الجمعة، 6 فبراير 2009

هذة السماء وهذة الاهرامات وهذا النيل

هذة السماء وهذة الاهرامات وهذا النيل
ألا يقلق حاكم البلاد من الفارق الهائل الحادث اليوم
بين دولة العدو الصهيوني وبين مصر.دعك من هذا.
ألا توجد مخاوف لدي هذا النظام من خروج الامور
عن السيطرة.ألا يوجد تصور علمي في حال حدوث
هذا الامر.اعتقادي لو كانت هناك حلول علمية لهذا
التصور.لكان من الاولي وجود حلول عملية للمشاكل
التي تعاني منها القاهرة.ربما يعلم سدنة النظام ان
لدينا ملفات شائكة ولابد ان تأتي لحظة المواجهة
شئنا ام ابينا هذا.ولكن يكمن الاختلاف هنا
ان نواجه هذا الملفات بانفسنا وبمحض اختيارنا
ونحن مستعدون لها باسلوب علمي موضوعي.وبين
ان نفاجأ بهذا الملفات وهي تخرج في وقت لا يمكن
السيطرة عليها حينها.عندها سوف يختلط الحابل
بالنابل.اقول هذا لان احتمال تكرار ما حدث في
المحلة من فوضي قائم.لان اسباب حدوثه
لازالت قائمة.عندنا مثلا ملف الاخوان.وهو ملف
حله في منتهي السهولة لو استعملنا عقولنا وخلصت
النوايا.الاخوان كما قال الاستاذ عيسي لن يصلوا
لحكم مصر للاسباب التي ذكرها عيسي في مقاله.
فشعب مصر متدين بطبعه. ولكنه اليوم بامانة تدين
شكلي ليس اكثر.فهو يصلي ويصوم ولكنه يسرق
وينهب ويغش ويفسد.شعب كهذا قد يقبل ان يكون
للاخوان نصيب في العملية السياسية. ولكنه لا يقبل
ان يكون الاخوان هم العملية السياسية كلها.هذة
حقيقة اعتقد ان بعض سدنة النظام يدركونها.ولكن
المشكلة ليست في الاخوان بقدر ما هي في فكر
هذا النظام.الذي لا يريد ان يصلح حاله.وفي نفس
الوقت لا يريد للغير ان يحاول الاصلاح.ولولا
عدم يقيني لقلت ان هؤلاء الاشخاص متعمدون
ان تظل احوال مصر كما هي بهذا السوء.لم
نكن بحاجة الي الاصلاح بقدر حاجتنا اليوم الي
الاسراع في هذا الاصلاح.الحقيقة ان الديمقراطية
لم تعد من قبيل الرفاهية بالنسبة للمجتمع المصري
بل باتت واجب ضروري قبل ان تسرقنا الاحداث حين.
تأتي الفوضي المتوقعة. وملامحها تطل برأسها
علينا في كل مشهد وحدث ومجال لا يخرج لنا غير
مشاهد العنف.وسيغدو حينها الملعب مناسبا للمتطرفين.
علينا ان ندق ناقوس الخطر.البلاد ليست في صحة
جيدة ولا تدار بشكل صحيح وسليم.ولدينا ملفات ومشاكل
يتم ترحيلها الي اوقات لا يعلمها إلا الله.واخشي
ان ملف مثل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين قد
يفتح بجدية وصراحة في وقت لا نكون مستعدين
له.هذا الملف خطير وشديد القلق.وفي الآونة
الاخيرة زادت الحمم التي يخرجها البركان الخامد.
الذي لا نعرف متي واين قد يخرج.لدينا ملفات كثيرة
يتم تأجيلها مرة بعد اخري.ولا يتم حلها من جذورها.
الحلول العنيفة التي قد يجيدها النظام اليوم-وذلك
بوضع الامن في مواجهة اي مشكلة- قد يفلح هذا لبعض
الوقت.ولكنه لا يدوم الي الابد.والاهم انه لن يفرز غير
العنف المضاد.نحن نرهن مصر من اجل مصالح فرد
او عدة افراد.العنف الذي يستخدم ضد المواطنين
لن يخرج إلا عنفا اشد.اقول رغم كم الرعب والسيطرة
التي بثها الامن في نفوس الناس.لازالت مظاهر
التمرد والعصيان والمظاهرات والغضب نشاهد
احداثها يوما بعد يوم.يفهم من هذا ان البركان ليس
كامنا بالمطلق كما يتخيل البعض.بامانة اننا نعطي
هذا البلد للمتطرفين ولو بعد حين.لن يكون للعقل
مكانا وقت تحين ساعة الجد.لاننا اغفلنا العقل وقت
ان كان لدينا متسع من الوقت يسمح بمساحة له.
الحقيقة انني اثني علي ما يقدمه البعض من حلول
جزئية.ولكن المشكلة لا تحل بهذة الطريقة.فمشكلة
المرور لا تنفصل عن مشكلة الاجور.والاخيرة لا
تنفصل عن مشكلة التعليم.وهذة لا تنفصل عن مشكلة
التعصب.كل هذا اشبه بشبكة مترابطة. حلها ليس
في هذا السلك او ذاك.حلها في الاساس في النظام
الذي يدير هذا كله.الخلل ربما تظهر اعراضه
في مشكلة مرور او قلة اجور او تعصب مزمن.
او فساد او خراب ذمم.هذة اعراض لمرض يوجد
حقيقة في اهم نقطة في النظام.والتي تدير كل البلاد.
لن تحل مشكلة المرور ولو بعض الف سنة.مستحيل.
وان نجحت وهذا امر اعتقده سيكون معجرة.سيأتي
ملف آخر يخلط الاوراق. ليعيد الامور الي وضعها
الاول.وسيصبح ملف المرور رغم حله معرضا
لكم فيروسات من بقية الملفات.او من النظام الام.
يا سادة ليس لدينا رفاهية الصمت او ان ندع الامور
تجري في مسارها كما هي.المشكلة ان الداخل
والخارج ووضعك في المنطقة يضغط عليك.ولو
نظرت لرأيت ان النظام يستجيب لهذة الضغوط
ولكن في الطريق المعاكس الذي يزيد الامور سوءا.
امكانية التغيير بايدينا وبعقول ابناء هذا البلد وعلي
اساس مصالحنا متوفرة اليوم.ربما غدا لن تكون
كذلك.سوف اخذها من فم الرئيس لاقول مصر اولا
حقيقة.وليس نفسي واهلي ومن بعدي بلدي.فليطبق
الرئيس هذة المقولة علي الداخل وليجعل مصر اولا
في خاطره.مصر اولا تعني ان يصحح الاوضاع.نحن
رغم كل هذة السنين لم نؤمن ان الدولة هي الجامعة
لاختلافنا.هي الجامعة للاخواني وللمسلم وللمسيحي
وللعلماني وللاسلامي.ما يستطيع ان يحوي كل
هؤلاء هو الدولة.وحين لا نتعامل علي هذا الاساس.
فنحن نقوض اركان دولتنا مع الوقت.يا سادة اقول
دعونا نتحالف كأننا غرباء وهذا اضعف الايمان.
نتعاون ونتحالف ولا يعني هذا ألا نختلف.علي
العكس الاختلاف مطلوب لاثراء الحياة.ولكن
دعونا نتحالف علي ان نبني دولة اسمها مصر. فيها
الاخواني والعلماني والضابط والطبيب والمدرس
الخ.نبني دولة علي اسس تحفظ لنا كياننا.الموضوع
لم يعد مسألة مكانة كانت. وهذا يقول انها ضاعت
وآخر يقول انها موجودة.الامر اكبر من ذلك.
المسألة تخص هذة السماء وهذة الارض وهذا البحر
وهذا النيل وتلك الصحراء وهذة القناة وهذة الاهرامات.
انها وجودنا الذي نسلمه للعنف واللاعقل دون ان نشعر.


ليست هناك تعليقات: