علي قناة العربية قرأت خبرا اصابني بالضحك الممزوج بالمرارة.حيث يقول
الخبر ان السلطات التونسية ترد علي افتراءات المشككين في نزاهة الانتخابات.
وجاء فيه ايضا ان السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي(الحاكم) يندد
بشدة بإقدام فئة مفتقدة للضمير والروح الوطنية. علي ركوب مطية التضليل والافتراء.
لخدمة مصالحها الشخصية الضيقة. مقابل الاساءة لبلدهم. والنيل من صورة
الشعب التونسي ومكاسبه.بصدق اضحكني الخبر بشدة.ذلك لان الحزب الديمقراطي
الحاكم في تونس. مثله مثل الحزب الحاكم في مصر. اسم علي غير مسمي.اذ كما هو معروف
لا يمكن ان تكون هناك ديمقراطية إلا بتداول حقيقي للسلطة. بمعني ان يذهب حاكم سابق. ويأتي بعده
حاكم حالي وهكذا.والحال في كل من مصر وتونس يقول. ان كل من الرئيسين مبارك وزين العابدين
لن يتركا كراسيهما لاحد. مهما كان هذا الاحد. ولا يمكن ان يحدث تداول سلطة في ظل
وجود مبارك او زين العابدين.والنتيجة كما هو متوقع. محسومة سلفا في تونس لصالح الرئيس
زين العابدين. وكذا الحال في مصر النتيجة محسومة سلفا. وهي فوز الرئيس مبارك بالحكم.
فاين مسمي الديمقراطية من الحزبين.هذا امر يدعو للضحك لاريب.ثم من يسيء الي بلده حقيقة.
هذا الذي يجعل من صورة بلده عند الاخرين. في شكل البلد المستبد الذي يحكم بالحديد
والنار .ويظل الحاكم فيه الي ان يودع الي مثواه الاخير.ام من يكون المسيء.ألا يدري السيد الفاضل ان الغرب يحتقرنا.
وينظر الينا نظرة دونية( نحن للاسف نستحقها)لا يختلف في ذلك حاكم او محكوم.
الكل سواسية لدي الغربي. الذي ينظر الينا علي اننا مجموعة من البلهاء. الذين
يرتعشون من ابله.والذي يحوطه مجموعة من البلهاء.هذة هي الصورة الحقيقية لتلك الشعوب
التي يحكمها ديكتاتورا. يعتقد نفسه نصف إلها.قد يعتقد البعض قسوة في هذة النظرة.
ولكني اعتقد انها وصفا دقيقا وعمليا لما عليه صورتنا في الغرب.ودليلي علي ذلك
طريقة تعامل الغرب معنا.الغريب ان زين العابدين يعتقد انه
قدم مكاسب لبلده.كما ان مبارك يعتقد انه هو الآخر قدم مكاسب لبلده.وبناء علي ذلك يجب ان
يظلا في الحكم حتي آخر نبضة في عروقهما.اتساءل ماذا لو ان احدهما
جعل من بلده دولة علي غرار دول مثل فرنسا او امريكا او حتي تركيا.ماذا كان ليفعل حينها.
هل كان سيطالب بان يصنع له شعبه تمثالا من الذهب الخالص ليمجدوه ليل نهار.
غريب امر هؤلاء الحكام.ما هي المكاسب التي قدموها لبلادهم.اللهم إلا الفقر والمرض والجهل.
والتخلف عن الركب الحضاري.والتأخر عن روح العصر ربما بعدة قرون.
المثير ان الغرب الذي ينظر باحتقار لهم شعوبا وحكاما.هو نفسه الذي يستضيف هؤلاء الحكام
بالنفاق والتطبيل.ولكن ها هي سياسة الغرب ردت اليه.واتي الارهاب
ليقول لهم.ايها المنافقون هذة هي نتيجة سياستكم ونفاقكم للحكام المستبدين.والبحث عن مصالحكم
ولو علي اشلاء الاوطان التي يحكمها هؤلاء الطغاة.اليس صدام حسين صنيعة الغرب.
اليس جل الحكام العرب يقابلون بالنفاق الرخيص في حضرة الغربيين.اليست سياسة الغرب
تدعم الحكام الطغاة ضد شعوبهم.حتي ليأتي احد مدعي التغيير واسمه اوباما.ليقول
عن مبارك انه قوي استقرار في المنطقة ويشيد بحكمته.اليوم ردت بضاعتكم المنافقة الفاسدة اليكم.
اليوم الغرب يعاني كما لم يعاني من قبل جراء سياسته الباطلة.وسيظل
يعاني ولن ينجده تقدم او حضارة. مادامت نفسها السياسة التي لازال يستخدمها ضد الشعوب الاخري.
العجيب ان الغرب الذي علم ان الامن والاستقرار والتقدم لا يقومون إلا علي العدل والديمقراطية
والحرية وحقوق الانسان.تجاهلوا هذة الحقائق الكونية. واعتقدوها هبة من الله خاصة لهم وبهم وحدهم.
ولم يعلموا ان هذة حقائق كونية وليست هبة لاحد.وانتم(الغرب) لم تعملوا بها إلا في دياركم وبلادكم.
في حين انكم تعملون عكسها تجاه الشعوب التي يحكمها الطغاة من امثال مبارك وزين العابدين.
فكان طبيعيا ألا تخدمكم هذة الحقائق الكونية.وهي التي خدمتكم في بلادكم من قبل.فكان ان ظهر
الارهاب. وربما سيأتي ما هو اشد عليكم من الارهاب.لانكم تجاهلتهم هذة الحقائق الكونية
في تعاملكم مع غيركم.وانتم ادري واعلم الناس بها.الحقيقة اذا ان زين العابدين سيفوز.
وان الحزب الوطني سيشدو ويغرد بكثير من الشعارات الآخاذة.وسوف ينتهي مؤتمر
الحزب الوطني كما بدأ.وسيزداد الفقر والجهل والمرض في مصر.وسوف تقع حوادث طائفية بين
المسلمين والمسيحيين في بلادي.وسوف تصدم قطارات عديدة ويموت اناس ابرياء كثر.
وسوف يحدثنا الرئيس مبارك عن الانجازات التي تمت في عهده واهتمامه بالمواطن البسيط.
وسوف تتسع رقعة الاصابة بامراض السرطان والفشل الكلوي لدي المصريين.وسوف
تختلط مياه المجاري بمياه الشرب في سائر محافظات مصر.واخيرا سنظل نتحدث عن الحرية
والديمقراطية القادمة. وحقوق الانسان ودخول عصر الذرة وما الي ذلك.
وسنتحدث عن المكاسب التي تحققت في عهد الرئيس مبارك.وكأنه شريط مكرر لا نمل من تكراره.
ولا يوجد تقدم حقيقي مؤسسي علي الارض.وان حدث فهي محاولات فردية تظهر وتخبو
كما ظهرت من لاشيء.فنحن ليس لدينا النية ولا العزيمة لتحقيق اي تقدم حقيقي علي الارض.
نلف وندور في فلك الرئيس مبارك وامن الدولة والاخوان واوضاع مأساوية عديدة علي الارض.
ولا توجد نية حقيقية للتغيير.ليس لدي الرئيس او ايا من حوله النية لاحداث تغيير حقيقي
علي الارض.وكل ما يقال هو مكرر ومعاد عشرات المرات.لذا اتمني ان يكون
شعار الحزب الوطني القادم. هو ان الارض دوارة.والحياة مستمرة متجددة.ولا يوجد
استقرار مع موات.إلا وكنا والاموات سواء بسواء.يا ايها الحزب(الوطني)(الديمقراطي) الحاكم.