الجمعة، 17 أبريل 2009

متوفي وعاجز عن العمل

متوفي وعاجز عن العمل
يذكرني حال النظام المصري بتلك المقولة الشهيرة التي كان يرددها الفنان سعيد صالح لتبرير موقفه امام والده الفنان حسن مصطفي.من انه-والده-متوفي وعاجز عن العمل.ودائما ما يتساءل النظام المصري. لماذا هو متوفي وايضا عاجز عن العمل.في حين ان تركيا او اسرائيل او ايران لهم قوة وحضور. بعيدا عن التقييم الاخلاقي لهذة القوي الاقليمية المختلفة.اعتقد انه لابد وان يعترف النظام المصري.ان هذا الحضور والتألق لهذة القوي لم يأتي من فراغ.فلو نظر الي هذة الانظمة جميعها لوجد بينهم رابط مشترك.وهو نسبة من الحرية والديمقراطية تختلف من نظام لآخر.رغم ما بينهما من اختلافات جوهرية.ربما هذا يدلل للنظام المصري علي ان النظم الدينية ليست شرا محضا كما يدعي.ذلك ان اخذت بحظ وافر من الحرية والديمقراطية.التي يخشي عليها النظام من بعض الاسلاميين.فلولا نسبة الحرية وتداول السلطة في ايران. صاحبة النظام الديني المتشدد.لولا هذا الحظ من الديمقراطية وتداول السلطة ما كان لها هذا التأثير والنفوذ. الذي بات يسبب القلق لدولة مثل اسرائيل. بل ودولة كبري مثل امريكا.وكذلك الحال بالنسبة لاسرائيل. علي الرغم من ان بها نظام عنصري بغيض غير اخلاقي.بها نسبة كبيرة من الحرية وتداول السلطة. تعطي لاسرائيل هذة القوة وهذة السطوة. علي بحر عربي كبير يحيط بها.والامر نفسه ينطبق علي تركيا.حجة النظام المصري في عدم الاخذ بالديمقراطية. وتعلله بوصول الاخوان الي الحكم. يدحضها ما عليه النظام الايراني الديني.سيقال هذة طالبان وكيف حكمت.وهذة حماس وكيف حكمت.لن اقول ان هناك اختلاف بين تلك التجارب.وان لكل تجربة ظروفها.بما يعني ان الخطأ ليس في الاخذ بالديمقراطية.ولكن في التجربة ذاتها وظروفها.الحقيقة ان ايران دخلت تجربتها وهي علي وعي تام. بان الحرية والعلم والاخذ باسباب التقدم. هو السبيل الوحيد لصنع قوة اقليمية تحافظ علي مصالح الايرانيين.اما طالبان فلم يكن لديها الوعي بهذا الشأن.وكانت منشغلة في امور اخري بعيدة.وكذلك الامر بالنسبة لحماس.هي الاخري لم يكن لديها الوعي. لكي تستفيد من المتغيرات التي حدثت في هذا العصر.ايران مهما اختلفنا معها هي تجربة دينية.وفوق ذلك هي علي قدر من النجاح.مما مكن لها.ووضع لها موطيء قدم في منطقتها.هو الوعي اذا.الذي يفرق بين تلك التجارب الدينية في الحكم.واعتقد ان المصير نفسه يدل علي ذلك.فاين طالبان اليوم.واين حماس من الحكم اليوم.واين هو نفوذ ايران في محيطها اليوم.والترجمة الحقيقية لهذا الوعي.هو الحظ الوافر من الديمقراطية وتداول السلطة الذي اخذت به ايران.اننا نلقي احيانا باللوم علي ايران.ومرة علي تركيا ثم اخري علي قطر.لانهم يريدون التعدي علي الدور المصري في المنطقة.ثم اننا نشتكي من نفوذ اسرائيل في جنوب السودان وفي افريقيا وفي العراق الخ.ما الذي صنع هذا النفوذ لهذة الدول.اهو اتي من فراغ.مرة نقول ان الموساد يتوغل في محيطنا.وانه من صنع بعض حركات التمرد في جنوب السودان .هذا وغيره قد يكون صحيحا.ولكنه لا يعيب الموساد.وايضا لا يعيب مخابراتنا.لان مقدار فعل اي مخابرات في العالم. انما هو انعكاس لقوة الدول التي تمثلها هذة الاجهزة.بمعني ان المخابرات المصرية لو كانت اذكي مخابرات العالم واقواها.لكن هذا كله لن يجعلها تحرك اشياء ثقيلة علي الارض.بما يعني انه يمكن ان تحسن في اعمال اطلق عليها جزئية.ولكنها ستفشل لو ارادت ان تحقق اشياء كبيرة. يمكن ان تحدث تغييرا فارقا علي الارض.ليس لعيب فيها بقدر ان الخطأ في النظام الذي تمثله.الموساد والمخابرات الامريكية يمثلان دول وانظمة قوية.تستطيع ان تصنع غطاء.في حال حققت هذة الاجهزة متغيرات ثقيلة علي الارض.مثل ما حدث في جنوب السودان او في دارفور.او في تلك الدول التي نسمع ان المخابرات الامريكية ساعدت علي قلب انظمتها.ما اود قوله. انه حتي تلك المؤسسات التي نعتقد اننا سنستند عليها قليلا. هي مؤسسات مكبلة بمثل هذا النظام.اذا لماذا يحلم النظام المصري بالدور المفقود.وهو عاجز في الخارج. ومتحجر في الداخل. ومكبل مؤسساته التي يمكن ان تساعده علي لعب مثل هذا الدور الذي يرغب به.انني هنا لست ضد اشخاص بعينهم.واحيانا عندما اذكر اسم الرئيس مبارك او الوزير سليمان او الوزير العادلي.لست اعني هنا الاشخاص المواطنون.ولكني اعني السياسات الحاكمة.مسألة ان اهاجم الرئيس او الوزير.هذة مرحلة اعتقد اننا يجب ان نتخطاها.الي مرحلة نقد السياسات التي ينفذها هؤلاء الاشخاص.لذلك اعتقد ان الامل الحقيقي لمصر كدولة ونظام.لاستعادة الدور التقليدي الذي تلعبه في محيطها.والذي يحافظ علي مصالحها.والذي يحقق لها قدرا من الرضا. في حال حدوث بعض الازمات.مثل ازمة دارفور وغزة ولبنان وغيرها.هو ان يحدث تداول حقيقي للسلطة في مصر.اليوم يقولون حدث اختراق من قبل حزب الله لبلدنا.وقيل ان اسرائيل وامريكا امدت اجهزة الامن المصري ببعض المعلومات عن هذا التنظيم.ألا يعني هذا شيئا.اننا ان كنا مخترقون من قبل حزب الله مرة.فنحن مخترقون من قبل اسرائيل وامريكا عشرات المرات.كيف يعلم الصهاينة بامر العمليات التي ستقوم في سيناء.واحيانا يتحدثون عن عمليات ستحدث في القاهرة.ومما زاد الطين بلة.اننا دائما ما نكرر الاخطاء بدون ان نتعلم منها.ماذا سيفيد ان سب الاعلام المصري حزب الله.في حين ان السيد نصر الله اختصر واعترف بما حدث. ثم القي بالكرة في ملعب المصريين.لكننا كالعادة مع هذا النظام.لم يعد لدينا القدرة علي الحركة او التفكير.السيد نصر الله احسن معالجة الامر.وان اختلفنا علي ما يسمي بتنظيمه في مصر.وكان يمكن لمصر ان تتلقي الكرة باحتراف.وفي نفس الوقت نرسل ما نريد الي السيد نصر الله.بمعني كنا نستطيع ان نظهر امام العالم العربي والاسلامي اننا متسامحين مع المقاومة. بالقدر الذي يحفظ لنا سيادتنا.وفي نفس الوقت نرسل بما نشاء لحزب الله.وحبذا لو كانت هذة بداية حقيقية لتعاون وليس تناحر بيننا وبينه.علي اساس من الاحترام والثقة المتبادلة.خاصة ان صورتنا اصبحت سيئة بعد احداث غزة.ولو تعلمنا شيئا.اننا سنحتاج الي هذة الصورة الحسنة. لو اردنا ان يكون لنا دور في المنطقة.امريكا تدفع المليارات الي بعض الدول والمؤسسات لتحسين صورتها في العالم.ليس من اجل عيون هذا العالم.ولكن من اجل ألا تضار مصالحها.ونحن نشوه صورتنا بطريقة غير مسئولة.اعتقد واتمني ان يسمع الرئيس مبارك لصوت العقل.اتمني حتي لو اراد ان يحكمنا طيلة العمر.ولكن مصر-اتدري ما هي مصر سيدي الرئيس-بحاجة الي تداول حقيقي للسلطة.بحاجة الي تحريك الماء الراكد.سيدي ان كنا نحمد الله علي ان النيران لم تمس بلدنا حتي الان.اعتقد اننا لم نفعل شيئا لدرء خطرها.وكل ما نفعله اننا ننتظر في مكاننا. ونعتقد انها لن تصل الينا.سيدي الرئيس احكم ما تشاء.انظر الي نفسك ومن حولك قدر ما تشاء.ولكن انظر الي هذا البلد ولو قليلا.مصر في حاجة الي ديمقراطية وتداول حقيقي للسلطة.

ليست هناك تعليقات: