الاثنين، 28 ديسمبر 2009

من اعمال الحماقة وليس السيادة(جدار العار)

من اعمال الحماقة وليس السيادة(جدار العار)
كعادة من يوقن انه اقدم علي عمل اخرق دون ان يسأل اصحاب العقل والخبرة.
يتراجع النظام المصري خطوة ويتقدم اخري حيال جدار العار الذي يقيمه علي حدود غزة.
مرة يقول ان من حق مصر ان تبني ما تشاء علي ارضها وداخل حدودها.وكأن مصر هذة هي مجرد منزل
مهجور في بقعة نائية من العالم.وليست دولة عريقة الجذور لها مصالح وعلاقات ممتدة متشابكة.
واخري يقولون ان هذا العمل ليس جدار من فولاذ كما يدعي البعض. وانه مجرد اجراءات انشائية.
لكي نقيم صحة بناء جدار العار هذا من عدمه.يجب ان ننظر في كل اتجاه نظرة ثاقبة صحيحة.
اولا من هم سكان غزة. وما رابطهم بالمصريين.وما هي قضيتهم.وما مدي علاقتنا بهذة
القضية.وما مصلحتنا من هذة القضية.ثم ما هي الاسباب التي ادت بنا لنصل الي هذة الدرجة.والاهم هل
هل بناء الجدار كان عملا لابد منه.ام كان يمكن استبداله بامور اخري.بالنسبة لي. النظام المصري لم ينظر الي
الي كل هذة الاعتبارات.ونظر فقط الي اللحظة الوقتية او الورطة التي تعيشها المخابرات المصرية الفاشلة.وسبب فشلها
يعود بالتأكيد الي انها تتبع خطوة بخطوة نظام فاشل بليد.تجاهلنا كل ذلك ومسكنا في اللحظة الوقتية.
او الورطة التي لا حل بالنسبة للسيد عمر سليمان ورجاله.حيث ان حماس امتنعت عن توقيع
المصالحة.ومن جانب آخر هناك ضغوط من امريكا واسرائيل لكي تنهي مصر هذا الملف.
خاصة ان مبارك لا يريد تكرار تجربة علاقته الفاترة مع الرئيس الامريكي الاسبق.فكانت الخطوة الخرقاء
وهي الاقدام علي عمل لم يدرس ولم تدرس ردود افعاله جيدا.الامر الوحيد هو
ان هذا العمل فقط سوف يجبر حماس علي التوقيع مرغمة علي المصالحة.وبهذا ينتهي الملف.
وهذا تفكير ساذج بالنسبة لقضية يزيد عمرها عن نصف قرن من الزمن.
لا احد يجادل في حق مصر في حماية حدودها.ولا يمكن ان تقبل دولة ذات سيادة خروج
ودخول الرجال والسلع والاسلحة رغم انفها مع علمها بذلك.هذا كله صحيح.ولكن نعود
مرة اخري لما قلته من قبل.مصر ليست منزلا مهجورا بعيدا عن العمران.والقضية الفلسطينية لها خصوصيتها.
ولها مراحل نعرفها جميعا.ونحن كمصريين كنا جزء او شريك اساسي في هذة المراحل.
لذا التعامل مع المسألة بدون مراعاة كل ذلك اعتقده عمل غير حكيم.
ما اعتقده ان مصر تتبع اسرائيل في الغباء والحماقة للاسف الشديد.
اسرائيل رفضت حماس نهائيا من قبل.واقنعت امريكا بوجهة نظرها الغبية هذة.
فما كان من الاخيرة إلا ان حاصرت حماس بكل ما تملك من نفوذ واتباع
في محطيها.ولكن الاخيرة شئنا ام ابينا تملك قلب المنطقة.بمعني
ان قضية حماس بالنسبة للكثيرين في المنطقة هي قضية جوهرية علي خطر عظيم.
ولها في قلوب ملايين العرب والمسلمين منزلة لا تعادلها منزلة اخري.وما تفعله
اسرائيل او امريكا برغم القوة والنفوذ والسلطة.لا يمكنهما من نيل النصر ابدا.خاصة اذا كان خصومهما
يملكون القلوب والعقول في المنطقة.ايضا لانها منطقة القلوب فيها اكثر تحكما من العقول.
ومصر اليوم تريد ان تنتهج نهج الصهاينة.فما لا يجدي معه المحاورة والعقل.يجدي
معه القوة والبطش والغباوة.وهذا خطأ كبير علي ما اعتقد.وهذا سيجعل من حماس اكبر واقوي.
وسيجعل من مصر وكأنها تفعل ما يفعله الصهاينة.
دعونا نعترف ان بناء الجدار عمل اخرق باعتقادي.وان كنا نحمل حماس اخطاء كثيرة.
فهذا عمل بامتياز يفقد مصر الكثير جدا في محيطها العربي والاسلامي.لم نراعي امورا اساسية كثيرة
قلتها من قبل.وقفزنا عليها وبنينا جدار العار دون حتي ان نملك تبرير منطقي لتسويقه.
لا احد سوف يقتنع ان قتل مليون ونصف المليون انسان يمكن تبريره بحماية حدود.
حتي لو كانت حدود الكرة الارضية.منطق غبي ومبادلة اغبي من قادة النظام.وضع حماية
حدود مصر في كفة. وقتل مليون ونصف المليون انسان في كفة اخري.
عمل يمكن ان يبرره السذج والمنافقون من كتبة النظام.ولكن لن يصدقهم احدا غيرهم.
نفس الكلام يعيد ويزيد فيه سدنة النظام عن حماية حدود مصر. وحق مصر في ان تبني

ما تشاء علي حدودها.بالفعل لا يوجد عاقل يرفض هذا الكلام.ولكنه ليس منطقا او مبررا لقتل

مليون ونصف المليون انسان.انت منفذهم الوحيد علي الحياة.وانت لا تملك القدرة علي رفع
هذا الغبن عنهم.الانفاق اقل القليل الذي ارتضاه العالم وليس فقط العالم الاسلامي من مصر.كان يمكن لاسرائيل
نفسها ان تقوم بعمل اشد من هذا الجدار.ولكن الجميع لن يتحمل نتيجة هذا العمل ونتيجة عواقبه.مصر
وحدها هي من تقدمت لتحمل نتيجة هذا العمل.احب بلدي ولست حمساوي او اخواني.
ولا ازايد علي احد.ولكني اعتقد ان هذا الجدار عمل من اعمال الحماقة في جوهره.وان
كان في شكله الخارجي من اعمال السيادة.

ليست هناك تعليقات: