الجمعة، 14 أغسطس 2009

كذب المتكلمون

كذب المتكلمون
الحقيقة لست ادعي ان رجال الحكم في مصر غير مخلصين لهذا الوطن. هذا امر
ليس من السهولة ان اقرره او اجزم به.ولكن ما استطيع ان اجزم به عن يقين.
ان رجال الحكم عندنا يعتقدون ان المتكلمين غير صادقين في معظم الاحوال.وان
رأيهم وحده ليس الاقرب الي الصواب فقط.ولكنه هو الرأي الواقعي الذي يحفظ لهذة الدولة استمرارها.
لا يعتقد رجال الحكم فيما بعد رأيهم.لست ادري لما هذة الثقة التي لا يوجد ما يؤيدها علي الارض.
ولكن هناك ثقة تامة منذ زمن بعيد ان من يحكمون. رأيهم هو الصواب ودونه هوالباطل.لست ادعي ان الخطأ في مصر في مدي الاخلاص لهذا البلد.
بمعني انه ربما او من المؤكد ان هناك رجال حكم مخلصين تمام الاخلاص لهذا الوطن.
ولكني اعتقد ان الخطأ في العقلية.مثلما قلت ان السيد جمال مبارك يتحدث
كما يتحدث السيد حسني مبارك.ولكن الاختلاف في الشكل والموضوعات التي تتناول.اما
المضمون تقريبا واحد. لا اختلاف جوهري بين تفكير الابن السيد جمال عن تفكير الوالد
السيد الرئيس.العقلية التي تعتقد ان رأيها بالضرورة مع امكانية اضافة بعض الحشو الذي لا
يمس المضمون. هو الانسب لقيادة هذة الامة والاصلح لها في كل وقت.
دعونا اولا نتفق ان لمعظم مشاكلنا حلول. واعتقد انه لا اختلاف
علي هذا الامر المنطقي.ولكن الاختلاف يأتي من هل يحق لعامة الشعب ومثقفيه ان يكون
لهم دور في حل هذة المشاكل.هذا يدعوني ان اسأل رجال الحكم هل من حق
احد غيرهم ان يقرر مصير هذا البلد.هل من حق عامة الشعب ان يقرروا مصيرهم.
اعتقد ان الاجابة الحاسمة هي لا والف لا.وما ادراك؟ما يقوله الدستور المصري.
بان تقرير مصير هذا البلد منوط ببعض افراد لا غير.وان هؤلاء من سيقررون
من الرئيس القادم. رضوا بجمال او سليمان او غيرهم. المهم هو من يأتي حسب عقليتهم هم وحدهم.
وهذة ام الكوارث التي نعاني منها منذ مطلع ثورة يوليو.بالطبع نستحسن ما قام السيد
جمال مبارك ولكن الاهم ألا تكون هذة الخطوة مثل غيرها من الخطوات الشكلية
التي تبتعد عن المضمون.وهو الهدف من مثل هذة الخطوات .
فما فائدة ان يجتمع السيد جمال بهذا او ذاك.دون ان يكون لهذة الاجتماعات
رد فعل علي حياة الناس.دون ان تحدث تغيير في نفس العقلية التي تحكم النظام.
لو حدث ان غيرت هذة اللقاءات شيئا علي الارض. سوف اعتقد ان هذا بداية تغيير.
ولكن دون ان يحدث هذا فلا جديد من مثل هذة اللقاءات.يجب ان تكون هناك ارضية
مشتركة نقف عليها.فهل يرضاها رجال النظام.هذة الارضية هي احقية الرأي الاصلح وقت الاختيار.
وذلك بان يسمع رجال الحكم لجميع الآراء.ليس الاستماع فقط.ولكن
ان يفتحوا عقولهم وقلوبهم لها.ان يعتقدوا انه ربما يأتي منها الصواب.
ولكن الاستماع اليها من باب تجميل صورة النظام او التقليل من شأنها.
هذا امر لا يفيد.لكل شي بداية يجب ان تكون مرتكز له.وبداية الاصلاح في مصر.
ان يعتقد رجال الحكم ان رأي غيرهم ليس باطلا كله.وانه ربما يحوي بعض الحق.
نريد ان تسمعوا بعقولكم وقلوبكم كما قلت للمخالفين لكم في الرأي.
لان غاية هؤلاء ايضا ان يروا مصر قوية متقدمة.كما انفتحتم
علي كل شيء حتي علي اسرائيل.اتمني من قلبي ان تنفتحوا علي الرأي المخالف
لكم.علي آراء العوا والجمل والبشري وغيرهم.هؤلاء الرجال وامثالهم
تقام علي علمهم وافكارهم الامم المتحضرة.ليس كل ما يقولونها صوابا.ولكن
باليقين فيه من الصالح والمهم الكثير.اتمني ان يأتي اليوم الذي يقال فيه ان قرارا ما قد اتخذه الرئيس بعدما اجتمع بامثال هؤلاء الرجال.
ان يأتي اليوم الذي يكون فيه القرار غير محجوب عن هؤلاء وبقية الشعب.
مشكلتنا ليست في ايجاد حلول كما قلت.ولكن كيف تأتي هذة الحلول.
كيف نستخرج هذة الحلول.هل من نفس العقلية التي تعتقد بصواب رأيها
علي طول الخط.ام من مجموع آراء عديدة مخلصة لهذا الوطن.قد يعتقد
البعض ان مشاكل مصر مستعصية علي الحل.وهذا غير صحيح باعتقادي.
لانه توجد العقول والامكانيات والكوادر والنية ويبقي المنهج .وهذا هو مجموع
حل المشكلة.يبقي اذا حسن الاختيار او المنهج.وهذة هي المعضلة الاساسية.
ان حسن الاختيار يقرر بناء علي رأي واحد لعقلية واحدة متشابهة.
وليس علي مجموع آراء مختلفة.دعونا قليلا نبتعد
عن المشاكل اليومية والحلول الجزئية.دعونا نفكر باستراتيجية وخطط.لن تحل مشاكلنا إلا ان اتبعنا الطريق الصحيح.وبداية الطريق الصحيح في تقبل الرأي الآخر.
ومشاركة جميع الآراء في تقرير مصير هذا الوطن.دعونا نبعد
قليلا عن التصنيفات الاعتيادية.يجب الخروج من هذة الدائرة.الي
ما هو اوسع وارحب.لا يجب ان ينشغل الذين يخططون لهذا الوطن
بهذة التصنيفات.هذا يترك للصراع الداخلي للمتنافسين داخل الدولة.ولكن
علي المخطط لمستقبل هذا البلد ان ينفصل تماما عن هذا الصراع.
لذلك قلت من قبل ان إغفال رأي هؤلاء الرجال مصيبة.والتعنت معهم كارثة.
لن ازيد في ذلك كثيرا فقد قلته مرارا وتكرارا.ولكن لا احد يسمع او يري.
العقلية الواحدة هي وحدها من تحكم هذا الوطن.والتي لا تقبل بالرأي الآخر.
والتي تلصق به العيب.وسوف تجد اي شيء لالصاق التهم بمن يخالفها الرأي.
وهذا هو المحزن والمؤسف في الامر.

ليست هناك تعليقات: