الأربعاء، 27 مايو 2009

من المصري الي الامريكي اوباما

من المصري الي الامريكي اوباما
اوباما الرئيس الامريكي صاحب شعار التغيير يزور مصر. فماذا تريد ايها المصري البسيط من السيد اوباما.انشغل كتابنا هذة الايام ببث الرسائل الي الرئيس الامريكي.مثلا احدهم ينصحه بان لا يغفل في خطابه القضية الفلسطينية.وآخر يشرح له كيفية ان مصالحه ومصالحنا واحدة في معادة المدي الشيعي الايراني.ولذلك بدلا من مد حبال الود الي ايران.الاولي به مد هذة الحبال الي الصديق المصري السني. حائط الصد الاول ضد المد الايراني الشيعي في المنطقة.دعك من ان اوباما ليس بابا نويل. ولا هو فاعل خير اتي ليصلح الاحوال في بلادنا.ولكن تبقي المصالح بيننا وبينهم هي سيدة الموقف.واعتقد وربما يخالفني البعض في ذلك.هو ان اجندة النظام المصري حيال الرئيس الامريكي.تختلف تماما عن اجندة اغلبية الشعب المصري.دعنا نتحدث من منطلق واقعي.اوباما اولا واخيرا يبحث عن مصالح امريكا.ومن ضمن هذة المصالح تحسين صورة امريكا في العالم الاسلامي.حتي لا تتهدد مصالحها في المنطقة. او يتهدد امنها ذاته من قبل الارهابيين.ولعل هذة النقطة هي ما تهمنا.ولذلك يجب ان يكون كل همنا الضغط علي هذة النقطة بالذات.بجانب نقاط كثيرة بالطبع.ولكني احسب ان معظمها لا تخص الشعب المصري.لان اغلبها كما اعتقد يخص النظام المصري.من هنا يجب ان يضع الكتاب المصلحين امام اوباما موازنة بين مصالح امريكا في المنطقة.ودعم ادارته للانظمة المستبدة في العالم العربي.وهذا هو بين القصيد كما اعتقد.وهذة يجب ان تكون الرسالة الاولي التي علينا ان نرسلها للسيد اوباما.او هي الرسالة الاهم التي يجب ان تصل للرئيس الامريكي.وهي ان دعمه للانظمة المستبدة الديكتاتورية لم ولن يجلب الامن لامريكا.ولم ولن يجلب الامن لحليفتها في المنطقة.بل لقد ازداد العنف والارهاب بطريقة لا تخطر علي بال.وطالت يد الارهاب كل شبر علي هذة الارض.وان جل الارهابيين قد خرجوا من تلك الدول المستبدة التي تدعمها امريكا.اذا العقل يقول انه علي الولايات المتحدة ان تبحث عن مواطن الخلل.اين هي.ما اعتقده ان الارهاب انطلق كالمارد.ولن يوقفه كثيرا وسائل الامن او التعذيب او غيرها.لسبب بسيط ربما لا تدركه المخابرات الامريكية وغيرها.وهو ان هؤلاء الارهابيين ينطلقون من عقيدة دينية قوية هي اثمن واغلي عندهم من حياتهم ذاتها.وهؤلاء اما ان تقضوا عليهم جميعا. او ان تحاولوا تغيير هذة العقيدة لديهم.ولو فرضنا جدلا انكم استطعتم ان تقضوا عليهم جميعا. لماذا لا تعتقدوا ان غيرهم يمكن ان يؤمنوا بنفس عقيدتهم.لسبب جوهري وهو ان الظروف التي اخرجت هؤلاء. هي نفسها التي سوف تخرج اضعاف مثلهم علي شاكلتهم.اذا علي المخابرات الامريكية ان تقتل كل من تشك في مجرد ايمانه بهذا المعتقدات والافكار.حتي في هذة الحالة لن يجدي الامر نفعا.لان وسائل التعذيب والقهر سوف تجلب المزيد من التعاطف والانصار. حتي لدي اولئك الذين لا يعتقدوا بفكر الارهابيين.معضلة حلها ليس عسيرا وليس سهلا.ولكنه يحتاج الي الارادة والعزيمة عند وجود الحل.ربما يكون الحل غير متفق مع معتقدات وافكار الامريكيين.ولكنه باعتقادي هو الحل الامثل لجلب مزيد من الامن لامريكا.بداية مشكلتنا ليست مع الشعب الامريكي.ربما هناك مشاعر سلبية قد تكونت ضد هذا الشعب.ولكنها في الحقيقة نتاج السياسة الامريكية. وليست جراء افعال الشعب الامريكي.لانه يوجد كثيرا من الناس معجبون بهذا الشعب.وانا من ضمن هؤلاء الناس.وان كنت آخذ عليهم بعض العادات والتقاليد والقيم التي لا تتفق مع ديني ومعتقداتي.ولكن هذا لا يعني انني لست من اشد المعجبين بالشعب الامريكي.وهذا السحر الذي يجعل من جنسيات وعقائد وامزجة وعقليات وافكار مختلفة تنتج هذة الحضارة العظيمة.لذلك اعتقد ان مشكلتنا تحديدا مع السياسة الامريكية.وتنحصر هذة المشكلة في عدة قضايا. اهمها علي الاطلاق قضية فلسطين وقضية دعم امريكا للانظمة المستبدة في المنطقة.اما قضية فلسطين فهي تحتاج الي سعة صدر وبعض الحياد من جانب امريكا.ولتبقي علاقة امريكا باسرائيل كما هي فهذا شأنهم.لان هذا لا يعنينا كثيرا.ولكن يجب علي امريكا ان تري هذة القضية.مرة بعين الحياد. ومرة بعين اسرائيل لا بأس في ذلك.اما ان تري القضية برمتها بعين اسرائيل وفقط.فلن يوجد لها حل ولو بعض الف سنة.اما قضية دعم امريكا للانظمة المستبدة. فهي قضية معقدة.لان لامريكا مصالح كثيرة في المنطقة.وهذة المصالح تعتقد امريكا ان افضل ما يمكن ان يقضيها لهم.هم الحكام المستبدون.ولكني اعتقد لو ان الامريكان فكروا قليلا في هذا المارد الساحق المسمي بالارهاب.وفي ان الديمقراطية اصبحت كالماء والهواء لجل شعوب العالم.وان الامور لم تعد كالسابق.فالتكنولوجيا والحضارة التي نقلها الغرب الينا.اثمرت خيرا ونفعا لدي دول كثيرة.وبات الوقوف ضد هذة الثمرة او هذا التطور.يمثل ازمة عنيفة لدول كبري مثل امريكا.لانه ببساطة وقوف امريكا ضد هذا التطور.كان من ضمن نتاجه ما يعانيه العالم هذة الايام من ارهاب.نعم الارهاب محصلة فكر هدام.ولكنه ايضا محصلة افكار ومعتقدات لا تنبت إلا في ظل وجود فقر وظلم واستبداد. يخلق هذا الفكر الديني المتطرف.هذة اذا المعادلة الواضحة. فقر بجانب ظلم واستبداد في مجتمع يتمسك بدينه. ينتج فكر ديني سطحي متطرف مشوش.او ما نطلق عليه اسم الارهاب.وما لم يعتقد اوباما بهذا.فسوف ندور في حلقة مفرغة.وسوف يأخذ خطابه الشو الاعلامي المطلوب.ثم ينتهي كغيره من الخطابات الاخري.ولن تصل الرسالة. ولن يحدث تغيير اعتقد ان الرئيس الامريكي يريده بشدة.اؤمن بان اوباما يريد التغيير.بجانب المحافظة علي مصالح امريكا بالطبع.ولكن في هذة المنطقة يبقي للتغيير ثمنه.واكبر ثمن له. هو ان تتخلي امريكا عن الوصاية علي شعوب المنطقة.وان تعاملهم علي اساس او علي قدر من الاحترام المتبادل.وهذا يستدعي ان تترك لهم حق اختيار حياتهم وحكامهم.والمساعدة الوحيدة التي يمكن ان تقدمها لهم.ان تنفض يدها عن دعم من يخلقون هذة الاوضاع والظروف. التي تخلق مناخا صالحا للفقر والظلم والجهل والارهاب.بجانب ايضا عدم التخلي عن مصالحها.واعتقد ان العلم بجانب انعاش الظروف الاقتصادية لاهل المنطقة. بما يجلبه هذا من تحسن احوال الناس وزيادة وعيهم.تبقي هذة هي الحرب الحقيقية ضد الارهابيين.وهذا لن يتحقق إلا بتداول حقيقي للسلطة. ومشاركة الناس في اختيار حكام بلادهم.لان هذا من شأنه ان يشعرهم باهميتهم وعظم دورهم في بناء دولتهم.واعتقد يقينا جازما ان من يبني بلده مخلصا لا يمكن له ان يهدم بلاد الاخرين.في النهاية نحن نرحب باوباما.ليس كرئيس امريكي عادي بنفس السياسة السابقة.ولكن بكونه داعي للتغيير الي الافضل لشعبه وللاخرين.ونأمل ان يكون اوباما صادقا فيما يدعيه.ونحن نسبق ظننا فيه ونبدأ بالاسبقية.ونعتقد فيه التغيير الي الافضل.وعليه ان يثبت حسن ظننا به.وان يوقن ان الشعب المصري شعبا كريما مضيافا.ولكنه ليس ساذجا.ويستطيع ان يفرز الغث من الثمين.وهذة فرصة كبيرة لكي يكسب عقل وقلب هذا الشعب.واعتقادي ان هذا سوف يفرق كثيرا جدا في امن بلاده وبلادنا.مرحبا باوباما في مصر.

ليست هناك تعليقات: