الجمعة، 16 أكتوبر 2009

انا والغريب علي ابن عمي

انا والغريب علي ابن عمي
ليه حال العالم يتجه نحو الاصلاح والتنمية.وحال الامة العربية وحدها
دونا عن هذا العالم الي تردي وتدهور.القي نظرة علي الصين او اليابان او كوريا.
بلاش هذة الدول. انظر الي ماليزيا وتركيا وجنوب افريقيا.ستجد ان لسان حال
العالم كأنه يقول. ابتعد عن الجنس العربي وسوف يغدو حالك في احسن حال.
فكل من يرتبط بجنس العرب علي وجه الخصوص. هو يصاب بلعنتهم.لم يسلم من
هذا دولة كبري مثل امريكا. او دولة محتلة مجرمة مثل اسرائيل.لعنة الجنس العربي
طالت الجميع بمن فيهم العرب انفسهم.يعتقد العرب ان الاخرين سوف يردون لهم حقوقهم.
دون ان تكون لديهم النية والارادة للعمل علي صيانة وارجاع هذة الحقوق.تقرير جولدستون او ايا كان
اسمه. مع احترامي للجميع لن يقدم للعرب كثيرا.وهذا الغضب المصب فوق
رأس السيد عباس. ليس منطقيا ولا مفهوما.اذ ان هؤلاء الذين يصبون جام غضبهم
فوق رأس السيد عباس اليوم. كانوا وقت ذبح وقتل الاطفال والشيوخ والنساء في غزة.اول الصامتين علي
المجازر التي ترتكبها اسرائيل في بلادنا.غريب امر هؤلاء.
اتصمتون حين وقت حدوث الكارثة. والمجزرة علي الهواء مباشرة. وتشاهدونها ببرود وسلبية وكأنكم تتفرجون علي مبارة كورة.وتغضبون حين تنتهي المجزرة بحجة ان اسرائيل ستفلت من العقاب.فمن سيأخذ لكم العقاب من اسرائيل.المجتمع الدولي ام امريكا.ام اسرائيل علي اساس انها جزء من المجتمع الدولي.
نعم قد يكون لدي اسرائيل المبرر للخوف من هذا التقرير.ولكن نحن ماذا فعلنا
لاسرائيل وقت حدوث هذة المجزرة او حتي بعد حدوثها.الحق اننا صمتنا صمت اصحاب القبور.
وظل اصحاب السمو والفخامة ينددون بما تفعله اسرائيل الوحشة.ولم نجد رئيسا
عربيا واحدا لديه النخوة والكرامة ليهدد اسرائيل. بانه سوف يحرك جيشه لو لم تكف اسرائيل
عن قتل الابرياء والاطفال.حتي لو كان هذا علي سبيل التهديد ليس اكثر.
لانني اعتقد ان تهديد مثل هذا. حتي لو لم يكن جادا. كان يمكن ان يغير كثيرا. وان يربك
العدو الصهيوني. الذي اخذ يقتل في الابرياء دون حسيب او رقيب.
الحق ان السيد عباس ان لم يكن يملك من امره شيء. فليس فيكم من هو افضل منه.
وان وجدنا العذر له. وهو ليس له اي عذر.فكيف سنجد الاعذار للملوك والرؤساء. اصحاب الدول الكاملة
ذات السيادة.مالكة الجيوش والعتاد بمليارات الدولارات.وان كنا نخشي اسرائيل لهذة الدرجة.فلماذا
لا نصغي ونصغن لها.ونطلب منها الحماية هي وامريكا.هذا
افضل من ان نصرف مليارات الدولارات. علي اسلحة تستهلك مع الوقت جراء عدم استعمالها.
اليست هذة الاموال. افضل لنا ان نوجهها الي التنمية واصلاح حال البؤساء من شعوبنا.
اعتقادي انه يوجد لدينا اكثر من عباس في بلاد العرب. فلماذا اذا نلوم السيد ابومازن وحده.انظر مثلا
الي الرئيس اليمني عبد الله صالح. الذي اعتقده لا يصلح لادارة قرية مجهولة في اقصي الريف المصري.بعدما
اهلك الحرث والنسل في بلاده. جراء سياسته الغبية الخاطئة.تهرع
اليه الدول العربية وعلي رأسها مصر والسعودية. لدعم الرجل في حربه
مع قطعة من ارض شعبه.والمبرر ان الحوثيين مدعمون من قبل ايران.
وكأن دولنا اصبحت (عزب) تديرها ايران مرة. واسرائيل وامريكا تارة اخري.
فمن المسئول عن وصول الاحوال في اليمن الي هذة الدرجة.التي اصبحت
فيها مجرد عزبة. تديرها ايران علي حد زعم البعض.اليس المسئول هو من يملك البشر والحجر
والشجر في اليمن.اليس هو الرئيس اليمني عبد الله صالح. الذي لا يجيد التلفظ بعبارة جيدة متكاملة.
ايضا عندنا السيد عمر البشير. الذي لم يتورع هو الآخر. عن قتل عشرات الالوف من ابناء شعبه.
وتسبب برعونته وحماقته وخفته المعروفة. في زيادة المشاكل في بلاده.وبدلا من ان
تتعامل الدول العربية بجدية مع ما حدث في السودان.تركت الامور في يد الغرباء. ليحلوا
لهم مشاكلهم كالعادة في دارفور السودان.وعندما تدخل الغرب ووصم ما فعله البشير
بالابادة. وغير ذلك من التهم.وطالب الغرب بمحاكمته. تحركت كل من مصر والسعودية
وبقية الدول العربية لمساندة الزعيم. ظالما او مظلوما.حتي لو كان الظالم هنا رئيسا سودانيا.
والمظلوم هنا مواطنا سودانيا.وفي دولة مصر التي تمثل العمود الفقري لهذة الامة.
يترك العرب ما يحدث فيها من احداث جلل. لغباء الحاكم والنخبة المتسلطة.حتي
اذا وقعت الواقعة. وتدخل الغرب كالعادة. سوف يعود العرب الي سيرتهم
الاولي. في مساندة الحاكم ظالما او مظلوما.وكذا الحال بالنسبة لايران الغير عربية.
لانني اعتقد ان ضرب ايران قادم لا محالة. وخاصة بعد ما حدث من تفكك وغلظة وتعامل
غبي مع الاحداث التي تلت الانتخابات فيها. فبدلا من ان تحدث مصالحة ومعالجة حكيمة
مع ما حدث. وتلافي الاخطاء وزيادة التكتل امام الاخطار.تعاملت القيادة الايرانية برعونة وخفة لا تليق.
وها هي تحاكم خصوم الادارة الحاكمة الحالية.وكأنها تقول للغرب. نعم اصدقكم
لقد اقترب موعد ضرب ايران. ونحن نساعدكم في التعجيل بهذة الضربة.ليس
احب الي اسرائيل وامريكا. مما يحدث في ايران والدول العربية اليوم.
وان كان البعض يعتقد ان امريكا في مأزق العراق او افغانستان.وان هذا سوف
يثنيها عن توجيه ضربة لايران حين يجدوا الفرصة سانحة.فهذا وهم غير قائم علي واقع.ذلك لان ايران والدول العربية يضعوا الثمرة في ايدي الغرب كاملة.
وهكذا ستجد الاحوال في بقية الدول العربية. من لبنان الي سوريا الي السعودية الي اليمن.
وبقية الدول الاخري.تعامل بالقطعة وبنفس العقلية المفككة. التي لا تنظر بحكمة ورشد للاحداث.
علي سبيل المثال في دولتي مصر.يجزم كثير من الخبراء ان احداث
جسام سوف تجد طريقها الي القاهرة. ولديهم شواهد عديدة علي ذلك.وبدلا
من التعامل بعقل وبصيرة مع ما يقوله الخبراء.تعاملت القاهرة بغير اكتراث مع الواقع والتحليل.
والاضل ان سيناريو توريث يبدو انه قادم في الطريق.وكأننا نكمل ما عجز
الاستعمار عن انجازه داخل بلادنا.مصر قلب العالم العربي والاسلامي في خطر حقيقي.
اذ لو حدث لا قدر ان قامت فوضي في مصر.فيمكنك حينها
تخيل اي سيناريو يمكن ان يحيق بالدول العربية قاطبة. ولا استثني دولة عربية واحدة حينها.
وقتها ستتراجع بقية الدول التي تتدعي الصداقة عن مساندة العالم العربي.
ما يحدث في مصر لا يخص المصريون وحدهم. هكذا يجب ان يكون مفهوما
لدي الدول العربية.اعتقادي ما يحدث هنا يخص بقية شعوب الدول العربية.السلطة في
مصر شاخت. واصبح تسارع الاحداث اكبر من تحرك السلطة العجوز.خاصة لو
علمنا ان البلد يتحرك في اكثر من اتجاه.والسلطة العجوز
غير ملاحقة لهذا التحرك.ولست اقصد بالعجوز هنا. عمر من يحكمون. ولكني اقصد ان
التفاعل البطيء مع ما يحدث من تغيير في مصر. ينم عن شيخوخة داخل النظام المصري.
الشيء الوحيد الذي يجيده النظام اليوم .اصبح يتمحور حول الامن.وهذا الاخير
اصبح مسيسا فاقد للمهنية.والقضاء هو الآخر في معركة تحرير ارادة مع النظام.
وبقية فئات المجتمع في صراع من اجل حياة افضل.
والنظام يغط في سباته العميق. وكلما شعر بالحرج او الفزع.لجأ الي
التنكيل بالاخوان. الفزاعة التي استهلكت لدي الغرب واكثرية الداخل. من كثرة استعمالها
بمبرر وبدون.فهل تتصور ان نظاما يمر بكل هذة التغيرات. ولا يجيد
التعامل مع كل هذا.ماذا سيكون مصيره ان وقعت الواقعة لا قدر الله.بصراحة
لقد سقط سوط النظام المصري.او فاعليته علي وجه التحديد.
واصاب الادارة المصرية الحالية العقم والتخبط والعشوائية.وانسلخت
الدولة الاشتراكية عن دورها داخل المجتمع.هذا الدور
الذي كان يحفظ لها التوازن والرضا داخل المجتمع المصري.وتم استبداله
بالرأسمالية الغير مقننة(المنفلتة).وفي مجتمع كهذا يقف علي شعرة الامن المسيس.
مع هذة التغيرات والازمات. وترهل وجمود السلطة.لا يمكن تصور ماذا سيحدث غدا.
وهذا مما يجب ان يقلق الدول العربية لو يعقلون.واعتقادي ان هذا محل جدل كبير داخل الدوائر الاسرائيلية
والامريكية والاوروبية.لان هناك ادوارا كثيرة في انتظار هذا البلد.
وحدوث ما يمكن ان يخلط الاوراق. غير مسموح به لدي الغربيين في الوقت الحالي.يجب ان نعتقد
ان ما يحدث في مصر يحلل في اسرائيل بدقة وانتظام. قبل ان يحلل في امريكا او اوروبا.
والنظام المصري في حرج. واعتقد ان الوقت ليس في صالحه.
لذا يجب علي المعارضة ان تأخذ زمام المبادرة.ولتتحرك علي جميع المستويات.
وخاصة جماعة الاخوان. الذين اصابهم الفزع مما يفعله النظام بهم.ولا يعلمون
ان هذا نظام يلفظ انفاسه الاخيرة.وان الوقت بالذات يتحدد علي اثره.
من هم اللاعبون الاساسيون في مصر (الفترة القادمة).
النظام امامه السيد جمال مبارك او السيد عمر سليمان.وهؤلاء اعتقد لا يمكن ان يكونوا
منشط او اوكسجين. لاعادة النبض داخل عروق النظام المصري.اعتقد
ان النظام يحتاج الي ابتكار سيناريو اكثر جرأة واحكام.اعتقد واجزم
ان جمال لن يأتي للحكم. لو لدي النظام المصري بقية ذرة من عقل.
وظني ان لاعب او اكثر في الطريق.هذا لو لدي النظام بعض الخطط للمستقبل.
واعتقد ان امورا ستجري في الوقت القريب.ولكن علي اي مستوي. هذا ما سيحدد
في الوقت القريب.هل هو علي مستوي التسليم بالامر الواقع. (قد ذهب مبارك ليأتي جمال).
ام ان التفكير سيكون كالآتي. ان لدينا فرص او فرصة يجب ان نستغلها بحكمة.
ولا يجب ان نبددها في سيناريو خاسر.اعتقد ان النظام يتجه الي شيء من التغيير.
ولكني اخشي ان يعتقد هؤلاء ان هذا هو كل المطلوب.النظام
يعتقد ان هذا هو كل المطلوب حاليا. اعتقد انه سيكون خاسرا حينها.وظني ان الامور مبينة وواضحة امام النظام المصري.اما التسليم بالامر الواقع مع وضع بعض الرتوش.او اختيار السيناريو الذي يقول. ان الفرصة ممكنة. ولكن علينا ان نعمل عقولنا ونفكر ونبتكر.وعلي جودة او سوء الاختيار يتوقف المصير.

ليست هناك تعليقات: