الجمعة، 15 أكتوبر 2010

الاخوان شركاء جدد في التزوير

الاخوان شركاء جدد في التزوير
الضربات تتلاحق في مصر ضد هامش الحرية الضئيل الذي انتزعه
المصريون بعد جهد وعناء.ضربات هنا واخري هناك. في الصحافة توقيف
صحافيين مشاغبين. وتغيير سياسة صحف معارضة ذات سقف معارض
مرتفع. وفي الفضاء غلق قنوات ومنع مذيعين من الظهور. حتي التليفونات لم
تسلم من هذة الهجمة الشرسة ضد حرية الرأي والتعبير في مصر.حيث
دأبت السلطة المصرية عندما تقدم علي عمل لا يحوز
ثقة ورضاء المصريين ان تنتهج هذا النهج في المنع والمصادرة.
مرة بحجة الارهاب واخري بحجة الفتنة الطائفية ولن تغلب
السلطة في ايجاد المبررات للمصادرة علي حرية الناس.اذن
ماذا يعد النظام المصري من مفاجآت للمصريين.هذا باعتقادي السؤال
الذي يجب ان يشغل المعارضة في مصر.النظام لم يعطي
ضمانات حقيقية لاجراء انتخابات نزيهة بما يعني ان الانتخابات ستزور
ستزور وعلي المتضرر اللجوء الي اقرب حائط ليفعل عنده ما يشاء.
ولا ادري لماذا اشترك الاخوان والوفد وبقية الاحزاب المعارضة
الاخري في هذا التزوير.يقينا هي مصالح خاصة. ولكنها ايضا
بعيدة عن المصلحة العامة للشعب المصري.عدم المشاركة كانت
جزءا من عملية التغيير والتعرية التي تعتمد عليها حركات التغيير.
بيد ان مشاركة الاخوان والاحزاب هي رجوع للخلف. واعطاء النظام السياسي
المصري الشرعية التي يبحث عنها. والتي سوف يستغلها
ليفعل ما يشاء بالمصريين.ما يحدث هذة الايام سوف يحدد تاريخ مصر
القادم لفترة لا يعلمها إلا الله.وكل خطوة خاطئة تعيدنا الي المربع
صفر مرة اخري.لذلك كنت اتمني ان يكون لدي الاحزاب وجماعة
الاخوان قدر ولو ضيئل من الحس الوطني.ليظهر لهم بوضوح
ان مشاركتهم في تزوير الانتخابات. هي عملية توقيف ان لم تكن عرقلة
للتغيير الحادث في مصر.بدليل انه لم يمر قليل علي اعلان
مشاركة جميع الاحزاب الكبيرة وجماعة الاخوان في الانتخابات.
إلا ورأينا هذة الهجمة الشرسة ضد حرية الرأي والتعبير في مصر.
يقينا عدم المشاركة لن يصلح النظام السياسي. ولكن يقينا ايضا هي
جزء من عملية التغيير .وتطور طبيعي لما يحدث في مصر.
اما المشاركة فهي عرقلة لهذا التطور ولهذا التغيير.كنت اظن
ان الاخوان اذكي من هذا.وكنت اظن حتي وقت قريب انه من الممكن اصلاحهم.
من الممكن ان يقدموا مصلحة الوطن علي مصالحهم الشخصية .ولكن
للاسف تبين لدي ان الاخوان لم يتغيروا .وان مصالحهم
الشخصية القريبة. تتقدم عندهم علي مصالح الشعب علي المدي القريب
او البعيد.وكذا الحال ينطبق علي بقية الاحزاب المعارضة.للاسف
لم نعلم حجم الخطأ وفداحة الجرم الذي ارتكبته هذة الاحزاب والجماعات
في حق الوطن.إلا عندما يستثمر نظام مبارك هذة الهدية المجانية
من اجل فرض رؤيته ونظرته لمستقبل البلاد علي جميع المصريين.
وقتها سوف يشعر الاخوان والاحزاب بمدي الجرم الذي قاموا به في حق
عملية التغيير في مصر.يمكن للاخوان ان يفوزوا ببعض
المقاعد.ويقينا الوفد سوف يحصد عدة مقاعد اخري.ولكن
هل هذة المقاعد سوف تغير من الامر شيء.كانت غيرت من قبل.
ولكن عدم المشاركة هي جزء لا يتجزأ من عملية التغيير وحرية
الرأي وصخب المعارضة وكفاية و6 ابريل وشباب الاحزاب.
كل هذة عملية تغيير مستمرة. وللاسف الشديد مشاركة الاخوان
والاحزاب جاءت كضربة قاصمة ومانعة لعملية التغيير
في مصر.اعتقد ان اسعد لحظات مرت بالرئيس
وبالنظام السياسي المصري عندما علم بمشاركة الاخوان.بدليل ان الاخوان
حتي الان يستخدمون وقالوا انهم سيستخدمون شعارهم الاسلام
هو الحل.ولم تفعل الدولة او تتحرك لمنعهم او حتي التهديد الجدي
لهم.بما يعني ترحيب النظام بمشاركة الاخوان.عندما تبدأ الانتخابات
سوف يكشر النظام عن انيابه لكل من شارك في التزوير وهم يعلمون.
وقتها ستصبح مشاركتهم واقعا لا مفر منه.كمن دخل القفص
بكامل ارادته.حينها ليفعل النظام ما يشاء بهم.اتساءل
كم مقعد سوف تحصده جماعة الاخوان او الاحزاب كالوفد
والتجمع.وهل هذة المقاعد تكفي لضربة عملية التغيير
التي صنعت بجهد من الاخوان والشباب والرجال والنساء والاحزاب في مصر.
اقل الخسائر الآن ان نفضح عملية التزوير.وان نطالب بمراقبة
دولية علي الانتخابات.المراقبة الدولية هي اضعف الايمان الذي
يجب ان تطالب به تلك الجماعات والاحزاب التي شاركت في التزوير.
لو كانت لدي جماعة الاحزاب والاخوان بقية من حس وطني بحق.لبحثت امرين
الاول ضمان اكبر قدر من نزاهة الانتخابات.وهذا مستحيل
بما لدينا من امكانيات داخلية. تبقي المراقبة الدولية هي الحل الوحيد.
الامر الثاني فضح التزوير علي اكبر نطاق ممكن.فضح تزوير
نظام مبارك في كل وسائل الاعلام والانترنت وعلي رسائل المحمول.
بمعني فضح تزوير النظام للانتخابات بكل الوسائل الممكنة.ثم المطالبة
بالمراقبة الدولية علي الانتخابات.قول النظام ان هذا مساس
وتدخل بالشأن المصري الداخلي.قول يفتقر الي الصدق ويتناقض مع الواقع.
اذ ان التزوير ليس محل شك او جدل بين اثنين في مصر.
حتي غير المعارضين يعلمون جيدا ان التزوير سيحدث.
وان الضمانة الوحيدة
لعدم حدوث التزوير لا تأتي من داخل مصر.لان كل
شيء في الداخل واقع تحت سيطرة نظام بوليسي صارم
ومحكم.اذن الضمانة لعدم التزوير ولو بقدر معقول هي المراقبة
الدولية علي الانتخابات.اذن المراقبة ليس تدخل في الشأن
المصري الداخلي.بل هي ضرورة لوجود قدر معقول من النزاهة
في الانتخابات.التدخل في الشأن المصري عندما يأتي
ضد المصلحة العامة .والامثلة كثيرة عليها.ويفعلها النظام كل يوم.
اما المراقبة لمنع التزوير هذا في صالح الشعب المصري.
ولضمان قدر معقول من الشفافية في العملية الانتخابية.اذن
اين التدخل في الشأن المصري.بات من الواجب علي عقلاء
الاحزاب وشرفاء الجماعات. المطالبة بالمراقبة الدولية علي الانتخابات.
لتصويب ولو قدر بسيط من الجرم الذي ارتكبته هذة الجماعات
في حق الوطن. وحق عملية التغيير في مصر.

ليست هناك تعليقات: