الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

بين جدارين لا يعيش إلا الفئران

بين جدارين لا يعيش إلا الفئران
في سياق تبرير بناء جدار العار الذي تقيمه مصر علي حدودها مع قطاع غزة.خرج علينا
وزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية باقوال غاية في العجب والبلاهة.
اتفهم ان تقول مصر انها تشيد جدار العار(جدار مبارك) بناء علي اوامر صهيوينة امريكية.
وانها لا تملك ان ترفض طلبا للصهاينة والامريكان.واتفهم جيدا ما يقوله الوزير عن السيادة
المصرية والامن القومي.ولكني لا افهم قول الوزير وبعض المسئولين.ان هذا الاجراء غير موجه
ضد اهالي غزة.وانه ليس عملا عدائيا ضدهم.او علي وجه الدقة هو بمثابة اعلان حرب علي القطاع.
ربما اشد قسوة من الحرب الاسرائيلية التي شنت علي غزة من قبل.هذا هو التوصيف الامين
لهذا الجدار التي تقيمه مصر علي حدودها مع القطاع.ومن الافضل ان نذكر الحقائق كما هي.ولكن القول
بانه ممنوع المزايدة علي مصر.وان مصر مهتمة بالقضية الفلسطينية.واننا لن نسمح بتجويع
اهالي غزة.الحقيقة ان لا احد يزايد علي دور مصر. اللهم إلا جدار العار نفسه.الذي يبرهن
بالدليل الدامغ. ان دور مصر بات ينحصر في تشديد الحصار علي اهالي غزة.وانني
استطيع ان اقول القصائد حول دور مصر العظيم من اجل القضية الفلسطينية.وربما يصدقني
البعض وربما البعض لن يصدق.ولكن حالما يصل نبأ جدار العار الي الجميع.فهو بمثابة قول الفصل حول
حقيقة دور مصر في القضية الفلسطينية.من حق مصر ان تحمي حدودها.
نضرب تعظيم سلام لهذة الحقيقة.ومن حقنا ان نمنع دخول السلاح او الغذاء عن طريق الانفاق الي
القطاع.ولكن لنقف علي الحقائق والثوابت جميعها.فكما ذكرنا حق مصر.فيجب ان نذكر
حقائق وثوابت واقعية اخري.ان بناء هذا الجدار(جدار مبارك) سيمنع الماء والهواء والدواء
ومتطلبات الحياة الضرورية عن سكان غزة.اعلم ان المتسبب في هذا الحصار هم الصهاينة.ولكننا
امام واقع يقول ببساطة. ان اسرائيل تحاصر القطاع من جانب.ومصر بصدد بناء جدار سوف
يجعل من شريان الحياة الوحيد امره معدوما.اذا لا يجب ان نقول ان الجدار ليس موجه
ضد سكان غزة.ولا يجب ان نعيد القول ونزيد ان الاحتلال هو المتسبب في هذا الحصار.هذة
حقائق وبديهيات.ولكن الحقيقة المرة الاخري والثابتة. ان بناء جدار العار سيجعل من حياة سكان
القطاع جحيما لا يطاق.فلا داعي بعدها ان نتحدث عن دورنا وفعلنا من اجل
القضية الفلسطينية.لن يصدقنا احد حينها يا سادتنا.من حق مصر ان تغلق حدودها.وان
تلتزم باي اتفاقيات مع الصهاينة.بل من حقها ان تبني جدار العار هذا.نعم حقها
لا شك في ذلك.ولكن من الناحية الاخلاقية لا يجب ان نتحدث.ولا من الناحية السياسية
يجب ان نتحدث.ولا من ناحية دورنا في دعم القضية الفلسطينية.لان احدا حينها سوف يصدقنا.
ثم لننتبه اننا بهذا نكسب ود الصهاينة والامريكان هذا صحيح.ولكننا ايضا نجذب
الي ديارنا كل كاره ومتطرف للعبث بامننا القومي.اتفهم ان يقول بعضهم اننا لهم بالمرصاد.
وان رجال الامن عندنا يقومون بدورهم.ولكن الوقاية خير من العلاج.لماذا نكسب ود اسرائيل
ونحقق لاسرائيل امنها.ونعرض امننا نحن للخطر.هذا الجدار سوف يكره طوب الارض فينا.
ويصورنا علي اننا مثلنا مثل الصهاينة.نحاصر ونجوع سكان غزة.اعلم ان وزير خارجيتنا
سوف يخرج ويتحدث عن المزايدين الموتورين.وان ابراهيم نافع وسرايا ومحمد علي.
سوف يتحدثون عن دور مصر من اجل القضية الفلسطينية.ربما يصدق بعضنا مثل هذا اللغو.
ولكن احدا في انحاء العالم الاسلامي لن يصدق هذا العبث.الشعوب لن تصدق الهرتلة
التي يقولها وزير الخارجية وبعض الكتبة عندنا.سوف يصدقون اعينهم. وجدار العار القائم امامهم
لحصار سكان غزة.جدار العار حينها سوف يكون اصدق انباء من هرتلة بعض الكتبة او بعض المسئولين
المصريين.يا سادة لقد وصل الامر ونفذ ويجب السمع والطاعة.لا عودة عن بناء جدار مبارك.
هذا ما يجب ان نوقن منه.انه لن يستمع الرئيس ومن حوله لشعب او معارضين لبناء الجدار.
وان جدار العار سوف يكتمل شاء من شاء وابي من ابي.لانني اعتقد
ان امورا لا نعلمها جعلت الرئيس ومن حوله يقدمون علي هذا العمل.الذي اعتقد
انه قرارا يبتعد عن الحكمة التي سمعنا بها لدي الرئيس مبارك.واعتقد علي الجانب الآخر
انه لم يبقي لحماس ولا لشعب غزة في ديارنا اي مقام.فلماذا تدخل مصر كوسيط بين الفلسطينيين وبينهم وبين الاسرائيليين.
ولماذا يسمح بتدخل دولة تعلن حربا علي سكان قطاع معزول عن العالم.ولماذ يستمر
التعاون بين حماس وبين المسئولين المصريين.لقد قطعت مصر بهذا الجدار كل الحبال الهشة التي تربطها

بسكان القطاع.هذا ما يجب ان نسمعه لانفسنا وللاخرين.هو قول مر ولكنها الحقيقة المؤسفة.

ان كانت مصر اتخذت هذا القرار لفرض امر واقع علي حماس والقطاع.فهذة ليست سياسة ولكنها حماقة.
والمقابل سيكون فضيحة للمصريين لو شاءت حماس ان تلعبها ورقة بورقة.
وسوف نخسر اكثر مما سنكسب.لماذا لماذا يا ريس تحرص علي رضاء الصهاينة والامريكان.
في حين لا تهتم بغضب ملايين المسلمين في انحاء العالم الاسلامي والعربي.

ليست هناك تعليقات: