الثلاثاء، 10 مارس 2009

العقل الماضي وجوهر الدين

العقل الماضي وجوهر الدين
يحيرني امر لا اجد له تفسيرا مقنعا وهو. لماذا نحن المسلمون لم نأخذ من الاسلام إلا شكله الخارجي. دون العمل بمضمونه. ونحارب بعضنا بعض بجهالة علي هذا الشكل.والادلة علي ذلك كثيرة لا حصر لها.ولكني سأسرد دليلا لا اجد له تفسيرا كما قلت من قبل.اقول انك لو اطلعت علي الحياة الامريكية. لوجدت انفصالا تاما بين ما هو عقلي وما هو ديني.حتي اصبح الدين لديهم يساير رغبات الناس. اكثر منه تعاليم وقيم عليا من رب العالمين الي خلقه من البشر.لكي يعملوا بأوامره ويتجنبوا نواهيه.ورغم ذلك انك تجد في ثنايا حياتهم. تفاصيل هي اشبه تماما بما جاءت به تعاليم الاديان.وعلي النقيض من ذلك.تجد في بلاد المسلمين هذة التفاصيل. هي اقرب الي الجاهلية البعيدة كل البعد عن روح الاديان وقيمها.فنظرة الي مفهوم العمل لدي هؤلاء الناس.تجدها هي نفسها نظرة الدين للعمل.وبالعكس نظرتنا نحن المسلمين للعمل.تجد انها ليس لها نظير من قبل ولا من بعد فيما اعتقد.فهؤلاء القوم-الغرب- يقدسون العمل في ذاته.ويعتبرون ان العمل سواء كان يدويا او عقليا. انما له قيمته الواحدة والتي لا تفاضل بينها. سوي بقدر ما انتج وبقدر ما بذل فيه من جهد.وهذا هو لب نظرة الدين للعمل.فالعمل في ذاته هو المطلب والغاية. والجد والاجتهاد والاتقان هو المراد المرجو منه.فعند الغرب لا فرق بين عمل عامل وآخر. طالما ادي كل شخص عمله بامانة واتقان.عمل الرئيس لديهم. هو ذاته يساوي عمل الغفير والمسعف وصاحب المتجر.الكل سواء في نظرة المجتمع للعمل.يختلفون فيما بينهم بقدر اتقانهم وتفانيهم. ومقدار ما يعطونه لمجتمعهم.وفي نظرتهم تبجيلا للعمل. بغض النظر عن ماهية هذا العمل.طالما كان في مصلحة الناس ومتقن صنعه.وهذة لعمري هي نفسها نظرة الاسلام للعمل.ولكن تعالي معي الي نظرة المسلمين انفسهم للعمل.تجد عجبا.اذ ان العمل ليس مطلوبا في ذاته لديهم.ولكن عمل العامل هو اللب والجوهر عندهم.سواء اتقن هذا العامل صنعته ام لم يتقنها.حتي بات الشكل لا المضمون هو المطلب لاغلبنا.واتبع ذلك انحراف عن الطبيعية المستقيمة لمفهوم العمل لدي المسلمين.فبعد ان اصبح العمل ليس مطلوبا لذاته.تم بعدها التفرقة بين عمل وعمل.ليس علي مدي نفعه او عدم نفعه للناس.ولكن علي اساس الجهالة والمرض.فاحتقرت مهن جليلة. ورفعت مهن جليلة اخري علي غير شيء.واتبع ذلك ارتفاع مقام اناس قد لا يعلمون باخلاص.علي حساب اناس يتفانون ويتقنون في عملهم.ثم نسمع بعدها اننا اكثر شعوب العالم تدينا.فمن اين اتي هذا التدين. وكيف شكله. وهذا حالنا مع الدين وتعاليمه وقيمه العالية.حيرة شديدة ان يكون رئيسا في الغرب الامريكي.صهرا لابن عامل بسيط .جد واجتهد في عمله وعلمه.ويغدو هذا في دنيا المسلمين. من المحرمات والكبائر المحظورة عليهم.للاسف الشديدة لقد انفصلنا تماما عن مضمون ما اتي به الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم.واصبح الشكل كل غايتنا ومنتهي امالنا.لماذا حدث هذا الانفصام.ومتي يعود المسلمين الي العمل بمضمون دينهم الحق.

ليست هناك تعليقات: