الخميس، 7 يناير 2010

ابحث عن الامن لا عن المرأة

ابحث عن الامن لا عن المرأة
وكأننا ندور في حلقة مفرغة.فنحن نعيد ونكرر في مشاكلنا
دون ان نجد حلولا جذرية لها.الامس واليوم شهدت مصر احداثا مؤسفة
اسفرت عن مقتل بعض المصريين المسيحيين.لا جديد طفل يتشاجر
مع طفل آخر تنقلب الامور الي احداث مخزية بين المصريين المسلمين
والمسيحيين.مشكلة بسيطة قد تحدث بين المواطنين تنقلب الي احداث
ومشاحنات دينية بين المصريين.ثم نبحث عن حل فلا نجده إلا عند الامن.
حيث يتم احتواء الغضب بالمزيد من الاجراءات البوليسية والتعسف ضد المواطنين.
ولكن الغضب والشحن يظل في النفوس لم يبرحها إلا للمزيد من المشاحنات
والمشاجرات والاحداث الدامية.حقيقة لقد وصلنا الي مرحلة لا يمكن
السكوت حيالها.لقد ظهر عدم كفاءة النظام المصري بصورة واضحة جلية حتي للعميان.
رغم جيوش وجحافل الامن الذين يقتطعون من ميزاينة الدولة مئات الملايين.
المشكلة كما اعتقد لا يمكن حصرها في التعصب.الحق ان مشاكلنا باتت
عصية علي الحل بالنسبة لنظام الرئيس مبارك رغم استبداده وطغيانه.
قلت ان مشكلة نظام مبارك ليست في الديكتاتورية بقدر ما هي في الفشل.
لدرجة جعلنا نسير معه من مشكلة الي اخري ومن حفرة الي
اختها.حتي في تعاملنا مع مشاكلنا
الخارجية باتت الكلمة الاولي والاخيرة فيها للامن.ويقينا الامن لن يجد حلولا لكل
مشكلة.للامن مهمته ولا يجب ان يتعداها الي غيرها من المهمام.
تحميل الامن كل مشاكل الوطن الداخلية والخارجية.سيجعلنا
امام مشكلة كبري وهي. ان الامن نفسه سيصبح
مشكلة تحتاج هي الاخري الي حل.وهذا هو الحادث بالفعل.
في العلاقة بين الامن المصري العظيم وبين الشعب المصري.التغيير
لم يعد ترفيها.التغيير باعتقادي بات جزءا اساسيا من حياتنا. من الواجب
ان نسلم به.حان للرئيس مبارك ان يأخذ خطوة صحيحة للامام.اقول
للرئيس مبارك الثبات في المكان ليس حلا ناجحا في حياة المصريين.بل بات
جزءا من المشكلة.الجمود او الاستقرار للمصريين يعود بالنفع
علي غيرهم.والضرر علي قطاع كبير منهم.علاقاتنا مع اسرائيل يجب
ان نعيد النظر فيها مرة اخري.لن اقول ان نلغي الاتفاقية بيننا وبينهم.
انه لم يصدر منهم ضد مصر سببا يجعلنا نفعل ذلك.
رغم كل ما يفعلونه مع اخواننا من الفلسطينين والعرب.ولكن
تغيرت الظروف والاحداث. حتي العالم تغير حولنا.وعلينا ان نعيد
النظر كما قلت في علاقاتنا مع الاسرائيليين.بما يعود علينا بالنفع والامن.
اعتقد يقينا ان اعادة انتخاب الرئيس مبارك لن تعود بالنفع علي احد.
لا علي امريكا ولا علي العرب ولا علي الغرب ولا علي المصريين.
الكل سيخسر.امريكا ستظل تعاني من مشكلة التطرف .نتيجة انه لا توجد
حلولا قاطعة لمشكلة فلسطين. وما يحدث في اليمن وسوريا والسودان.
اسأل الم يخطر ببال الامريكيين هذا التوافق المذهل.عندما تكون
مصر قوية متحضرة تكون المشاكل في المنطقة اقرب الي السيطرة.
وعندما تصبح مصر ضعيفة مهملة تزداد مشاكل المنطقة.وربما تصدر
هذة المشاكل الي خارج المنطقة.اخشي ان ايران تتمدد في المنطقة بقوة.
واسرائيل قريبا سيكون لها دور هي الاخري هذا باعتقادي سيحدث.وكذلك
تركيا تريد ان تأخذ لها دور في المنطقة.وانظر الي ما يفعله رئيس
وزراء تركيا. وما تتخذه تركيا من مواقف ربما تتعارض مع علاقاتها
باسرائيل.نحن الذين نخرج ونخسر كلما استمر الوضع علي هذا الاستقرار
المزعوم الذي نوهم به انفسنا.اذا اردت ان تنظر الي مشاكل مصر مجملة.
فافضل منظر يقرب اليك الصورة هو المرور في مصر.رغم اننا نزعم
ان لدينا قانون للمرور.تم تعديله مرة واخري.وغلظ الي اقسي حد.
ورغم اننا ننفرد عن كثير من الدول بوجود شرطي مرور لادارة احواله.عكس
دول كثيرة عربية قبل ان تكون غربية.رغم كل ذلك. المرور عندنا اقرب الي
الهيصة من الانضباط والالتزام.ثم اننا نعيد ونغلظ القانون ظنا منا
ان المشكلة في القانون.بيد ان المشكلة في النظام الجامع كله.
في الناس في المشاة في الارصفة والطرق في العربات في السائقين
في الركاب.مجمل النظام بحاجة الي التغيير والنظر اليه من جديد.هذا هو
حال مصر باختصار مبسط.يستطيع الرئيس مبارك ان يعيد انتخاب نفسه مرة اخري.او
ان يرفع ابنه علي كرسي الحكم في مصر.هذا امر متوقع وغير مستبعد.ولكن
هذا لن يحل مشكلة حقيقية.نحن في حاجة الي التغيير .نعيد
من خلاله ترميم البيت علي اسس سليمة.الخوف
علي النظام وعلي الامن وحجة الحرص علي امن مصر فيه مفارقة.من يخشي علي مصر
حقا .عليه ان يطالب باعادة ترميم البيت علي اسس صحيحة.ليعيش
لنا وللاجيال من بعدنا.هل ننتظر حتي يسقط البيت الذي يجأر السكان فيه بالشكوي.لم يعد
هناك مصري -إلا القلة- راضيا علي هذة الاحوال التي نعيشها.آن
للرئيس مبارك ان يتخذ الخطوة السليمة .واعتقد ان جزءا من التفكير والعقل.
سيبرهنان له ان التغيير ليس مطلب المعارضة.ولكنه مطلب
سنة الحياة. وما يحدث من تغيير حولنا وفي محيطنا.ليس من المستغرب
ان تظهر دبي .او ان تستوعب كثير من الدول العربية
الاسلاميين داخلها.ومصر تتأخر وتتعثر في مشكلة الاسلاميين.
سيدي الرئيس مبارك.لا ادري ان كان الامريكان الاصدقاء قد نصحوك بالتغيير.
او من حولك قد نصحوك بذلك.ولكني علي يقين ان الجميع علي قرب فكرة
من هذا.لان الوضع بات لا يحتمل الكثير.ايران تطرق الابواب ومعها اسرائيل وتركيا.
ومشاكل المنطقة في حاجة الي رمانة ميزان ثقة بين اصحاب المنطقة انفسهم.ولها تاريخها
المعروف بينهم.اتمني ان تصلك هذة الحقائق سيدي الرئيس.

ليست هناك تعليقات: