الأحد، 17 مايو 2009

حتي القردة تفوقت علينا

حتي القردة تفوقت علينا
في دراسة امريكية كشفت عن تعلم القرود من اخطائها بعدما وعدها الباحثون بالمزيد من المكافآت ان هي تعلمت من الاخطاء التي ترتكبها.وكانت النتيجة مذهلة اذ ان القرود تخطت الاخطاء التي كانت ترتكبها كلما اظهر لها العلماء المكافآت التي ضاعت عليها نتيجة ما تكرره من فشل.امام هذة الحقيقة العلمية لا املك إلا ان اقول يا سبحان الله.القرود تتعلم من اخطائها ونحن المصريون نأبي ان نتعلم من فشلنا.وهكذا ننظر الي حياتنا من منظور ضيق شديد الضيق.وبدلا من ان نفتح عيوننا علي الحياة. ونستقبلها بما لدينا من ملكات واسباب.نغلق علي انفسنا ونتسبب في المزيد من المشكلات. لا ان نبحث عن حلول لما يعترضنا من عقبات.من البديهي ان للحياة مشاكل وعقبات.وانه لا تخلو دولة من الدول من وجود مشكلات.ولكن الاختلاف الجوهري بين دولة واخري.هو ان دولة تعتقد ان لمشاكلها حلول. وبالتالي تبحث عن حلول جذرية لهذة المشاكل.واخري تعتقد ان مشاكلها لا حلول لها.وبالتالي تبحث عن مسكنات حتي حين.اذا لكل مشكلة حل.فلماذا لا توجد لمشاكلنا حلول.ذلك لاننا لا نتعلم مثل القرود من اخطائنا.نقول ان مشكلة التعليم في المجانية.وهذة هي المدارس الاجنبية انتشرت في طول البلاد وعرضها.وتكلف من يتعلم فيها اموال طائلة.ولكنها لا تخرج مبتكرين او مبدعين او مجددين.واقصي ما يمكن ان تقدمه ان تخرج اناس يجيدون وفقط.وهذا وحده لا يصنع نهضة.انما الابداع والابتكار والتفرد هو ما يصنع للامم حضارتها.الحقيقة اننا لم نستوعب بعد كوننا نعيش في دولة.وليس في جزر منعزلة.لم نعرف بعد ما معني مجتمع ودولة.لم نستوعب بعد ان مفهوم الدولة قد تغير بتعاقب الزمن.الدولة في حياتنا الماضية كانت قائمة علي الاشخاص وحقيقة عقيدتهم.ولم تقوم الدولة علي اسس واطر حاكمة.بمعني ما الذي جعل دولة مثل ايران وهي دولة دينية متشددة تسبق غيرها من دول المنطقة.رغم ان بعض الدول العربية تدعي العلمانية مثل تونس.ولم تقدم نموذجا يحتذي به لسكان المنطقة.المجتمع في ايران وصل اليه ان مفهوم الدولة قد تغير.وانه يجب ان يكون للدولة اسس واطر حاكمة.ومن بعد هذة الاطر يمكن ان يحدث التفاعل الداخلي للمجتمع.قد تكون هذة الاطر دينية خالصة.وقد تكون علمانية.وقد تكون ذات صبغة عقلية تجمع بين الدين والدنيا.بيد انه من المهم ان تبعد الاشخاص وما يعتقدون علي ان يكونوا جزءا من هذة الاطر.بمعني انني عندما اقول ان الشريعة الاسلامية هي الافضل للحكم.ذلك ليس لانني مسلم وحسب.ولكن لانها بالفعل لو قارنتها مقارنة علمية بين عدة نظم وشرائع حاكمة اخري سأجدها كذلك.وعندما يقول شخص ان العلمانية هي الافضل.ليس لان هواه مع العلمانية وحسب.ولكن لانها بالمقارنة العلمية مع غيرها ستكون كذلك.وهذا ما عملت عليه ايران المتشددة.انها قارنت ووصلت الي ان الشريعة الاسلامية بهذة الطريقة ستكون الافضل لحكم الناس.فصاغتها كما تعتقد في اطر واسس حاكمة للمجتمع.وليس للافراد دخل في بناء الدولة هنا.قد يكون للاشخاص فضل علي وجود هذا الشكل من الحكم.ولكن ليس لهم دخل بهذة الاطر والاسس الحاكم للمجتمع.بمعني ان الدولة لا تصبح نجاد او مبارك او القذافي.الدولة دينية نعم.ولكن لها اطر واسس حاكمة.قد نختلف معهم عليها.ولكن لا يستطيع احد ان يقول ان ايران هي نجاد.تستطيع ان تقول ان ايران متشددة.ولكنها صاغت هذا التشدد في نطاق اطر ونظم نختلف معها.ولكن هذة الاطر او ما اسميه نطاق الحزام حول الدولة. ليس متوقفا علي فرد او اشخاص.ولكن انظر الي جماعة الاخوان علي سبيل المثال.تجدهم حتي اللحظة.غير مدركين لمفهوم الدولة الحديثة تمام الادراك.حتي يخيل اليكم انهم كالعصافير التي لا تنتمي لدولة. يمكنهم ان يضعوا فيها تصورهم الذي قد يقبله المجتمع او يرفضه.لابد لكل صاحب مشروع ان يجد اسس لمشروعه.وفي حال من يريد تغيير مجتمع ودولة ما.يجب ان يدرك انه عليه ان يبدأ من هنا.من مجتمعه ويضع رؤيته فيه.ولكم يحيرني جماعة الاخوان.فهم في مجتمع وشعب يميل الي فكرهم.ويستطيعون ان يغيروا فيه بقوة ويبدلوا كثيرا.ليس في مصر وحدها ولكن فيما حولهم من دول.ولكن اولا يجب ان يجدوا الاسس الخاصة برؤيتهم.ولا يكونوا كالعصافير التي تسقط علي كل شجرة.فلا هي تستطيع ان تبني بيتا لها.ولا تستطيع ان تحقق ما تأمل وتريد.الاتفاق علي يكون للمجتمع اطر واسس حاكمة.ولا تكون هذة الاطر متوقفة علي فرد.ويؤمن بها ويرتضيها هذا المجتمع.هذة بدايات الدول الحديثة.وهذا ما لم نتعلمه حتي الان.هذا هو الحل الاول للامم المحترمة.وهو وجود الاسس والاطر الحاكمة لمجتمعاتها.وما عدا ذلك من مشكلات يكون داخل هذة الاطر.واعني بالمشكلات كلها دينية علمانية مجتمعية صحية تعليمية الخ.ولكن بدون وجود الحل الاول.لن نجد لما بعده من مشاكل حلول جذرية ناجحة.وهل لدينا في مصر الحل الاول.في ايران قد تجده بشكل ما.في تركيا في اسرائيل في الدول الغربية.اما في مصر فلا اعتقد بوجوده.لا نريد ان يحكمنا فلان.ولكن نريد ان يحكمنا دستور.او اطر واسس نافذة علي الجميع.يستوعبها المجتمع ويؤمن بها.الاشخاص البسطاء قد ينظرون للمشاكل من منظور محدود.ولكن من يقيمون الامم يجب ان تكون نظرتهم اشمل واعم.يا سادة فلنتعلم من القرود.من اخطائنا.اقل الاشياء التي يجب ان نتعلمها. ان حكم الفرد يضيع علي الشعوب فرصة ايجاد حلول جذرية لمشاكلها.لانه يبعد نهائيا الحل الاول لمشاكل المجتمع.وهو الاطر والاسس الحاكمة النافذة علي جميع من في المجتمع.

ليست هناك تعليقات: