فهل استمع الرئيس اشك في ذلك
من تابع احداث المحلة من المصريين وغيرهم.لابد وان يسأل هل ثمة احداث اخري مشابهة في الطريق.وهل يمكن تفادي حدوثها؟وللاجابة علي السؤال الاول.تعالي معي قليلا الي ما قبل ذلك الي الاحداث الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.فالمتابع لهذة الاحداث لابد وان يلاحظ تسارع وتيرة هذة الاحداث في الاونة الاخيرة. بالرغم مما نقوله اننا شعب متدين.وبالرغم من ان اكثرنا يشاهد التلفاز. ويستمتع بحياته في اوسع الحدود. بالطبع في حدود القيم والاخلاق.وبالرغم من ان اكثرية الشعب ليس لديه نوع من الانغلاق. كما بعض الشعوب الاخري.ومن المستغرب ان حادثة قد تكون تافهة بين مسلم ومسيحي. يحدث مثلها بل واشد منها في حياتنا العامة. ان تثير كل تلك الزوابع الهائلة.بيد انه علي الجانب الاخر. قد يحدث ما هو افظع منها كالتعذيب او موت العشرات بسبب الاهمال. ولا يتخذ المصريون حيال الامر اي رد فعل قوي وعنيف. مثلما يتخذون لفعل بسيط بين مسلم ومسيحي.وظني ان المسألة ليست راجعة للدين نفسه. سواء كان هذا الدين اسلامي او مسيحي. وان لم يعفي من هذا الجهل بصحيح الاديان.ولكن العامل الاكبر لحدوث مثل هذة الاحداث الفاجعة.انما هي طريقة تعبير وتنفيس عن غضب. وعن حالة كبت لهذا الغضب يمارسه عليه النظام.وكلما زادت المظالم والاستبداد وزادت المآسي الداخلية والخارجية. كلما وجد المصريون متنفسهم الوحيد. في العلاقة بينهم وبين بعضهم البعض.لانها لن تكلفهم الكثير. مثلما قد يكلفهم المواجهة مع السبب الاساسي في كل مشاكلهم. واعني به النظام. وعلي الاخص يد السلطة الباطشة المتمثلة في هراوات الامن وفساد الادارة.فكل ما مر علي المصريين خلال الربع قرن الاخيرة. تم اختزاله او تم تفريغ فشله واحباطه. في الاحداث الطائفية او زيادة البلطجة في الشارع المصري او انتشار الفساد بين المصريين الخ.واعيد واكرر. لان كل ذلك لن يكلف المصري اي فاتورة هو غير مستعد لها.وهذا يعلمه النظام جيدا. ودليلي علي ذلك سوف اسوقه لك.اقول حتي وقت قريبا كان مردود الفشل والبطش وغلق المنافذ السياسية امام المصريون.تصب وتفرغ كلها في مواجهة المصري لاخيه المصري. سواء في مواجهة طائفية. او مواجهة في سلب ماله او مواجهة في فرض البلطجة عليه.ولكن تلك المعادلة شاء ربك ان تتحرك من مكانها. وعلي يد الرئيس مبارك نفسه. وبظروف قهرية عنه.فبعد الذي حدث للامريكان في ابراجهم وكرامتهم جن جنونهم. وخشي اغلبية الحكام العرب رد فعلهم. وخاصة اولئك الذين خرج منهم اولئك الارهابيين.فكان ان انصاع مبارك لاوامر الامريكان. بالانفتاح علي الديمقراطية. ولكن الرجل كعهده قال وقال. حتي اقنع الامريكان بان الديمقراطية المتدرجة هي الانفع لشعوب المنطقة.بيد اننا نعلم انه لا شيء اسمه ديمقراطية متدرجة. إلا في مخيلة الديكتاتوريين الفشلة.بعدها فتح مبارك الباب للمصريين بعض الشيء. فكانت ان هبت بعض رياح الحرية. التي منعت عنهم ما يقارب الربع قرن من حكم مبارك.والمصري بطبعه ذكي. يستطيع ان يصنع من قماشه اي شيء. بل ويستطيع ان يصنع من شيء بسيط شيء كبير. فقط لو اتيحت له الفرصة.وكانت الفرصة واستغلها المصريين. حتي وصلنا الي الاعوام الثالث السابقة.والذي تبدلت فيهم المعادلة بعض الشيء.وهي ان جزء من سخط الناس علي احوالهم. بدلا من ان يتجه في الاتجاه الخطأ. اتجه الي الطريق السليم والصحيح له.تجاه النظام الذي افقرهم واذلهم وافرغ مضمون حياتهم من قيمته.وبدأت الاعتصامات والاضرابات. وكلها كانت بالفعل تصب في مطالب فئوية.ولكنها بظني موجهة بالدرجة الاولي الي النظام الحاكم.فهي تطالبه وتخرج عليه. ايا كانت شكل هذة المطالب فئوية ام اجتماعية.حتي جاء اضراب 6 ابريل. ليثبت بالفعل ان المصريين قد عرفوا اين طريقهم بالضبط.وهو طريق نحو فك القيود التي فرضها عليهم النظام كل تلك الفترة.وكان ان قلق النظام. فتعامل معهم بالبطش والقوة الغير مسبوقة.وظني انه في الطريق احداث اخري. وانها سوف تحمل نفس النهج الاخير للمصريين. وهو التنفيس عن كبتهم وعن الظلم الذي يتعرضون له. تجاه المسبب الاول له وهو النظام.ولكن ما اخشاه ان النظام اصابه السعار. وهذا يعني ان النظام علم بهذة الحقيقة جيدا. ويتعامل معها كما تعاملت كل الانظمة الغبية السابقة من قبل.فانت لا تستطيع ان تفهر شعب قال لك لا وكفي.شعب يقول اليوم. حان لي كي استعيد حريتي وكرامتي.ولكن مبارك ومن حوله لا يريدون ان يعترفوا بهذة الحقيقة.فتم وأد الحريات وكبت الاصوات. والتصنت علي الجماهير ومراقبة الفضائيات. وعشنا اجواء الدولة البوليسية التي يراقب بعضها البعض. والقادم اسوأ بظني.ولكن في كل هذا ما يقرب اكثر من هدف الناس. بعكس ما يتصور جهابذة وزبانية النظام.ومن يوغرون صدر النظام علي شعبه. اول من يعلمون ان هذا لن يجدي. ولكنها المحاولة الاخيرة. وحين يسقط ولابد ساقط بظني. ان لم يلجأ مبارك الي حل الاسباب الحقيقية. التي ادت الي هذا الفشل الذريع. اقول وحين يسقط سوف يكون هؤلاء. اول من يلعن هذا النظام.فلا يوجد نظام لا يقف علي شيء ومن الممكن له ان يعيش بعدها.فلا يوجد لدي النظام المصري ثمة نمط فكري معين. او ثراء لافراده. او بنية نظام قوية متماسكة لم يصبها الفساد. او سلطة تشريعة او تنفيذية او قضائية قوية. تمسك عليه رمقه الاخير.بيد ان نظامنا اصبح مجرد خواء. ولجأ في النهاية الي الملجأ الطبيعي لكل الانظمة المستبدة. التي تعيش مراحلها الاخيرة.واجابة علي السؤال الثاني في اول الخاطرة.نعم يمكن لنا ان نتجنب حدوث ما جري في المحلة مرة اخري.الحلول معروفة وقد قالها مفكرينا وعلمائنا.بقي ان يعمل بها النظام. ان اراد الخير لهذا البلد.وظني ان مبارك لن يعمل بها. وسوف يسير الي نهاية المطاف.فحتي لو صدق نفسه انه فعل وانجز.وعلي فرض صحة هذا.فإن ما يحدث الان يدل انه في حاجة الي انجاز اكبر مما سبق.وهذا لن يكون إلا بالاستماع الي العلماء والمفكرين واصحاب الرأي.وتداول حقيقي للسلطة وقضاء مستقل وانتخابات نزيهة والاهتمام بالعدالة الاجتماعية.وفرض ضرائب علي الفرخة التي تبيض ذهبا لاهلها. ليس بذبحها ولكن بما يعادل حياة كريمة عادلة لباقي المصريين. فهل استمع الرئيس اشك في ذلك
من تابع احداث المحلة من المصريين وغيرهم.لابد وان يسأل هل ثمة احداث اخري مشابهة في الطريق.وهل يمكن تفادي حدوثها؟وللاجابة علي السؤال الاول.تعالي معي قليلا الي ما قبل ذلك الي الاحداث الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.فالمتابع لهذة الاحداث لابد وان يلاحظ تسارع وتيرة هذة الاحداث في الاونة الاخيرة. بالرغم مما نقوله اننا شعب متدين.وبالرغم من ان اكثرنا يشاهد التلفاز. ويستمتع بحياته في اوسع الحدود. بالطبع في حدود القيم والاخلاق.وبالرغم من ان اكثرية الشعب ليس لديه نوع من الانغلاق. كما بعض الشعوب الاخري.ومن المستغرب ان حادثة قد تكون تافهة بين مسلم ومسيحي. يحدث مثلها بل واشد منها في حياتنا العامة. ان تثير كل تلك الزوابع الهائلة.بيد انه علي الجانب الاخر. قد يحدث ما هو افظع منها كالتعذيب او موت العشرات بسبب الاهمال. ولا يتخذ المصريون حيال الامر اي رد فعل قوي وعنيف. مثلما يتخذون لفعل بسيط بين مسلم ومسيحي.وظني ان المسألة ليست راجعة للدين نفسه. سواء كان هذا الدين اسلامي او مسيحي. وان لم يعفي من هذا الجهل بصحيح الاديان.ولكن العامل الاكبر لحدوث مثل هذة الاحداث الفاجعة.انما هي طريقة تعبير وتنفيس عن غضب. وعن حالة كبت لهذا الغضب يمارسه عليه النظام.وكلما زادت المظالم والاستبداد وزادت المآسي الداخلية والخارجية. كلما وجد المصريون متنفسهم الوحيد. في العلاقة بينهم وبين بعضهم البعض.لانها لن تكلفهم الكثير. مثلما قد يكلفهم المواجهة مع السبب الاساسي في كل مشاكلهم. واعني به النظام. وعلي الاخص يد السلطة الباطشة المتمثلة في هراوات الامن وفساد الادارة.فكل ما مر علي المصريين خلال الربع قرن الاخيرة. تم اختزاله او تم تفريغ فشله واحباطه. في الاحداث الطائفية او زيادة البلطجة في الشارع المصري او انتشار الفساد بين المصريين الخ.واعيد واكرر. لان كل ذلك لن يكلف المصري اي فاتورة هو غير مستعد لها.وهذا يعلمه النظام جيدا. ودليلي علي ذلك سوف اسوقه لك.اقول حتي وقت قريبا كان مردود الفشل والبطش وغلق المنافذ السياسية امام المصريون.تصب وتفرغ كلها في مواجهة المصري لاخيه المصري. سواء في مواجهة طائفية. او مواجهة في سلب ماله او مواجهة في فرض البلطجة عليه.ولكن تلك المعادلة شاء ربك ان تتحرك من مكانها. وعلي يد الرئيس مبارك نفسه. وبظروف قهرية عنه.فبعد الذي حدث للامريكان في ابراجهم وكرامتهم جن جنونهم. وخشي اغلبية الحكام العرب رد فعلهم. وخاصة اولئك الذين خرج منهم اولئك الارهابيين.فكان ان انصاع مبارك لاوامر الامريكان. بالانفتاح علي الديمقراطية. ولكن الرجل كعهده قال وقال. حتي اقنع الامريكان بان الديمقراطية المتدرجة هي الانفع لشعوب المنطقة.بيد اننا نعلم انه لا شيء اسمه ديمقراطية متدرجة. إلا في مخيلة الديكتاتوريين الفشلة.بعدها فتح مبارك الباب للمصريين بعض الشيء. فكانت ان هبت بعض رياح الحرية. التي منعت عنهم ما يقارب الربع قرن من حكم مبارك.والمصري بطبعه ذكي. يستطيع ان يصنع من قماشه اي شيء. بل ويستطيع ان يصنع من شيء بسيط شيء كبير. فقط لو اتيحت له الفرصة.وكانت الفرصة واستغلها المصريين. حتي وصلنا الي الاعوام الثالث السابقة.والذي تبدلت فيهم المعادلة بعض الشيء.وهي ان جزء من سخط الناس علي احوالهم. بدلا من ان يتجه في الاتجاه الخطأ. اتجه الي الطريق السليم والصحيح له.تجاه النظام الذي افقرهم واذلهم وافرغ مضمون حياتهم من قيمته.وبدأت الاعتصامات والاضرابات. وكلها كانت بالفعل تصب في مطالب فئوية.ولكنها بظني موجهة بالدرجة الاولي الي النظام الحاكم.فهي تطالبه وتخرج عليه. ايا كانت شكل هذة المطالب فئوية ام اجتماعية.حتي جاء اضراب 6 ابريل. ليثبت بالفعل ان المصريين قد عرفوا اين طريقهم بالضبط.وهو طريق نحو فك القيود التي فرضها عليهم النظام كل تلك الفترة.وكان ان قلق النظام. فتعامل معهم بالبطش والقوة الغير مسبوقة.وظني انه في الطريق احداث اخري. وانها سوف تحمل نفس النهج الاخير للمصريين. وهو التنفيس عن كبتهم وعن الظلم الذي يتعرضون له. تجاه المسبب الاول له وهو النظام.ولكن ما اخشاه ان النظام اصابه السعار. وهذا يعني ان النظام علم بهذة الحقيقة جيدا. ويتعامل معها كما تعاملت كل الانظمة الغبية السابقة من قبل.فانت لا تستطيع ان تفهر شعب قال لك لا وكفي.شعب يقول اليوم. حان لي كي استعيد حريتي وكرامتي.ولكن مبارك ومن حوله لا يريدون ان يعترفوا بهذة الحقيقة.فتم وأد الحريات وكبت الاصوات. والتصنت علي الجماهير ومراقبة الفضائيات. وعشنا اجواء الدولة البوليسية التي يراقب بعضها البعض. والقادم اسوأ بظني.ولكن في كل هذا ما يقرب اكثر من هدف الناس. بعكس ما يتصور جهابذة وزبانية النظام.ومن يوغرون صدر النظام علي شعبه. اول من يعلمون ان هذا لن يجدي. ولكنها المحاولة الاخيرة. وحين يسقط ولابد ساقط بظني. ان لم يلجأ مبارك الي حل الاسباب الحقيقية. التي ادت الي هذا الفشل الذريع. اقول وحين يسقط سوف يكون هؤلاء. اول من يلعن هذا النظام.فلا يوجد نظام لا يقف علي شيء ومن الممكن له ان يعيش بعدها.فلا يوجد لدي النظام المصري ثمة نمط فكري معين. او ثراء لافراده. او بنية نظام قوية متماسكة لم يصبها الفساد. او سلطة تشريعة او تنفيذية او قضائية قوية. تمسك عليه رمقه الاخير.بيد ان نظامنا اصبح مجرد خواء. ولجأ في النهاية الي الملجأ الطبيعي لكل الانظمة المستبدة. التي تعيش مراحلها الاخيرة.واجابة علي السؤال الثاني في اول الخاطرة.نعم يمكن لنا ان نتجنب حدوث ما جري في المحلة مرة اخري.الحلول معروفة وقد قالها مفكرينا وعلمائنا.بقي ان يعمل بها النظام. ان اراد الخير لهذا البلد.وظني ان مبارك لن يعمل بها. وسوف يسير الي نهاية المطاف.فحتي لو صدق نفسه انه فعل وانجز.وعلي فرض صحة هذا.فإن ما يحدث الان يدل انه في حاجة الي انجاز اكبر مما سبق.وهذا لن يكون إلا بالاستماع الي العلماء والمفكرين واصحاب الرأي.وتداول حقيقي للسلطة وقضاء مستقل وانتخابات نزيهة والاهتمام بالعدالة الاجتماعية.وفرض ضرائب علي الفرخة التي تبيض ذهبا لاهلها. ليس بذبحها ولكن بما يعادل حياة كريمة عادلة لباقي المصريين. فهل استمع الرئيس اشك في ذلك