الأربعاء، 29 يوليو 2009

الي من يهينون الرئيس مبارك

الي من يهينون الرئيس مبارك
اجدني اليوم اختلف مع بعض المعارضين الذين يتعدون حد النقد في
حق الرئيس الي الاهانة والاسفاف.ربما يقول قائل ان الغرب ينقدون رئيسهم.
اعتقد ان هذة قولة حق يراد بها باطل.الغرب يعرف للمؤسسة الرئاسية قيمتها.
والغربيون لا ينقدون او حتي يسخرون من حكامهم من اجل السخرية او النقد
في حد ذاتهما.بل النقد او السخرية من حكامهم غالبا من تكون وسيلة الي الغاية
وهي الاصلاح او المطالبة بالاصلاح.في بلادنا الحال مختلف تماما.نقد
الرئيس للاسف وصل الي حد الاهانة. وخاصة علي مواقع الانترنت.بحيث يشبه الرئيس
في اوضاع مزرية قبيحة.واعتقادي ان هذا ليس غايته النقد ولا يحزنون.
يعلم من وضعه انه بفعله هذا لن يصلح. بل ويعلم جيدا ان غايته السخرية والاهانة وفقط.
والتطاول بما لا يليق علي مؤسسة الرئاسة.انني اقبل النقد بلا حدود ضد
مؤسسة الرئاسة او اي مؤسسة اخري.ولكن الاسفاف والاهانة والتطاول الذي يحدث
من البعض امر مرفوض عقلا وقانونا.ان كنا نطالب الدولة ان تحترم
القانون فيجب ان نكون اول من يحترم هذا القانون.اعتقد يجب بعد هذة السنوات ان نكون
قد نضجنا وتخطينا مرحلة الفرحة بلعبة الحرية الكلامية.حتي نصل الي المرحلة
التي بعدها.ان عدم نضجنا في هذة المرحلة لن يصلنا الي المرحلة التالية لها.
وهي مرحلة الحرية الفعلية الحقيقية علي الارض. التي تحرك الامور وتصوب الاخطاء.
من حق اي شخص ان ينقد الرئيس ومؤسسة الرئاسة.بل من حق اي شخص ان يسخر
من الرئيس ومن مؤسسة الرئاسة.ولكن ان تكون الغاية من النقد او السخرية من اجل
الاصلاح. وليس من اجل الاهانة والاسفاف.لست ادافع عن رئيس ديكتاتور. ولكني احاول ان
احافظ علي المكتسبات التي قاتل وسجن من اجلها الكثير من الاحرار.لا يصح
ان نكون في مرحلة تستدعي منا الرشد والسعي نحو المصلحة العامة.ويفرح
البعض او يتفاخر البعض باهانة رئيس الدولة.يجب ان ننتبه اننا في مرحلة فاصلة
بين تاريخ مضي وتاريخ آتي.وعلي هذة المرحلة الوسط التي نمر بها سيتحدد مصيرنا
ربما لعشرات السنوات القادمة.يجب ان نعترف ان التيار العكسي هو السائد.بمعني ان
النفاق والكذب والمشي جنب الحيط هو التيار الاكبر في حياتنا.ولو انتصر
هذا التيار في تحديد القادم.سيكون مصيرنا ليس افضل مما سبقه ان لم يزد عنه سوءا.
ان من يقول كلمة حق او يفعل خيرا من اجل وطنه.في هذا الوقت العصيب
الذي تراجع فيه الجميع. واصبحت فيه المصلحة الشخصية اهم من المصلحة العامة.
في هذا الوقت الذي نسي المصريون فيه ان الدين عمل جماعي في المقام الاول.
يجب ان تكون الكلمة من صاحبها في مكانها الانسب.بحيث تؤتي اكلها.
ويستفيد منها المجتمع.لا ان تذهب هباء في لاشيء.يستطيع اي انسان ان يسخر من
الرئيس سخرية ليس لها دخل بالاصلاح.يستطيع ذلك ومن الممكن ان يحاسب
او يفلت من العقاب.ولكن في كل الاحوال هو لم يفيد مجتمعه في شيء.وهو يضر
باعتقادي اكثر مما يعتقد انه اصلاح.علينا ان ننتبه لامر هام آخر.وهو انه
بالرغم ان المسئولين يعلمون ان المادتين 67 و77 تغييرهما بداية الاصلاح الحقيقي في مصر.
ولكن الحادث ان المسئولين يتجاهلون هذة الحقيقة.وبالرغم من ان الشعب
يرفض مشروع التوريث.يصر البعض علي الايحاء ان المشروع قادم.واما
ان يكون قادما بالفعل.او ان الغرض من هذا الايحاء سيكون اضل من هذا السيناريو.
يوحي هذا بحالة من التعنت والاستكبار. وانه لكم القول ولنا نحن الفعل.وهذا لن يغيره إلا
الخطاب الرشيد.ان يكون النقد محله الاصلاح بعيدا عن الاهواء الشخصية قدر المستطاع.
ان يكون جدال المثقفين ارقي من هذا.ليتعلم العامة كيف تكون لغة الحوار الصحيحة.
ان رقي الناس في حواراتهم وتعاملهم.لا يقل عن معرفتهم لحقوقهم وواجباتهم.
والاهم من كل ذلك والذي اتمناه ان يحدث.هذا الذي نادي به عقلاء هذا الوطن وهو.ان تجتمع النخبة
علي فكرة الاصلاح.علي فكرة الاخلاص.علي فكرة الوقوف معا علي ارضية
مشتركة واحدة.هناك امراض نعاني منها وقد تمنع حدوث هذا التجمع.ولكنه باعتقادي ليس مستحيلا.
هذا لو تركنا التطرف والاهواء والمصالح الشخصية خلفنا.ونظرنا الي الامام
من اجل صالح المجتمع كله.افلا يوجد عقلاء في هذا البلد.
لو صح هذا فنحن لاريب نستحق ما عليه حالنا.وما الذي يفصل بين الآارء والاهواء.
العقل وما هو حادث علي الارض بالفعل .هذا لو كانت النية خالصة من اجل رفعة هذا
الوطن.للمرة الالف اعتقد ولست اجزم.ان النظام لن يقدم اي اصلاح إلا وخلفه
منفعة له.وفي النهاية ستجده يضر باكثر مما ينفع الناس.نسمع كل يوم
عن حزب جديد. ونسمع كل يوم عن تجمع كذا للاصلاح.او وثيقة كذا من اجل الوطن.
ولكن المحصلة في نهاية الامر تكون غير مفيدة وغير مجدية.فاين الخطأ.
وكيف نبدأ طريق الاصلاح.التعويل علي النظام تجربته اخذت حظها ولم تفلح.
التعويل يجب ان يكون علي انفسنا.فالمصلحة الاكبر لن تعود علي من يستفيدون من هذا
النظام وهم قلة.ولكن النفع الاكبر سيعود علي عامة الشعب.اصحاب المناصب والوجاهة
آخر من سيستفيدون من هذا الاصلاح.لذلك هم آخر من سيركب الموجة من اجل الحاق
بها ليس اكثر.ليس كلهم بالطبع.ولكن اغلبهم إلا من رحم ربي وكان حب مصر اكبر
واعظم عنده مما هو مقابله.اقول فرد واحد لن يستطيع عمل شيء.
كذلك جماعة واحدة لن تصلح ما افسده الغير.عمل الجماعة المصرية هو وحده ما يصلح.
ويعيد الامور الي نصابها الصحيح.الناس في حاجة الي ملهمين. الي افعال حقيقية من النخبة.
هذة مهمة النخبة اليوم. وغدا ستكون مهمة العامة من الناس.علي النخبة ان تقوم بدورها.
اتعجب ان يكون دور النخبة هو التهوين من شأن الناس.ومحاولة الإيهام
ان المصريين فاقدون للهمة.وهذا غير صحيح كما اعتقد.
علي سبيل المثال تجربة الانتخابات.هل خرجت شخصية واحدة محترمة يثق الناس
فيها لترشح نفسها للانتخابات القادمة.لا يوجد.هل طالبت النخبة ان يكون التصويت علي الانتخابات
ببطاقة الرقم القومي. او حتي تمت مناقشة هذا الامر علانية.لا يوجد.هل طالبت
النخبة بضمانات لنزاهة الانتخابات وحركت المياه الراكدة من اجل هذا المطلب.لا يوجد.
فلماذا اذا تعتقدون ان المواطن هو البليد.وهو الذي يبيع صوته بثمن بخس.الحقيقة
ان المصري ذكي بطبعه.ولو علم ان هناك قيود تضمن ولو بنسبة معقولة
نزاهة الانتخابات. ولو علم ان صوته سيغير من حاله.يقينا ان نسبة كبيرة منهم ستذهب.
في البداية ستكون كبيرة عكس ما يتصور البعض.وحسب ما تنتهي به
التجربة سيكون تعامل المصريين معها في المرات التالية.الآمال لا تتحقق بالاماني فقط.
ولكن بالسعي الي تحقيقها علي الارض.ربما نفشل ولكن يقينا سيكون هناك مكسب
من جانب آخر.وهذا غاية ما نسعي اليه.ان نضع المكاسب بجانب بعضها.
حتي تتراكم لتكون المكسب الاكبر.وهو المزيد من الحرية والديمقراطية والعدالة لهذا البلد.
يجب ان نؤمن بهذا الوطن.صدقني ستفرق كثيرا.ايمانك او عدم ايمانك بهذا الوطن.
ان الاصلاح ليس مستحيلا. وتحقيقه ليس مستحيلا.ووجوده علي الارض ليس مستحيلا.
وكل ما هو غير مستحيل يمكن ان يحدث.لو كانت لدينا الرغبة والعزيمة والارادة في تحقيقه.





ليست هناك تعليقات: