السبت، 19 سبتمبر 2009

بلد غارق في شبر زبالة

بلد غارق في شبر زبالة
لن تحل مشاكلنا إلا ان عودنا مرة اخري الي حب بلدنا وخوفنا عليه.
نتحدث عن الوطنية باكثر مما نتحدث عن اي شيء آخر في حياتنا.
ولو نزلنا الي واقع الحياة. لوجدنا ان الوطنية ليس لها نصيب في حياتنا.وانها
في حقيقتها وطنية مزعومة. نتمسك بها كآخر امل قبل السقوط الذي يتوقعه
اغلب المحللين.بل ومن داخل النظام نفسه من يتوقع ذلك.ودليلي علي هذا.حالة الفزع
والهلع التي تصيب النظام عند حدوث اي مظاهرة. وغالبا ما يكون الامن حول المظاهرة. اضعاف
اضعاف المتظاهرين انفسهم.اذا باعتقادي هناك حالة من التوجس. يصنعها
الفشل الذي وصل اليه حال البلاد.ومما يزيد الجرح عمقا.حالة الاستقطاب حول ما يسمي
بمشروع التوريث.ومن ثم تتراكم المشاكل ولا تجد لها حلا داخل المجتمع.ومرة اخري عندنا مشكلة
النظافة. التي ازعجت اهل القاهرة في الايام الاخيرة الماضية.بسبب توقف شركات
النظافة الاجنبية عن جمع القمامة.وقلت من قبل ان النظافة كالقانون لدي الشعب.
فالشعب الذي يحترم قوانينه. لابد وان يتبع القانون والنظام فيما يخص مسألة النظافة.وقلت
ان مشكلة النظافة تنحصر في ان دمها متفرق بين القبائل او عدة مؤسسة.
فإذا سألت شركات النظافة. قالت لك ان المحافظة هي السبب.والاخيرة تقول ان
المجالس المحلية هي السبب. والاخيرة تقول ان وزارة البيئة هي السبب.وهكذا
الف قاتل لقتيل واحد.ولن تعرف القاتل الحقيقي مادامت المسئولية متفرقة.
ولا يوجد مسئول او جهة محددة. يمكن ان تحاسبها علي الخطأ.لذا وجب ان نحدد المسئولية في
هيئة او جهة واحدة.تكون مسئولة مسئولية مباشرة وتامة.وان نضع تحت تصرفها كل الامكانيات.
وفي نفس الوقت يكون عليها كامل المحاسبة والمساءلة.وقلت ان جمع القمامة مهنة.
مثل اي مهنة اخري.يجب ان نرسي لها قواعد علمية. مثل مهن الطب والهندسة وغيرها.
لان ما تؤديه مهنة جمع النظافة في المجتمع. لا يقل بحال عما تؤديه مهنة
كالطب او الهندسة الخ.خاصة ان هذا العصر وضح لنا هذة الحقيقة بجلاء.
لان تراكم القمامة في البلاد. من الخطورة التي تصيب الشعب بالامراض والفيروسات
القاتلة.خاصة مع ظهور انواع جديدة من الفيروسات. التي نسمع كل يوم عن
جديدها.وقلت ايضا انه يجب علينا ان نقدر لجامع القمامة عمله.ونرسي ثقافة احترام
هذة المهنة واصحابها.في مصر كل شخص او اسرة بات يعنيه في المقام الاول.
ان يكون بيته نظيف. اما شارعه او مدينته او بلده. فتأتي في آخر قائمة اولوياته.
هذا ان اتت بالفعل.لذلك يبقي الاعتماد الاول علي احترافية من يعملون في المجال العام.
والحكومة فاشلة بامتياز فيما يخص المجال العام.اريد ان اوضح شيئا.
السيد جمال مبارك رسخ قواعد رأسمالية السبهللة في مصر.ولكن ما لم يفهمه السيد جمال مبارك.
ان الرأسمالية لا تعتمد علي حكومة وحسب.يجوز هذا في النظام الاشتراكي.
ولكن النظام الرأسمالي. يدور او يعمل عن طريق شعب وحكومة.
يجب ان يكون هناك تناغم بين الشعب والحكومة.وإلا يجب ان نعود
كما كنا من قبل.الي النظام الاشتراكي.الغريب والمثير للضحك.انهم يتحدثون عن ان الديمقراطية
لها وقتها. التي يجب ان تأخذه.هذا قد نتفق او نختلف عليه.ولكني
اود ان اسأل. هل هذا السؤال يصح قبل استقدام النظام الرأسمالي ليحل
محل النظام الاشتراكي ام بعده.هذا باعتقادي سذاجة مفرطة.هذا الزعم يصح
لو ان النظام الاشتراكي مازال ساريا.يصح ان تبدأ مع الشعب بالتدريج حسب اعتقادك وفهمك.
ولكنك اتيت بالنظام الرأسمالي الذي يعتمد كليا علي طرفين.ولا تقوم للنظام الرأسمالي قائمة
إلا علي طرفين.هما الشعب والحكومة.واي اختلال في هذة المعادلة.ينتج عنها
كوارث كالتي تحدث اليوم عندنا.ومشكلة النظافة جزء من هذة الكوارث.
بالامس كانت الدولة هي المسئولة عن النظافة. وكانت العملية تسير برتابة ولكن
كان هناك بعض الربط والكفاءة لانه في النظام الاشتراكي. هناك عقد غير مكتوب
بين الشعب والحكومة. علي ان توفر الاخيرة الحدود المعقولة من متطلبات
الشعب الضرورية. مقابل ان يصمت الشعب ولا يتحدث في امور الحكم.
عندما اتت الرأسمالية الي بلادنا. تركت الحكومة القطاع الخاص والشركات الاجنبية. لكي
يحلا محلها فيما بينها وبين الشعب.وهذا لا غبار عليه ولكن في حدود.
ولكن الاهم ان المعادلة ظلت بين الشعب والحكومة كما هي.وهي ان الشعب
يظل بعيدا عن شئون الحكم.مقابل ان توفر الدولة الحدود الدنيا لمتطلباته
الاساسية.واختل ميزان هذة المعادلة.ذلك عندما تركت الحكومة. للقطاع الخاص والشركات الكبري
شعبا. مازال علي اعتقاد. ان الحكومة هي بابا وماما كما قال السيد نظيف.ولكن
الذي اغفله السيد نظيف.ان الحكومة لم تجدد
العقد بينها وبين الشعب.ولكنها نسفته تماما ومن طرف واحد.
وهو طرفها وحدها. والشعب لا يدري من ذلك شيئا.واستغل القطاع الخاص عدم
وجود ارضية للتنافس والقوانين المحكمة السليمة. فراح يستغل ويمتص دماء
هذا الشعب.الذي علي اعتقاد مرة اخري. ان حكومته ستوفر له كل متطلباته. بناء
علي العقد الاشتراكي بينهما.والصحيح ولكي تتخلص الحكومة من ازمتها. يبقي
امامها حلين.الاول ان تعيد النظام الاشتراكي وتعيد العقد غير المكتوب
بينها وبين الشعب.ذلك بان توفر له مستلزماته الاساسية مرة اخري. مقابل ان يترك شئون
الحكم ولا يتدخل فيما لا يعنيه.مادامت المسألة منقضية والامور تماما.
والحل الثاني ان تتسق الحكومة مع نفسها.وتعرف ابجديات النظام الرأسمالي.
الذي يعتمد علي توفر الثقة بين الشعب والحكومة.والذي يعتمد
علي طرفين وليس علي طرف. وهما الشعب والحكومة.
وعليه ان تجدد الدولة تعاقدها مع الشعب.وكما نسفت
حقه في توفير متطلباته الضرورية عن طريقها وكامل اعتماده عليها.يجب
ان تنسف بقية بنود العقد الماضي. وذلك بان يشترك الشعب في امور الحكم بالفعل.لكي
تجعله مهتما بالشأن العام.لان معظم او جل خصائص الرأسمالية كما قلت.
تعتمد علي اهتمام الشعب بالشأن العام.ولكننا شعب تربي
علي عدم الاهتمام بالشأن العام. نظرا كما قلت للعقد المبرم بين الدولة والشعب.
وقد تغير هذا العقد. والامر الوحيد الذي سيجعل الشعب مهتما بالشأن العام هو. اصلاح
نظام الحكم .ومشاركة الشعب في اختيار حكامه وتقرير مصيره.
علي الحكومة كما تعتقد انها تفعل كل جديد ومساير للعصر. يجب ان تفكر بطريقة
عصرية. تتواكب مع ما حدث في مصر خلال الاعوام الماضية.الثبات علي
التفكير الماضي والوقوف عنده بدعوي الاستقرار. آسف ان اطلق عليه تفكير سفيه.
لذلك وحتي يتحقق هذا الذي نرجوه. ستحدث مشاكل جمة لن نجد لها حلول جذرية.
لانه لا توجد ارضية او رؤي سليمة وصحيحة للمستقبل وما حدث من متغيرات.
لا توجد الارضية السليمة التي نرتكز ونقف عليها بثبات لحل مشاكلنا.
الرئيس مبارك قد تغير من حيث لا يدري(لان مصر مبارك).وهو لا يعتقد ان تغيرا قد حدث.وهو
قد حدث بالفعل. ويصر بعناد انه لم يحدث.هذا التغير كلفنا الكثير.
لان الواقع مختلف تماما عن التفكير القديم الذي مازال يفكر به الرئيس مبارك.
انني احترم مبارك كرئيس لمصر هذا امر بديهي.ولكن هناك اخطاء وعدم
تقدير للامور. وانفلات كبير ورؤي قصيرة بطيئة.خلقت مشاكل ما كان لها ان توجد.
لولا اصرار الرئيس وعناده. وعدم اعترافه بالتغيير الذي يحدث.
سأعطيك مثلا علي ذلك. ما حدث مع الوزير محمد رشيد الذي اعجب بتفكيره.
حدث ان الرجل كان يصر علي تحميل المحتكر. قدر ما يسببه من ضرر
للمجتمع. خاصة اننا مجتمع متذبذب. لا مع هذا او ذاك.لا مع الاشتراكية. ولا نحن
مع الرأسمالية.الرجل كما قلت اراد ان يحمي مجتمعا كهذا من غول الاحتكار. الذي
لا يرحم مجتمعات هشة مثل مجتمعنا.ولكن بما اننا نحكم
بالنظام السلطوي المستبد.وتوحش الرأسمالية بدون قواعد او ضوابط. وبنفس العقلية التي حكمتنا بالنظام
الاشتراكي. الذي يعرف كل شيء ويعمل كل شيء دون حسيب او رقيب.تم
اجهاض ما كان الوزير يريده من خير للناس.هذا يدلل ان العناد والاصرار من الرئيس.
علي عدم الانسجام مع المرحلة الحالية.قد يسبب المزيد من التدهور
والتراجع. وربما ما هو اخطر من ذلك.عودة لمشكلة الزبالة.
لو ان هناك مجتمع رأسمالي صحيح عندنا. لما كان لهذة المشكلة وجود.والوزراء وكبار
المسئولين عندنا يعرفون هذة الحقيقة. وعلي رأسهم الرئيس مبارك.لانهم
اكثر الناس الذين يذهبون الي هذة المجتمعات. ويعرفون هذة الحقيقة.لذلك
وجب حماية الناس في مصر من توحش هذة الشركات.والوقوف في المنتصف.
وهو ان تستمر هذة الشركات في عملها.ولكن ان توضع مشكلة القمامة في يد
هيئة واحدة. لها صلاحيات تمكنها من وضع اسس وقواعد راسخة لهذة المهنة في مصر.
ثانيا المحاسبة الشديدة لاي شركة تعمل تحت رقابة هذة الهيئة.علي ان تكون هذة الهيئة مسئولة
مسئولية كاملة امام البرلمان المصري.تمييع الامور والقاء التهم علي هذا او ذاك. بدون
تحديد المسئولية. لن يحل مشكلة. وسنظل ندور في فلك المشكلة امد طويل.
هذا ان كانت الحكومة جادة بالفعل في حلها.وتريد ان تقف مرة واحدة امام سطوة الرأسمالية الطاغية
في هذا البلد.لذا يجب الزام هذة الشركات بالعمل باحتراف.وهم يعلمون ما معني العمل باحتراف. مقابل العائد المادي
الحقيقي وليس الجزافي.هذا اقرب الحلول لانهاء المشكلة.ايضا مراقبة عمل هذة الشركات
من خلال الهيئة او المؤسسة المسئولة. هذا اقرب الحلول لحل المشكلة.ايضا محاسبة
هذة الهيئة امام البرلمان. اقرب الحلول لحل المشكلة.هذة
الشركات تأخذ اجور عمل المحترفين وباسعار خيالية.ولكن عملها
علي الارض. وبما انها في مجتمع فوضوي. يصبح اقل بكثير من المطلوب. واقل مما تتقضاه من عائد مادي كبير.
الحل في يد الرئيس مبارك.قلناها مرارا.
اعتزل سيادة الرئيس. او رسخ لبناء مجتمع رأسمالي سليم.
يتفق مع ما احدثه من حولك من متغيرات.

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

التكرار يعلم المصريين لا الحمار

التكرار يعلم المصريين لا الحمار
المصريون من اعجب شعوب العالم في حياتهم وترحالهم.ذلك لان جل مشاكلهم تكاد ان
تكون من مصدر واحد وعلي منوال واحد ايضا.ورغم ذلك فهم يعيدون
فيها دون كلل او ملل.من اكبر مشكلة عندهم حتي اصغرها.
ولا يبدو عليهم ان تعبا قد اصابهم من كثرة التكرار والاعادة.علي العكس من ذلك.
يبدو عليهم الانزعاج ان تم حل مشكلة ما. بعيدا عن اعادة نسخها وتكرارها مرة اخري.
عندك علي سبيل المثال مشكلة القمامة. التي كثر الحديث عنها مرات عديدة.اصبح اخطر
مشاكلهم تدور حول كيفية المحافظة علي شوارعهم نظيفة من القمامة.ويضربون اخماسا في اسداس.
لانهم لا يعرفون حتي الان في هذا العصر. كيف ينظفون شوارعهم من الزبالة.
دولة وحكومة ورئيس حكيم. ورئيس وزراء يصدر كتب بانجازات لا تحدث
في دول اكثر تقدما.رغم كل هذا. يقف كل هؤلاء عاجزين عن انتشال القمامة من شوارع المحروسة.
الدولة والنظام حائرون وكأنهم امام لغز عصي علي الحل.مع كل الاحترام ما سوف اقوله
قد يغضب بعضهم. ولكن هذا ما اعتقد به.وهو. ان انتشال القمامة مهنة.ومهنة عظيمة
مثل اي مهنة.مثل مهنة الطب والهندسة او اي مهنة اخري.من هذة البداية باعتقادي سوف
ننتشل اكوام القمامة من شوارعنا.حينما نعيد لهذة المهنة العظيمة اعتبارها.
اذ ان جامع القمامة صاحب مهنة جليلة وعمل صعب.وفي اي مجتمع
كلما ازداد المجهود البدني او العقلي لمهنة ما. كلما ازدادت قيمة هذة المهنة في المجتمع.
عكس مجتمعنا بالطبع.الذي اصيب بمرض الشكليات كما يقول اساتذتنا.فاصبح ينظر
الي مهنة جمع القمامة باحتقار. وينظر الي جامع القمامة بازدراء وتأفف.والحقيقة
التي قد تغضب البعض مرة اخري. ان جامع القمامة في المجتمعات السوية-غيرنا بالطبع-لا يقل
شأنا عن الوزير في هذة المجتمعات او حتي الرئيس.الاثنان(الرئيس وجامع القمامة) ينظر المجتمع الي عملهما باحترام
وتقدير.لذا يجب ان ننظر الي جمع القمامة علي انها مهنة.واصحابها رجال
يكدون من اجل راحتنا.تماما كما رجال الامن والاطباء وغيرهم .ويجب ان نساويهم
معنويا وماديا بغيرهم من اصحاب المهنة الاخري.ولكن الحادث في مصر.
ان مهنة جمع القمامة مهنة ننظر الي اصحابها بعدم احترام.والمجهود
الذي يبذله اصحاب هذة المهنة. لا يجدون مقابله اي عائد مادي يوازي هذا المجهود.
هذا غير النظرة المعنوية غير السوية من المجتمع لاصحاب هذة المهنة الجليلة.اسأل هل توجد
نقابة لجامعي القمامة.هل توجد جهة تبين قدر المجهود
الذي يبذله هؤلاء الرجال المحترمون في المجتمع.الحقيقة ان احدا لا يسأل عنهم.
ولا يهتم براحتهم. ونعتبرهم كشيء مهمل محتقر.البداية الصحيحة من هنا كما قلت من قبل.
من اعتبار جمع القمامة مهنة محترمة.ولها اناسها المحترمين.
فهل يعقل ان نأتي مثلا باطباء من خارج مصر. ليداووا المصريون داخل بلادهم.ولا يكون هناك قاعدة طبية بايدي المصريين.
هل يعقل ان نأتي بالمهندسين من الخارج ليبنوا لنا بيوتنا.كذلك لا يعقل
ولا يصح ان نأتي باناس من الخارج لجمع القمامة من شوارعنا.
لاننا لا نهتم بمهنة عظيمة كهذة.ولم نقدرها حق قدرها. مثلها مثل بقية المهنة الاخري.
فكان لابد ان نستعين بالاخرين من الخارج.وكان لابد ان يكون مستواهم بهذا الشكل.لانه
لابد لاي بلد. ان يوجد داخله الحد الادني من كل مهنة. من اصحاب البلد نفسها.حتي لا تفشل هذة المهنة وتندثر بينهم.افرض انه لا يوجد لدينا اطباء مصريين.واستعنا باطباء
من الخارج. هل تعتقد ان مهنة الطب سوف تزدهر او سيكون حالها
علي ما هو عليه الآن.الحل ان نبني قاعدة مهنية لهذا العمل الجليل.
قاعدة اقلها حد ادني من الكفاف في هذة المهنة.يكون اصحابها
من داخل البلد انفسهم.ولا بأس بعدها ان نستعين ببعض واكرر
ببعض الخبرة الخارجية.ولكن -يا اسفي وحسرتي-ان نعطي المهنة كلها
والجمل بما حمل للاخرين.الحقيقة ان هذا خطأ من كل الوجوه.
من المستحوذين علي المهنة من الخارج. ومن المتلقي لهذة المهنة ايضا.
اكرر يجب ان نبني قاعدة مهنية كبيرة. من اجل جمع القمامة في مصر.نواتها
من ابناء البلد انفسهم.ولا بأس كما قلت بالاستعانة بالخبرة الخارجية البسيطة. التي تعين
ولا تستحوذ.تركنا لهذة المهنة في يد الغير. يجعلنا تحت رحمة هذا الغير.
لذلك اتمني ان تنتبه الدولة لهذة المسألة جيدا.البداية من ان نمتلك هذة المهنة بايدي مصرية وعقول مصرية خالصة.
بان نبنيها من كل وجوهها.ولا بأس ان نستعين باهل الاختصاص في هذا الامر.
البداية ان نبي قاعدة مهنية لهذة المهنة الجليلة.حينها لن نشتكي.
وان اشتكينا فسيكون في حده المعقول. كما هو حادث في بقية المهن الاخري.
واقترح كما قلت من قبل. ان تكون هناك هيئة مستقلة غير مسيسة.
تكون مهمتها الاولي والاخيرة الاهتمام بهذة المهنة.وان تتولي العمل
علي جمع القمامة في انحاء المحروسة كلها.وان تكون مسئولة امام جهة صارمة
محايدة نزيهة.شرط ان تكون هذة الهيئة وحدها هي المسئولة عن كل صغيرة وكبيرة.
في هذة المهنة.ثم عندما نرسخ اقدامنا في هذة المهنة.لا بأس بعدها من ادخال اي تعديلات
جديدة نريدها.شرط مرة اخري ان توجد جهة مسئولة واحدة عن القمامة.
نستطيع محاسبتها في اي وقت.وايضا جهة نزيهة محايدة تملك حق المساءلة لهذة الهيئة.
وان تتزلل كل العقبات امام هذة الهيئة.لان الحساب سيكون حينها ايضا دقيقا.
بجانب بالطبع ان يكون من اختصاص هذة الهيئة-وكذا من الكتاب المحترمين-
تعريف الناس بقيمة هذة المهنة
الجليلة. وقدر المجهود الذي يبذله جامع القمامة من عمل شاق ومتعب.
هذا لكي لا نكرر انفسنا. ونعيد ونزيد في مشاكلنا دون ان نجد حلولا ناجحة لها.والحلول في ايدينا.
ولكنه التكرار الذي يعلم الشطار. ولكنه لا يعلم غيرهم.

الخميس، 17 سبتمبر 2009

قوانين غير نظيفة تساوي شوارع غير نظيفة

قوانين غير نظيفة تساوي شوارع غير نظيفة
هناك شعوب تشد نفسها الي اسفل حتي القاع.وهناك شعوب اخري
تنجذب الي اعلي حتي تبلغ عنان السماء.ونحن كشعب للاسف نحسب علي الفئة الاولي.
التي تشد نفسها الي اسفل حتي تصل الي القاع وما بعده لو وجد.
من المضحك والمبكي في نفس الوقت ان نتحدث عن بناء مفاعل نووي.
وفي الوقت ذاته نشتكي ان مياه المجاري تختلط بمياه الري.ليأكل
المصريون طعامهم مخلوطا بفضلات البشر.الحقيقة ان اكوام القمامة وتسرب مياه المجاري
في مخ
مائلتلف محافظات مصر. تبرهن اننا شعب غير نظيف. بالرغم من ان رئيس
وزراء مصر اسمه السيد احمد نظيف.امر مضحك ان يحدث هذا التناقض.
ليدلل هذا علي كذب من ندعيه مرة اخري من تدين شكلي لا يمس جوهر الدين.
فقد اصبحت مشكلة القمامة صاحبة الاولوية في حياة المصريين.مؤسف ان شعبا
لا يستطيع حتي ان ينظف شوارعه من الزبالة.بصراحة انا في غاية الاستغراب.
الزبالة اصبحت مشكلة لم نستطع حلها حتي الآن.يا سلام .نووي ايه اللي جاي تتكلم عليه.
السيد نظيف وعد الشعب ان مشكلة القمامة التي تملأ شوارع القاهرة وبقية
المحافظات وخاصة في المناطق الشعبية.سوف تحل نهائيا بعد سنة او اقل.
سنة لحل مشكلة. حلها الاجداد حتي انسان الغاب الاول.اعتقادي لو ان اول
انسان مصري عاش علي هذة الارض.جاء في عصرنا هذا. ووجد
كمية القمامة المهولة التي تملأ شوارعنا.لاصابه
الذهول ووصمنا بالقذارة وعدم الاهتمام بالنظافة.عقمت افكارنا اذا ان تجد
حلا لازاحة الاذي عن طرقنا وشوارعنا.حقيقة ان هذا غير صحيح.
طيب ان كانت هذة المشكلة عويصة بهذا الشكل علي حكومة نظيف.لماذا
لا تخلع يدها نهائيا من هذة المشكلة.لماذا لا توجد هيئة او مؤسسة مستقلة.
مهمتها الاساسية العناية بنظافة شوارع المحروسة.وان تكون هذة الهيئة مسئولة امام البرلمان.
حتي يستطيع محاسبتها دون الدخول في دهاليز السياسة.وان تكون هيئة غير سياسية.
مهنية بكل معني الكلمة.وتكون مكونة من المختصين في هذا المجال.شرط ان يكونوا بعيدين
عن المجال السياسي.حتي تكون محاسبتهم اسهل وايسر ودون تعقيدات سياسية.
هذة الهيئة تكون مسئولة عن كل صغيرة وكبيرة عن نظافة القمامة في مصر.
ولا يتدخل في عملها اي مؤسسة سياسية. حتي لا يتفرق دم القمامة علي بقية المؤسسات.
هذة الهيئة تضع دراسة علمية خاصة بعملية النظافة في كل محافظات مصر.هذة الدراسة
تحدد كل شيء بدقة عن هذة العملية. بداية من المبالغ التي ستحصل
من المواطنين.ثم العمال الذين سيتولون هذا العمل.وكيف سيتم
تقسيم كل محافظة علي حدة لسهولة وتيسير هذة العملية.ثم الاهم وضع
مرتبات مجزية للعمال. وتحديد اوقات العمل بحيث لا تؤثر علي الحركة اليومية للمواطنين.
ثم كيفية استغلال هذة الثروة من القمامة بمختلف الاشكال.وما الي ذلك الي آخر الدراسة.
وتكون هذة الهيئة مسئولة وحدها واكرر وحدها.حتي لا تتوه المسألة ولا تتدخل الاطماع.
وايضا يجب ان تكون مسئولة امام البرلمان المصري.مسئولية مهنية دون تدخل للسياسة.
وتستطيع الدولة ان تستثمر في هذة الهيئة. بالمبالغ الاولية التي سيبدأ بها المشروع.لان العائد
بعد ذلك سيكون كبيرا. لو تم هذا العمل بطريقة سليمة وعلمية.يقينا
ان القمامة التي نشتكي منها حينها ستصبح مصدر دخل للدولة.
وفي نفس الوقت سنري بلدا جميلا نظيفا لم نعهده من قبل.
وفي النهاية اعتقادي ان هذا كله لن يحدث.اتدري لماذا.لان افضل منه بكثير
واكثر عملية وعلمية قدم للمسئولين.ولكن احدا لم يأخذ به.
لاسباب كثيرة اهمها. ان احدا لا يحاسب او يسأل عما يفعله بمصر والمصريين.
مشكلتنا ليست في الفشل وفقط.ولكن في الاصرار علي فعل الفشل. رغم
معرفتنا اوجه النجاح المختلفة والمتعددة.وكأن الجميع بات يصر علي هذا الفشل.لانه
لا مسئولية حقيقية تقع علي عاتق احد.لانه لا يوجد قانون ينفذ علي الجميع
دون استثناء.لان الدولة تتخير في تنفيذ القوانين.فتعمل علي سريان
القوانين التي تعتقد انها تخدمها.وتعطل الاخري التي تعتقد انها تضر بمصالحها.
وعندما تصبح تفعيل القوانين علي طريقة الخيار والفاقوس.
من البديهي ان تنتشر القمامة في شوارعنا.وكأنها تقول لنا.
ان كانت قوانينكم غير نظيفة هكذا .فهذة هي النتيجة يا مصريين.شوارعكم ايضا هي الاخري
ستكون غير نظيفة وقذرة.

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

الاخوان لو يحكمون (محال)

الاخوان لو يحكمون(محال)
كل ما في المحروسة من شجر وبشر وحجر موقوف علي تصرف الاخوان.هكذا
يفهم عندما يتحدث احدهم عن الديمقراطية.اذ بمجرد ان تذكر حق الشعب في تقرير مصيره.
إلا ويخرج عليك بعضهم ليقولوا لك.ان القادم هم الاخوان.وما ادراك ما الاخوان.وماذا بعد.
هل تموت البلاد من الفساد والظلم والفشل لاجل خاطر الاخوان.الصحيح ان الاخوان
افشل من ان يحكموا مصر.لسبب بسيط وبديهي. وليس له
شأن ببرنامج الاخوان.ذلك لانهم لا يستطيعون حماية انفسهم ومشروعهم من افشل نظام عرفته البلاد.
فكيف بالله عليك يقودون بلدا كبيرا مثل مصر.ربما هذة هي الحقيقة ببساطة.
الاخوان اضعف من ان يحكموا.لان نظام فاشل كهذا يسوقهم امامه ويجعلهم
فزاعة للاخرين.وهم لا يملكون من امرهم شيئا.وهذا ليس عن قلة حيلة
او عدم وجود امكانية لديهم.ولكنهم اضعف واوهن من نظام مترهل ضعيف فاشل.
فكيف بمن هذا حالهم ان يحكموا مصر.لا. ليس هذا بسبب برنامج الاخوان.
قد نتفق او نختلف مع برنامج الاخوان.وخاصة في مسألة تولي المسيحي والمرأة
حكم البلاد.او غير ذلك من النقاط.ومن حقهم ان يظلوا علي رأيهم.ومن حق
المجتمع ان يقبل او يرفض هذا البرنامج او هذا الفكر.ولكن ليس لهذا شأن بما يحدث لهم
علي ما اعتقد.والصحيح في رأيي هو ضعف وهوان الاخوان السبب.فأنا عن نفسي
لا اقبل ان يحكمنا جماعة او حزب بهذا الضعف والهوان والتخاذل.كما
في نفس الوقت ارفض ما يحدث لهم من باب التعاطف. الذي اعلم يقينا انهم
ليسوا في حاجة اليه.ولو انهم كثرة لا خير فيها.ولست اقصد بالخيرية هنا اعمالهم.
فلست عليهم وكيلا.ولكني اقصد بالخيرية حمايتهم لانفسهم ومشروعهم. ومن ثم يكون السؤال. كيف نأمن
علي انفسنا.من فئة ضعيفة هزيلة متخاذلة لو حكمتنا.الاخوان يضعون انفسهم
حيث يحب النظام واتباعه ان يضعوهم.لامرين لا اعتقد بالاول واؤمن بالثاني.الاول
ان يكون هناك تواطؤ بين الاخوان والنظام.وهذا باعتقادي غير صحيح.
والثاني كما قلت احساسهم بالضعف والهوان تجاه السلطة واتباعها.
وعكس الجميع اعتقد ان مشكلة الاخوان ليست في اضطهاد النظام لهم جسديا او ماديا.
ولكني اعتقد ان المشكل في انهزامهم فكرا ومشروعا امام النظام واتباعه.مما يجعلهم بالتالي ضعفاء الارادة
ماديا وجسديا امام النظام.ودليلي علي ذلك ما تفعله الكنيسة والبابا شنودة.
الحق ان الكنيسة لا تملك ايضا تفوق مادي او جسدي علي النظام الفاشل.
وكذا البابا شنودة هذا الرجل الذي احترمه واجله.ولكن الكنيسة غير منهزمة
فكرا او طموحا امام النظام.ولا تشعر بالضعف والهوان امام سطوة نظام مبارك.
واعتقادي ان الاخوان يحملون انفسهم تركة لا يجب ان يتحملوها.
وهي ضعف وهوان وهزال من قادوا المشروع الاسلامي.مع انه الاعلي والاكثر عقلا وانسانية
وعدلا بين البشر جميعا.يحمل الاخوان تبعات هذا الفشل علي عاتقهم.
ويتصيد النظام ولا يعفو ولا يصفح.ما انهم تجربة. اثبتت الايام انها ان لم تكن ناجحة. فهي علي الاقل
صامدة حتي الان. رغم ما تتعرض له من اذي.يجب ان يعتقد الاخوان انهم
وان كانوا جزء من المشروع الاسلامي الحاضر. ولكن لا يجب ان يتحملوا تبعات فشل
من يقودونه من قبل.فهم جزء من تجربة. ويجب ان يكون مشروعهم في هذا الحدود.
ولا يجب ان يحملوا انفسهم فوق ذلك.ولا يجب ان يقبلوا من الغير ان يتخطوا
هذا الحد.أما وان تتخطي الامور الاقوال الي الافعال.
ويعاملهم النظام علي انهم جزء من القاعدة. او اي منظمة اخري تستخدم العنف ضد المجتمع.
فهذا فاق التصور والحدود.والاغرب منه هذا الهزال والضعف البادي من قبل الاخوان.
وكأنهم يقولون للمجتمع. نعم نحن كذلك كما يفعل بنا النظام.
الحق ان الاخوان جزء من مشروع اسلامي.تجربة لها وعليها.
ولا يجب ان يتحملوا نتيجة فوق هذا النطاق.والاهم لا يجب
ان يشعروا انهم محاصرون بما ارتكبه غيرهم من اخطاء.إلا ان كانوا
بالفعل يحملون السلاح في السر. ويعلنون غير ذلك امام الناس.ان احدا ولو كان فردا
حين يحمل نتيجة ما لا يفعل. يشعر حينها بالغبن.وان فقد القدرة علي الفعل.
فاقله ان ينفي الشبهات عن نفسه.والاخوان جماعة اصحاب مشروع سياسي اسلامي.
وهو امر عظيم لو يعلمون.وتركهم ثوبهم ملوث امام العامة من الذين لا يعلمون.
امر غير حكيم كما يعتقدون.ويعود بالضرر علي اصحاب اي مشروع آخر يقوم
علي نفس ما يقومون عليه.واعني بالذات حزب الوسط وغيره.هذا
الحزب الذي يرفض دائما. ليس لسبب ولكن لانه جزء من المشروع الاسلامي.
وربما هم الجزء الاشد جرأة.والذي لا يحمل نفسه تبعات
فشل بقية من حاولوا مثله.الغريب ان الاخوان رغم انهم اصحاب مشروع سياسي.إلا انهم يتعاملون مع نتائج مشروعهم من خلفية الباب الدعوي.فحين
يضطهدهم النظام ويحملهم نتيجة افعال واخطاء غيرهم.يكون رد فعلهم
كما قلت. من قبل الباب الدعوي.وهو الاحتساب والصبر والدعاء علي الظالمين.
وهذا حسن وطيب.ولكنه ليس كل شيء لمن يدخل معترك السياسة.لان للسياسة
ادواتها التي يؤخذ بها. وهي معروفة لمن يدخلها.اهمها ألا يلوث المشروع السياسي لاصحابه.
فهو الذي يرفعهم الي اعلي المناصب السياسية. او ينزل بهم الي القاع.
حقيقة الاخوان دخلوا من باب السياسة.ويحاكمون ويضطهدون لانهم
دخلوا من هذا الباب.ويحاكمون امام الناس علي انهم جماعة عنف. وليسوا جماعة سياسية.
وصمتهم يؤكد للناس هذا الاعتقاد.وجوابهم علي النظام من قبل الباب الدعوي.
ليس فيه شيء من الحكمة كما قلت مرارا.الرد يجب ان يكون سياسيا.
بكل ما يملكون من ادوات سياسية. تجمل مشروعهم السياسي الحالي.اقله
ان يستطيعوا مجاراة النظام.او علي الاقل ان يجملوا مشروعهم السياسي.
ليقولوا للمجتمع وللناس. هذا غير صحيح.اننا لسنا جماعة عنف.
غير صحيح ان النظام يضطهدنا لاننا جماعة عنف.
غير صحيح لان النظام يضطهدنا لاننا جماعة اصحاب مشروع سياسي مختلف.
اختلفت او اتفقت معه.ولكنا اصحاب مشروع سياسي ولسنا جماعة عنف.
يجب ان يصل هذا المفهوم الي اعتقاد الناس والآخر والغرب ايضا.لكي تصحح الصورة.
وتعود الامور الي نصابها الصحيح.او البديل ان يتركوا السياسة.
ويعودوا الي ما يفقهونه.وهو المجال الدعوي.وفي كل الاحوال هذا اختيارهم.
ولهم كامل الحق في الاختيار.وان كان لدي اعتقاد ان الاخوان جماعة اصحاب مشروع سياسي.
ولكن للغرابة ايضا انا اقع في حيرة بنفس الوقت.فما يسوقه النظام يعطي لدي انطباع.
انهم جماعة تحمل العنف كسبيل للتعامل مع المجتمع.وما يؤكد لدي هذا الانطباع.
انه لا يوجد رد فعل سياسي ينفي هذة التصور الذي ادخله علينا النظام المصري.
هذة حقيقة ما اشعر به.لذلك لا اؤكد تماما ان الاخوان جماعة تحمل مشروع سياسي وحسب.
فانا لا اعلم الغيب.ولدي ما يحدث في الواقع.وهو معلوم للجميع باعتقادي.
وان كنت اتحدث عن مشروعهم السياسي.فهذا مجرد تخمين واعتقاد وحسن ظن.والذي يصدقه
ويثبته هو الواقع.وما يحدث علي الارض.علي الاخوان ان يدافعوا
عن مشروعهم.وإلا سنظل علي ظن (بعضنا علي الاقل) انهم جماعة عنف. وليسوا اصحاب
مشروع سياسي محترم.سواء اتفق او اختلف معه.

التوريث والتطبيع اللهم احفظنا

التوريث والتطبيع. اللهم احفظنا
قد يعتقد البعض انه ليس هناك ثمة رابط بين ما يسمي بالتطبيع
مع دولة اسرائيل. وبين ما اصطلح علي تسميته بين النخبة والعامة بالتوريث.
ولكني اعتقد ان التوريث مثله مثل التطبيع تماما.عمل غير مشروع وضار يحدث
علي مستوي النخبة الحاكمة. ويتقبله المجتمع المصري علي مضض. دون ان يكون له ارضية
حقيقية بين مختلف فئات الشعب.واعتقادي ان التوريث شبيه بالتطبيع. يمكن ان يحدث..
ولكن يظل السؤال المشروع. هل تحقق التطبيع جديا وفعليا علي ارض الواقع بين الشعب
الاسرائيلي وبين الشعب المصري.التطبيع والتوريث يمكن ان يكونا مشروع علي الورق.
ويمكن ان يتحقق له النجاح المطلوب. ولكن علي الورق وفقط.
وان كان التطبيع غير ذي اهمية بالنسبة للمصريين.بيد ان التوريث له
الاهمية القصوي في حياة الشعب المصري.لذا فالاهتمام
بالتوريث سيأخذ حيز اكبر وان تحقق.او لم يتحقق..انني
كما قلت اشبه التوريث بالتطبيع.مشروع ليس له شرعية حقيقة بين المصريين.
ولكنه يحدث رغم عنهم.ينفذ نتيجة ان النخبة الحاكمة هي التي تريد تحقيقه
.نعم بالطبع كما ان هناك مشتاقون للتطبيع.هناك ايضا
مشتاقون للتوريث.لانه يحافظ لهم علي مصالح واطماع يرغبون في تحقيقها.
ومع ذلك انا لست ضد التوريث لانه يمس كرامة الوطن.
فهذا امر مفروغ منه.ولكن عندي ما هو اكبر من ذلك لاهتم به.
ذلك لان تحقق سيناريو التوريث. سوف يجعلنا معلقين في الهواء.
مثل التطبيع تماما.فلا نحن مع اسرائيل. ولا نحن ضد اسرائيل.كذلك سيكون
حالنا مع التوريث.فلن نكون نظام جمهوري محترم كبقية الانظمة
الجمهورية الاخري.ولا نحن نظام ملكي بالمعني المعروف.حينها
وبصدق سوف ننسف آخر ما تركه آل عبد الناصر من تركة للمصريين.وننسلخ
تماما عن ثورة يوليو. والمكتسبات التي حققتها للمصريين.
واولاها الغاء النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري.بذلك
نحن ننفصل تماما عن شرعية ثورة يوليو.ويبقي هذا النظام معلقا
في فراغ.لا يدري الي اي شيء يشد او يثبت.وفي
الحقيقة نحن لسنا في حاجة الي مزيد من التيه والملفات الفاشلة.
بدلا من ان نحاول الاصلاح. نزيد من الالغاز التي لا نجد للكثير منها حلولا حتي الآن.
السؤال التالي علي اي شرعية سوف يستند سيناريو التوريث.الرئيس
مبارك مهما قيل عن فشل ادارته.فهو في النهاية نظام يستند الي
شرعية ثورة يوليو.حتي مع تبديد الكثير من مكتسبات هذة الثورة.
ولكن يبقي الرابط المتين والاصيل حتي الان.وهو بناء الجمهورية المصرية.
هو الحامل الاساسي لنظام مبارك بكامله للآن.فعلي اي اساس سوف يستند التوريث.بعد
ذلك يأتي السؤال التالي وهو. هل مشروع التوريث سيأتي بالحلول
اما سيزيد الامور تعقيدا.مع الاسف ان هذا المشروع
لسوء حظه.سوف يحمل اخطاء ثورة يوليو التي حدثت علي الارض
حتي الآن.ولن يأخذ من مكتسباتها اي شيء علي الاطلاق.بل
سوف يبدد اهم شيء من هذة المكتسبات. ألا وهو قيام النظام الجمهوري.
حتي لو صنف هذا النظام في خانة الديكتاتورية.والمثير ان التوريث سوف يتحمل
خطايا النظام وفشله الطويل.وفي نفس الوقت لن يحمل
علي ما حمل عليه نظام الرئيس مبارك. من شرعية لثورة يوليو.
لذلك قلت ان التوريث احدي السيناريوهات التي يرجح ان تحدث في مصر.
ولكنه باعتقادي اقل السيناريوهات حظا في تحقيق الاصلاح.وان كان
اكبرها حظا في امكانية التنفيذ.ذلك لان من يقرر ما يحدث
علي الارض فعلا هو النظام الحاكم.وفي مصر النظام الحاكم في يد
فرد واحد هو الرئيس.يقال الكثير علي وجود كتلة صلبة. تقرر مصير هذا الوطن.
ولكن باعتقادي انه ليس لهذة الكتلة المزعومة اي تأثير حتي الآن علي مجريات الاحداث.
وظني ان من يقرر ما سوف يحدث لمستقبل مصر.هو الإله
الفرعون.الحاكم الفعلي لمصر.وهذا الحاكم سيكون ميله الاكبر
لمثل سيناريو التوريث.ولكني اعتقد ان هذة خطيئة لا تغتفر في حق الوطن.
اذ ان هذا السيناريو سيحمل من الهموم والمشاكل. باكبر مما سيحل من المشكلات والمعضلات.
وان التطور الطبيعي لما يجري في مصر.منذ ثورة يوليو حتي بدايات الاصلاح في عام
2005 .ينبيء بان القادم سيكون رئيس جمهوري صاحب خلفية ديمقراطية.ليس
محسوبا علي النظام الحالي.وان كانت لا تقطعه كليا ايضا.
.وان بعض الاصلاحات سوف تحدث في بنية النظام الحالي.
وان هذا كله سوف يأخذ بعدها فترة من الوقت. كفترة المرحلة السابقة لها.حتي
تتحقق بعدها ديمقراطية كاملة في مصر.
واما ان حدث ما يسمي بمشروع التوريث وعميت بصائر القوم.
وهو الارجح لما قلته سابقا.فاعتقد اننا نسير الي الخلف ونعاند التطور.
المسألة اذا اكبر كما قلت من مسألة كرامة وطن.
المسألة باعتقادي تحديد مصير وطن ومصير امة. لعديد من السنوات القادمة.
فاما ان نتقدم به خطوة للامام او اكثر.او ان نعود به عشرات الخطوات الي الخلف.
هذا هو الاهم فيما وراء ما يسمي بسيناريو التوريث.
ولا ننسي ان ملفات الخارج لن تقل عن ملفات الداخل خطرا.بمعني
ملف المياه والملف الفلسطيني والايراني والعراقي والسوداني. وملف
القراصنة في الصومال. وملف قناة السويس. والعديد من الملفات الخارجية المهمة.
التي لا تقل اهمية عن ملفات الداخل.لذا انهاك الوطن في الارتداد الي الخلف بمشروع التوريث.
تصرف سيكون غير حكيم من الرئيس او غيره. وسيبدد الكثير من المجهود.رغم اننا في نهاية الامر.
لابد لنا من اتباع الطريق الصحيح. للخروج من ازماتنا وحل الكثير من مشاكلنا.
اذ اكرر المسألة اكبر من كرامة وطن كما قلت.المسألة مرة اخري تحديد مصير
وطن. ربما لجيل او عدة اجيال قادمة.لذا اتمني ان نتعامل مع ملف التوريث
بحب.حب الوطن.وان نترك حب المصالح الشخصية لبعض الوقت.
هذا ما ارجوه من عقلاء النظام ومحبي هذا الوطن.

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

بأحب اسرائيل وبكره النادي الاهلي

بأحب اسرائيل وبكره النادي الاهلي
هكذا جاء الخبر علي جريدة المصريون. ان لاعب الاسماعيلي رضا سيكا
ذكر انه بيحب اسرائيل وبيكره النادي الاهلي.ذلك اثناء حديث له مع شباب من اعضاء نادي الرواد.
وان بعضهم قد غضب من هذا الحديث الذي قاله فضيلة الشيخ رضا سيكا.اشهر
لاعب في القرن الحادي والعشرين وما قبله.وبما انني لا اعرف اللاعب وقيمته العالمية. سوف اتجنب
الحديث عنه الي حين.لاذكر اننا بتنا نتوقف كثيرا امام التوافه من الامور..
ونضخم ما لا يستحق التضخيم.ونقلل ما يستحق ان نعطيه الاهتمام الاكبر.
ان يغضب البعض من حديث كهذا هو امر طبيعي.ولكن ان كانت دولتنا ورئيسها يفعلون اكثر
مما يقوله السيد سيكا.فما الحال حينها.فاذا كانت دولتنا بكل امكانياتها تحت خدمة اسرائيل.
تصدر لها الغاز. وتمدها بالطاقة باسعار اقل من الاسعار التي تبيعها للمصري.وان كانت دولتنا
تنفذ تعاليم اسرائيل. باكثر مما تفعله دول اخري اكثر موالاة وقربا من اسرائيل.
حين اتحدث عن حصار غزة سيقولون انظروا هذا الاخواني.وحين يتحدثون عن مقتل صهيوني محتل.
سيقولون انهم مدنيون اسرائيليون. وهذة انسانية قبل اي شيء آخر.لذلك ساتحدث
عن غزة.ليس من قبيل اخوة الدين. فهي تهمة يضيع فيه اخلص الناس واحبهم
لهذا البلد.ولكني ساتحدث عن غزة من قبيل الانسانية.والانسانية فقط.هل
من الانسانية ان نصمت ونجلل انفسنا بالعار ونجوع مليون ونصف مليون انسان.
هل من الانسانية تجويع مليون ونصف مليون انسان. لمجرد ان النظام المصري لا ضمير
ولا انسانية لديه.ما لكم كيف تحكمون.حصار غزة سوف ينتهي ان آجلا او عاجلا.
ولكن ضمائرنا حينها ستكون ماتت وقبرت ولن يحييها اي شيء.
ثم يأتي الرئيس المنافق الكذاب المدعو باوباما ليحدثنا عن الاسلام واحترامه للاسلام.
الكذاب المنافق يقول ما لا يفعل.ففي حين يقول انه يحترم دييننا. يشارك الصهاينة
بالصمت علي حصار الاطفال والشيوخ والعجائز من المسلمين.افهم ان قادة النظام المصري يميلون
للعدو الصهيوني.هكذا اخبرنا رب الغزة عنهم.انهم يميلون لمن يعادي
الله ورسوله. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.يتحدثون بكلام امام الشعب المصري. وفي الخفاء
يحاصرون المسلمين في غزة من اجل الاحتفاظ بكراسيهم.ولكن ما لم افهمه.
كيف نصمت جميعا علي حصار بهذا الشكل. الذي لم يحدث لشعب من الشعوب في هذا العصر.
يا اهل الارض ويا اصحاب القلوب السليمة. كيف تقبلون في عصر النووي والذرة.
ان يحاصر ويجوع مليون ونصف مليون انسان.كيف تقبل انسانيتكم هذا الامر.
كيف تتحدثون عن حقوق الانسان وحقوق الحيوان.والانسانية تموت وتهدر
حقوقها في غزة.ليس بيينا وبين غزة إلا مسافة قريبة.وعندما
تخطاها احد الابطال المصريين. الذين ستخلد ذكراهم. قبض عليه. وادين بتهمة الانتماء لمصريته
الاصيلة وضميره اليقظ ودينه الحي.لا يا سادة.لا نطلب منكم الكثير.فمن لا يستطيع منكم ان
ينصر المحاصرون في غزة.فأقله يناصرهم بقولة حق في وجه سلطان فاجر.
او حتي بقلبه بالدعاء علي الفجرة المجرمين من ابناء جلدتنا.يتحدث الكذاب المنافق اوباما..
عن تطبيع مقابل وقف الاستيطان.لا يا سيد اوباما.لو كنت صادقا وانت كذاب.
لرفعت الحصار علي ابناء غزة.وتستطيع ان تفعل ذلك.وان تقر
بفوز حماس بالانتخابات.وتفرج عن المعتقلين البرلمانيين من حماس.هذة هي
البداية التي نقبلها منك.اما كلامك عن وقف الاستيطان. فهذا مجرد لغو لا قيمة له.
وقف الاستيطان او استمراره. لن يغير من الامر شيئا.اهل فلسطين رضوا
بالقليل من حقهم.دولة فلسطينية علي كامل الضفة وغزة.وهذا اقصي ما يمكن
ان يتنازل عنه اي فلسطيني مجاهد.دعك من عباس وشلته
فالسيد عباس لا يختلف عن الرئيس مبارك..
والسلام الوحيد التي يمكن ان تحصل عليه اسرائيل. هو مع حماس. ولا احد غير حماس الآن.
وطالما هذة الحقيقة غائبة عنك. فانت تعيش في اوهامك.لقد فشلت
مصر في سعيها للمصالحة بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين.والتجربة اثبتت فشلهم.
ليس لشيء. ولكن لان حماس تعلم منهم عدم الحياد.والصهاينة يعلمون ان الصحيح هو ان يكون
ملف فلسطين في يد وزارة الخارجية.هذا هو الصحيح الواجب عند المصريين.
ودون هذا لا يمكن ان يتقدم المصريون كثيرا في هذا الملف. مادام ملف
فلسطين في يد المخابرات.يجب ان يعطي الملف بكامله الي وزارة
الخارجية. كاي دولة محترمة ولها سياستها وسيادتها علي ارضها.ما الداعي
وما المنطق في ان يكون ملف فلسطين في يد المخابرات.اللهم إلا امرين.الخوف
من الارهابيين الاسلاميين في فلسطين حسب اعتقادهم.والثاني ارضاء للصهاينة.
لان ملف كهذا لمصر. يجب ان يكون ملفا سياسيا وليس امنيا.
وكون الملف امني. فهو يطمع الصهاينة ويشجعهم.ويزهد الفلسطينيون ولا يشجعهم.
نحن عندما نعطي للمخابرات هذا الملف. فنحن نفعل ما يرغب فيه الصهاينة.
يريدون ان يكون الملف امنيا في المقام الاول. لاسباب عديدة تخصهم.ولكن ان يكون
الملف سياسيا في مصر.ستختلف حينها امور جذرية كثيرة في هذة المسألة.وانظر
الي قول احد قادة الصهاينة.ان الافضل لاسرائيل ان تكون مصر دولة ديكتاتورية.
علي ان تكون دولة ديمقراطية الي آخر كلامه.فهذا الامر هام للصهاينة.لانه لو حدث سيعاد التعامل
مع الملف الفلسطيني من جديد.الحقيقة ان خطر الاخوان ليس وارد بهذة الاهمية بالنسبة
للصهاينة.لامور عدة.اولها ان مصر لازالت تدور في فلك امريكا.وحين يتغير
هذا الامر.سيحتاج ربما لعشرات السنين حتي تتغير هذة السياسة.
ثانيا ان مصر لديها مشاكل جمة.ولو مسك الاخوان سيحتاج الامر منهم
عشرات السنين لاصلاح ما خربه نظام الرئيس مبارك.والاهم ان
مصر ليست دولة نووية.بما لا يمثل خطر محتمل في القريب العاجل
علي اسرائيل.اخطر شيء الآن بالنسبة للصهاينة. هو ان يتحول الملف الفلسطيني الي ملف سياسي
بالنسبة لمصر. حينها ستختلف النظرة كثيرا.وستتغير امور كثيرة
في هذا الملف.وهذا وحده اكثر ما يخشاها الصهاينة الآن.لان نظام مبارك
الامني خصوصا. يخلط بين محاربة الارهابيين ومطاردة الاخوان.وبين
الملف الفسطيني والتعامل مع حماس والمجاهدين علي وجه الخصوص
في فلسطين.فهم يمثلون هاجس خطر لرجال الامن المصري.
لذلك كان تعاملهم دائما بالفشل مع الملف برمته.وسيظل الامر كذلك. حتي
يحال الملف الي ان يصبح ملفا سياسيا وليس امنيا..
خطورة ان تحاصر مصر- الدولة الاسلامية الكبري-الفلسطينيين.خطورة كبيرة علي امن البلاد.
وسنعلم في وقت ما مدي خطورة هذا الامر.مالم يتم التعامل مع الامر سريعا.فلا يجب ان ننفذ
اوامر اسرائيل. وندفع نحن الثمن في نهاية الامر.يجب ألا نتوقع
ان حصارنا لاهل غزة. لن يكون له ثمن.سيكون له ثمن باليقين.
ويجب ان نحذر من هذا.النصرة او الغلبة لنا ربما لوقت.
ولكن لمتي. يعتقد البعض ان الايام ستكون في صالحهم دائما.
وهذا غير صحيح.ما لم تكن الامور قائمة علي العلم والمنطق الصحيح البعيد عن الهوي.
اخيرا هذا هو ما اود ان يشغل بالنا.وليس ما قاله ممثل او لاعب.يقول ما شاء
له ان يقول.اعتقد ان ما يحدث علي الارض هو ما يحدد المصير الحقيقي.لذا يجب ان
نكون علي يقين من هذا.ومن ثم الدخول في صراعات علي كلام لاعب.
امر تافه وغير رشيد.لانه يجب ان ينصب تفكيرنا وحوارنا ومشاركتنا. حول ما يحدث علي الارض.
لا ان ينصب علي لغو هذا الشخص او ذاك.



.

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

هل كان بوذا نبيا

هل كان بوذا نبيا
علي قناة الفراعين المصرية كان يتجادل شيخ من شيوخ الازهر الشريف
مع احد الاشخاص. وكان محل النقاش يدور حول هذا السؤال.هل كان بوذا نبيا.الحقيقة
منذ بداية الحوار وقفت متعجبا من فضيلة الشيخ الازهري.ليس لانه يخالف
فكرة ان يكون بوذا نبيا بالطبع. فهذا اعتقده يعلمه جميع المسلمين. ولم يصل الي علمنا
ان بوذا كان نبيا.ولكنها طريقة ادارة الحوار .وطريقة مناقشة الشيخ للشاب حول مزاعمه
تلك.الموضوع من بدايته ان احد الشباب عمل دراسة ما.واثبت من خلال هذة الدراسة
ان بوذا كان نبيا.بعدها قام بعرض دراسته علي عدة لجان دينية. فرفضت الدراسة
دون مناقشة موضوعية علي حد مزاعم الشاب.
ودون طرح حجة تبين بطلان حجة الشاب.وحين ناقش الشاب. الشيخ حول دراسته تلك.تمسك الشيخ
الازهري بان الشاب لا يملك المؤهل لكي يناقشه من الاساس…
واعتبره غير مؤهل بالمرة. لانه ليس خريجا للازهر الذي تخرج منه الشيخ.واعتقد
ان الشيخ لم يوفق في هذة النقطة علي وجه الخصوص.فالشاب قد جاء له بدراسة علمية منهجية حسب
زعمه.وكان عليه-الشيخ- ان يثبت بالحجة بطلانها وعدم صحته.وان يقول رأيه فيها بموضوعية.
وان ثبتت لديه منهجية الدراسة…
. فكان عليه ان يناقش الشاب فيها. ويأتي بالحجة المضادة لها.أما القول ان الشاب غير مؤهل
لذا فلن يناقشه في الامر برمته.اعتقادي انني لو اتيت عالم فيزياء. وقلت له ان خواص المادة
المعينة. تختلف عن الخواص التي يدرسها لطلابه في الجامعة.يقينا ان اول ما سيسألني عنه.وما برهانك
علي ذلك.ولن يسألني ان كنت املك المؤهل الذي يمكنني من ان اجلس بجواره. لكي
نناقش هذة المسألة.فمادام الشاب يملك الدراسة العلمية بمنهج علمي سليم..
فكان يجب علي الشيخ الفاضل ألا يستكبر. ويحاور الشاب حتي لو لم يكن مقتنعا بما يطرحه الشاب.
اعتقادي اننا لم نعد نفرق بين الكلام المرسل. وبين المنهجية في العلم.بالتأكيد لو جاء احد
وقال لي مثل هذا الكلام العام المرسل.لن اصدقه ولن اناقشه.ولكن
يختلف الامر ان قال لي. انه يملك الدراسة التي تبرهن علي صحة قوله.حينها
سنكون دخلنا منطقة العلم. حيث لا احد كبير فوق العلم. ولا احد في الحجة المقابلة صغير.
والجميع سواسية امام العلم.لم يعرف الشيخ هذا. اما استكبر. اما هو غياب
ملكة التفكير لدي الشيخ. وكثير من امثاله للاسف الشديد.الغريب ان جل المكالمات
جاءت لتوبخ الشاب.لانه تجرأ وطرح دراسته العلمية-حسب زعمه-للمناقشة.
اذ في تصورهم كيف يطرح الشاب دراسة علمية تخالف ما اتفق عليه السلف.
حتي وان كانت هذة الدراسة حقيقية صحيحة.بالطبع لست اقصد الدراسة نفسها التي نتحدث بصددها.
ولكني اتحدث عن اي دراسة تخالف ما وجدنا عليه السلف.فهي بالضرورة غير
صحيحة. دون مناقشة علمية وموضوعية لها.اذا فلا غرابة ان يتقدم الاخرون ونتخلف.
السلف انفسهم ما كانوا ليصلوا الي ما وصل اليه في زمانهم.لو انهم وقفوا
حيث وقف من كان قبلهم.دون ان يجددوا ويطرحوا ما لديهم من فكر للمناقشة والحوار.
يجب ان يكون انتصارنا للحق.لا مجال اليوم لفرض الرأي الواحد علي الناس.
اصحاب الوقوف في المكان دون اعمال العقل.لا نصيب لهم في حياة وحضارة هذا الزمان وكل
زمان.لا يجب ان نحجب الرأي والفكر علي الناس بحجة انه خطر علي عقولهم.
فاين الحجة المضادة لها.فان استوعب الناس الحجة الهدامة كما يزعمون.
لماذا لن يستوعبوا الحجة البناءة الاخري.نحن نجعل من الناس اشبه بالاطفال في هذة الحياة.ذلك حينما
تحل عليهم فكرة ما. لم نسطيع ان نحجبها عنهم. ستربكهم لاريب هذة الفكرة وتحيرهم.ليس لان الفكرة
في حد ذاتها خطر.فلا يمكن التصدي لها كما يزعمون.ولكن لان عقولهم(الناس) تعودت علي ألا تفكر.
وتنهزم امام اقل فكرة تخالف ما هم عليه.والقرآن نفسه كلام الله جاء فيه جل ما يردده الكفار وغيرهم.
واتت(حجة القرآن) للناس بنور الحق ليزهق الباطل. ويبين سفه ما كان يعتقد الكافرون.اعتقادي ان الخطر
الحقيقي الذي يحدث بلبلة لدي الناس.هو ان نحجر علي عقولهم ونوقفها عن العمل.وان
لا توجد لدينا الحجة والبرهان والدليل لدحض آراء الاخرين.ليس من حق
اي مؤسسة او شخص مهما كان ان يحجر علي عقول الناس.ويجعلها
مغنما سهلا لافكار بن لادن ومن علي شاكلته.
الاسلام جاء ليخاطب العقول وينير القلوب لتهتدي الي رشاد السبيل.
ودائما ما كان الاسلام قويا عزيزا. عندما كان يدخل في سجال وحوارات ومناقشات
مع غيره.ودائما ما يضعف شأن الاسلام عندما نحجر علي اهله. ونمنع عنهم ملكة التفكير.
فالاسلام قوي عزيز من لدن عليم حكيم.ومن كان هذا شأنه.
فلا خوف عليه من فكر او رأي.ومن كانت غايته معرفة واتباع الحق. فهو من الفالحين الغانمين.
لعل الحق يكون عند من يخالفنا الرأي.فنتبعه فنكون من الفائزين.
او ان نستمر علي ضلالنا.ففيه الخسران المبين.
لم يكن يفترض ان نمنع صاحب رأي ومنهج من طرح رأيه.
بل من الواجب علينا ان نشجع الناس علي ان تفكر وتعمل عقولها وتختلف.ففي الاختلاف احيانا رحمة بالناس.لان هذا هو
نهج الفطرة السليمة التي خلق عليه الانسان.وهذا النهج هو نهج الاسلام.
الذي يريد لك ان تهتدي وتبحث عن الحق.في نفسك وخلقك.وفي السموات والارض وما بينهما.
ومن يمنعك عن هذا. فهو يمنع عنك خيرا عظيما.والله تعالي اعلم..