الخميس، 15 فبراير 2018

لماذا لا يجدد السيسي مذبحة القلعة

هناك قناعة لدي اركان النظام المصري أن كل من ينتقد الأحوال في مصر الان. هم طابور خامس يريدون هدم الدولة..بالتأكيد هناك بعض القيادات بالدولة التي تؤمن بهذا.واخرون يحركهم الخوف علي مصالحهم ليس أكثر..هذا الموقف أشبه بموقف محمد علي العظيم..صاحب الإرادة القوية ومؤسس مصر الحديثة..الذي جمع خصومه من المماليك..ثم نكل بهم وعمل اكبر مذبحة بشعة في التاريخ المصري الحديث..لكي يثبت حكمه في مصر..ولكن هل لو سجن أو سكت كل خصوم السيسي وقيادات الجيش..هل سيحقق السيسي نهضة أخري أشبه بالتي فعلها محمد علي من قبل...الحقيقة أن محمد علي رغم عدم إجادته للقراءة والكتابة..كان رجل ملهم. فهم عصره وعرف مكنون هذا البلد..وصادفه الحظ أن المماليك بنهاية فترة حكمهم...اساءوا لهذا البلد.بشكل لم يحدث للمصريين من قبل...الأمر الثاني عرف محمد علي مكامن القوة في مصر وقتها... وهي التعليم والجيش والزراعة والتنوير الخ..كالساحر العظيم الذي يتمكن من أدواته باقتدار..ويعلم جيدا كيف يبهر جمهوره...هكذا كان محمد علي..الذي استطاع أن يكون بحق مؤسس مصر الحديثة..ولم تكن الديمقراطية مطلب حينها..ولم تكن الحريات شيء يذكر أو يفهم وقتها...اليوم الحظ لا يخدم الرءيس السيسي.فقط عليه الاعتماد علي عبقريته وقدرته..ومن سوء حظ السيسي أن نظامه الذي يمثله..نظاما ثأر عليه المصريين..وان الحريات والنقد والرأي الاخر..أمور معروفة ومطلوبة خاصة بين الشريحة الأكبر من الشعب وهم الشباب..وان نقاط قوة مصر..لو أراد السيسي أن ينهض بمصر..تتمثل في التعليم والثقافة والحريات والصناعة الخ..وان اهم أدواته للنهوض بمصر المتأخرة هو الابداع..والإبداع لا يحيا وسط الاستبداد..بمعني اكثر توضيحا. مذبحة السيسي ضد خصومه..لن تفيده ابدا. ولن تنهض بمصر حقيقة..وأن ثمة اختلاف شاسع بين عصر محمد علي.وبين عصر السيسي..واختلاف أوسع بين ادوات محمد علي للنهوض بمصر ..وأدوات السيسي لو أراد للنهوض بمصر...

ليست هناك تعليقات: