الاثنين، 16 مارس 2009

صحيح بلد لواءات

صحيح بلد لواءات
اينما تأخذك قدمك علي ارض المحروسة. لابد وان تقودك الي حقيقة مذهلة يتمتع بها هذا القطر دونا عن بقية اقطار العالم.ربما تجد بعضا من هذة الحقيقة في بلد عربي آخر.ولكن كظاهرة او كحقيقة راسخة. اعتقد ان المحروسة تنفرد وحدها بهذة الميزة الفريدة عن بقية العرب.وهي ان السادة اللواءات هم من يحكمونا البلد من رأسه حتي اخمص قدميه.كنا نعيد وراء الفنان عادل امام ان بلدنا بلد شهادات. من باب السخرية وحدها.ولكني اعتقد انه يمكن ان نقول ببساطة دون ان يتهمنا احد بالسخرية. ان مصر اصبحت بلد اللواءات.ففوق كل حجر وشجر ستجد لواء وضعه سادة النظام. ليضبط لك ساعاتك البيولوجية علي تعاليم النظام وأوامره.قد تري في هذا التشبيه شيئا من الخيال.ولكن للاسف الشديد هذا هو واقع الحال في مصر.ربما لاحظ كثيرون هذة الحقيقة منذ زمن.بحكم ان البلد تدار وتحكم عن طريق اللواءات.ولكني كنت اعتقد ان هذا الامر خاص بمخاوف النظام الامنية.بيد انه تبين لي-ربما متأخرا- ان كل حجر في مصر لو بحثت تحته. لابد وان يقودك الي احد لواءات العادلي جالس تحته.حقيقة لم يسلم اي قطاع في مصر من نفوذ اللواءات.وحقيقة اخري ان هذا امر لا يقلقني كثيرا. لو كان هؤلاء السادة يستحقون تلك المناصب التي يحتلونها.ليس لدي مشكلة ان اجد علي كل شجرة. او علي كل سطح مبني احد لواءات مبارك.ولكن قضيتي هي. هل حقا يستحق هذا اللواء المنصب الذي تولاه ام لا.فليس معقولا ان تتركز العبقرية في عقول اللواءات. دونا عن بقية فئات الشعب الاخري.ولهذا هم يتولون كل المناصب الهامة في الدولة.المنصب الوحيد الذي سلم من هذة القاعدة هو منصب الوزير.وذلك لان الوزير انما هو سكرتير مباشر لسيادة الرئيس.فلا بأس حينها ان يأتي من غير السادة اللواءات.اما بقية المناصب فهي بعيدة نسبيا عن سلطة الرئيس. وان كانت تدخل تحت زمام حكمه.ولكنها تحتاج الي قرارات يومية هائلة. صعب علي الرئيس ان يتابعها مباشرة.لذلك لم يأمن الرئيس علي هذة الامانة الثقيلة لغير اللواءات.لانه يعلم فيهم عبقرية لا توجد في بقية الشعب المصري.واعيد ما قلته انه ليس لدي مشكلة ان يحكم مصر السادة اللواءات.ولكن ان يكونوا جديرين بهذة المناصب.والحاصل في اكثر المناصب انهم غير جديرين بمواقعهم.واعتقد جازما ان السبب الذي اطال عمر هذا النظام. هو نفسه سيكون سبب زوال هذا النظام.انني علي ثقة تامة بهذة الحقيقة.ولكننا نتحدث عن واقع حاصل الان.لماذا يثق الرئيس بالسادة اللواءات كل هذة الثقة.حتي انه سلمهم البلد بما حمل.فاصبحوا فوق القانون. وعاثوا في الارض فسادا.واعادونا الي الخلف عشرات السنين.ربما هذا لانهم كهنة ملتزمين.يطيعون الاوامر دون مناقشة.ولا خوف منهم في ان يعملوا عقولهم.قد يكون هذا صحيحا وقد يكون الامر غير ذلك.ولكن باليقين جل هؤلاء لا يصلحون لمناصبهم.بعضهم بالتأكيد يصلح ويبدع في موقعه.ولكن الاغلبية الساحقة لا تصلح لهذة المواقع الهامة التي يديرونها.فمن البديهي ان لكل منصب مؤهلاته وشروطه.ومن البديهي ايضا انك ان اردت ان تهدم اركان بلد ما.فما عليك إلا ان تضع في كل موقع رجل غير جدير به.والسادة اللواءات لهم تخصصهم ونحن نحترمه.وهم يصلحون فيما يخص مجال علمهم.ولكن عندما يتولون مناصب لا تمت بصلة لمجال تخصصهم.حينها ستكون العواقب سيئة علي البلد. وهذا هو الواقع في مصر.بيد انني اعتقد ان تلك السياسة لن تتغير في عهد الرئيس مبارك.وان كنت اتمني ان تتغير لمصلحة البلد.فقد وضعنا مصلحة النظام اولا طيلة نصف قرن.وهذة هي النتيجة دون تجميل.فهل نضع مصلحة البلد امامنا لمرة واحدة. لعل وعسي ان تنصلح احوالنا.ارجو ذلك.

ليست هناك تعليقات: