الاثنين، 18 يناير 2010

سينتهي العالم لولا وجودي بينكم

سينتهي العالم لولا وجودي بينكم
يعتقد بعضنا انه لولا حكمته ورأيه السديد. ووجوده في هذة الحياة.
لجاءت نهاية العالم سريعا. علي هؤلاء البشر جميعا.الذين لا يستطيعون العيش
دون حكمته ووجوده بينهم.من امثلة هؤلاء الناس. بعض حكامنا العرب.فبعضهم
يعتقد انه لولا وجوده رئيسا لبلاده ابد الابدين.لإنهارت بلاده.
وما استطاعت ان تسير امورها من بعده يوما واحدا.قليل اولئك
الذين يعتقدون ان رأيهم. ليس بالضرورة هو الحق الذي لا حق بعده.من
المؤسف ان داء الملوك والحكام العرب هذا. قد اصاب قطاعا كبيرا من رعاياهم.
البعض يسأل متي الخلاص مما نحن فيه.ولماذا هذا الفارق الكبير
بين العرب وبين الغرب المتقدم.ويفسرون هذا علي ان الدين.
هو السبب في هذا التأخر والتراجع الذي نعيشه هذة الايام.ومن ثم
يطالبون بالغاء المادة الثانية من الدستور.ومن الغاء حصة الدين من المدارس.
ومن الغاء هوية الدولة الاسلامية. بحجة ان الدولة ليس لها دين.واعتقد
ان هذا خطأ.وان العلة الاكبر فينا.في عقولنا وفي انفسنا.
علي الجانب الآخر. يعتقد البعض ان هذا التأخر عائد لاننا بعدنا
عن الدين.وهذا باعتقادي خطأ ايضا.فها هو الغرب بعيدا تماما عن صحيح
دينه.او هذا ما اعتقده.ولكنه في الحقيقة متقدم علي كافة المستويات.
ومن قبل قامت امم وحضارات كانت بعيدة عن صحيح الاديان.
لذلك اعتقد علينا ان نحدد امراضنا بدقة.دون طرح امور
هلامية. او تفسيرات بعيدة عن الدقة والواقع.من الاخطاء القاتلة
التي نقع فيها.اننا لا نفسر ظواهر حياتنا او ما نواجهه من مشكلات.بصلب
المشكلة او الظاهرة نفسها.بمعني علي سبيل المثال. حادثة
العذراء. او تفسير الاحلام. او رؤية الاموات من الصالحين.
نفسر هذة الامور وغيرها .مرة تفسيرا دينيا. ومرة غيبيا. ومرة بالخرافة. واخري بالدجل والشعوذة.
وان كان تفسيرها بما هي عليه وفقط.اقرب الامور الي الصحة والصواب.
لذلك من يقول ان الدين هو سبب مشاكلنا مخطيء.ومن يقول ان الاسلام
هو الحل مخطيء ايضا.كما قلت من قبل لان لكل مشكلة ظروفها.ولكل
تراجع او تأخر في ميدان ما. له اسبابه.طرح الدين كحل او كسبب
علي العموم. امر غير صحيح باعتقادي.اذا ارادنا ان نتقدم- كما اعتقد-
حتي في حياتنا الخاصة.يجب ان يدخل في روعنا.ان آراء الجماعة
التي نعيش داخلها. كثيرا ما يكون هو الاقرب الي الصواب.وان رأينا
لا يحيط بكل شيء.هل تستطيع ان تعيش وحدك.
بعيدا عن هذا العالم.ربما بعضهم يستطيع ذلك.ولكن
الغالب ان الناس لا يستطيعون ذلك.كذلك رأيك وحده.
واعتقادك انه هو الصواب الدائم.وان الحياة تدور في فلك حياتك انت.هذا خطأ كبير.
وان رأيك وحده يشبه تماما الانسان الوحيد. الذي يعيش وحده في جزيرة منعزلة
عن هذا العالم .انظر الي الغرب.واري عجبا .اري ان اكثرهم لا يعتقد ان رأيه
هو الغالب. وهو الصواب الذي لا يحتمل الخطأ.يقر الانسان الغربي.
حتي من لم يحظي بنصيب وافر من التعليم.بان الاحاطة بكل شيء. والعلم الكامل. لا يمكن
لانسان ان يحيط بهم.ومن ثم ان رأيه يظل في منطقة رمادية. بين الصحة
والخطأ.وكذلك رأي غيره. يظل في هذة المنطقة.حتي يتبين له الصواب.
هل هو في رأيه هو. ام هو في رأي غيره.ولا يستنكف الغربي ان يأخذ
بالرأي الصواب.حتي لو كان الصواب في رأي غيره وليس في رأيه.
دون ان نقتنع بان اغلب ما نقوله. يقع في هذة المنطقة الرمادية.
التي تحتمل الصواب والخطأ.وان هذا يحدده قوة الحجة. واقتراب الرأي
من الواقع. وبعده عن الغيبيات والخرافات والدجل.دون ذلك لن نعالج كثيرا من امراضنا.يجب
كما نحرص علي حياة نشارك فيها الجميع.علينا ايضا ان نحرص
علي رأي يشارك فيه الجميع.ولا يدخل في روعنا ان رأينا حق ابدا.
وان عقلنا وفكرنا هو الذي يقيم هذة الحياة.وان من حولنا ستنهار حياتهم دون عقلنا
وفكرنا.هذا باعتقادي خطأ. لا ندركه إلا بعد ان تنتهي اغلب
الفرص المتاحة امامنا.

ليست هناك تعليقات: