا الوقوف.كذلك مصر في حاجة الي المساعدة لتحريك المياه الراكدة.
وبدلا من الحديث عن الاستقرار.او من اجلك انت. وغير ذلك من الشعارات التي نعلم
جميعا انها محاولات لن تحرك شيئا.الاولي من كل ذلك علي النظام طلب المساعدة.ولدينا خبراء ومفكرين مخلصين علي اعلي مستوي.
هذا ان كنا نريد تحريك عربة الوطن من مكانها بالفعل. وانهاء الازمات التي صنعت من حولنا.
لكن ما يقوله الواقع في مصر شيء.وما يقوله العقل والمنطق ربما يختلف كثيرا عن الحادث.
في الواقع المصري ستظل عربة الوطن معطلة.وسيحاول النظام اطلاق المزيد
من الشعارات والمؤتمرات. واعادة المحاولات ليس لاحداث شيء حقيقي. ولكن للايحاء
انه يحاول ان يفعل ما في وسعه.وهذا معناه ان الرئيس المصري مبارك سيرشح نفسه للرئاسة
للمرة السادسة لست ادري.بيد انه لو لم يجد في نفسه القدرة علي المواصلة. فسوف يقع بين
اختيارين. اما ترشيح ابنه السيد جمال مبارك.او ترشيح اي شخصية اخري من داخل النظام.
وعلي الاغلب كما تقول التكهنات سيكون السيد عمر سليمان.وستظل عربة الوطن في مكانها
دون حراك.ذلك خلاف ما يقوله العقل والمنطق.الذان يشيان بان الوطن في حاجة الي عملية
اصلاح حقيقية. تستطيع ان تحرك عربة الوطن من مكانها بالفعل وليس بالإيحاء.
ذلك لكي تحل كثيرا من مشاكلنا التي اعتقد ان الجميع قد اصابه الملل من كثرة تكرارها.
كانت مصر في وقت من الاوقات تدار عن طريق العقل الواحد رسما وفصلا.
بمعني ان الملك كان يملك البلد حقيقة ومجازا.فهو المالك لكل شيء في مصر.المتحكم
في مصير كل شيء.ووحده رأيه هو الذي له الغلبة والكلمة الفصل.وبعد الثورة اصبحت مصر
تدار عن طريق العقل الواحد. ولكن هذة المرة مجازا لا حقيقة.ذلك بان شكل الحكم اصبح
جمهوري في ظاهره. ولكن الواقع كان عكس ذلك.وهذا اقعدنا سنوات عن اللاحق بالاخرين.
وحان الوقت باعتقادي ان نخرج من هذة الدائرة المغلقة. بعد ان تراكمت المشاكل من حولنا.حان
الوقت ان نحرك عربة الوطن حقيقة لا مجازا.اما الخيار المتبقي بعد ذلك. ان نظل هكذا نعيد ونكرر
في مشاكلنا دون وجود حلول جذرية لها.فهل يتفهم الرئيس المصري مبارك هذة المعادلة.
وهل ينتبه احد داخل النظام لمثل هذة الحقائق.اما سنسير لمصيرنا المحتوم.
ونلغي نعمة العقل من حياتنا.لست ادري.