الجمعة، 15 فبراير 2008

القتل علي قارعة الطريق

القتل علي قارعة الطريق
جاء علي صفحات جريدة المصريون الالكترونية ان احد المواطنين المصريين قد تم قتله علي يد مجموعة من البلطجية ولكن الاهم من كل ذلك برأيي رغم بشاعة القتل ورفضنا لهذا الاسلوب البغيض الي الله والي العباد. ان الامر تم علي نحو بشع يشي باشياء كثيرة استجدت علي المجتمع المصري.اذ قام هؤلاء البلطجية بقتل الفتي في عز الظهيرة وبعد قتله قاموا بتسليم جثته بوقاحة واستفزاز وجرأة الي والده المفجوع والذي قال انه ارسل اكثر من برقية الي عدة مسئولين في البلاد يخطرهم فيها ان مجموعة من البلطجية يريدون قتل ابنه وذكرهم باسمائهم فلان وفلان وفلان ولكن ما من مجيب.اقول ان الامر هنا ليس خاصا بجريمة قتل قد تحدث في اي مجتمع ولكن الامر هنا يحتوي علي عدة رسائل وامور تثير الحزن داخل اي نفس سوية. لانها تكاد ان تفصح عن حالة من التردي غير مسبوقة اصابت الدولة والمجتمع المصري.فمن جانب غدت مهمة رجال الامن في مصر الاولي هي الحفاظ علي النظام دون النظر الي ما وراء ذلك من امن وسلامة المجتمع.سيقولون انكم تضعفون من هيبة رجال الامن وتدفعون العامة للاجتراء علي الامن وهذا غير صحيح.اذ ان رجل الامن هو هذا الابن والاخ والصديق والاب.وان المسألة ليست خاصة بافراد او اشخاص انما هي خاصة بمنهج وسلوك نظام. سواء كان من ينفذ اوامر هذا النظام هو احمد او جورج او رجب لا تعني الاسماء هنا اي شيء.ولكني اكرر ان الخطأ هنا في مسلك ومنهج نظام الرئيس مبارك.وكلما ازدادت الهوة وتعمق الشرخ بين النظام والشعب.كلما انحرف مسلك النظام نحو الخطأ الي الخطيئة ليحافظ علي نفسه من غضب الرعية ولاستحالة التقارب والتلاقي في نهاية الطريق علي منهج مشترك بين النظام والشعب.فقد اختار نظام الرئيس مبارك منهجه مائة في المائة وهذا المنهج بعيدا كل البعد عن مصلحة شعبه. لذلك هو يوظف كل وسائل القوة ووسائل الانتاج ووسائل الامان في الدولة من اجل اطالة فترة وجوده.وهذا بدوره يترك فراغا كبيرا داخل المجتمع يستغل اسوأ استغلال في غياب شبه كامل للقانون والامن داخل المجتمع.وهذا ما يحدث بالفعل فلا يمكن ان تحدث هذة الحالة من الفجور في القتل في بلد تكون فيه مهمة الامن الاولي هي المحافظة علي سلامة وامن المجتمع.بل يحدث هذا في بلد افتقد الي دور الامن الحقيقي فليس مهمة العادلي ورجاله في المقام الاول مطاردة هذا او ذاك بل المهمة الاساسية باعتقادي هي توصيل رسالة لافراد المجتمع كله ان الامن مهمته الاساسية والكبري في مصر هي المحافظة علي امن وسلامة الشارع والمجتمع.وليس من مهمة اخري للامن غير ذلك.حينها سوف تغدو مهمة الامن اسهل واكثر ايجابية وتأثيرا في الناس.فعلي سبيل المثال ما كان لهؤلاء البلطجية الذين قتلوا هذا الفتي في عز الظهيرة ان يقوموا بهذا الفعل المنكر لو علموا ان الشارع ملك للامن الذي هو ملك للشعب وان اي محاولة منهم لتخطي هذا المعادلة سوف تواجه بكل حزم وقوة من قبل الامن والشعب وان فعلهم هذا قد يغدو في حكم المستحيل لوجود امن حقيقي في الشارع مهمته الكبري هي حفظ وامن وسلامة الشعب.ولكن العكس هو الحاصل للاسف الشديد.فساءت العلاقة بين الامن والشارع لا عن نتيجة اعلام محرض كما يقول قادة الداخلية فالاعلام لاحق علي مسببات مقدمة. وتلك الاسباب بمنتهي البساطة ان امن الشارع والمواطن يأتي في مرتبة لاحقة لامن النظام بل وفي ظل تزايد الخطر والاعتصامات والمظاهرات ضد النظام بات امن الشارع شيء ثانوي او في مرتبة متأخرة جدا يكاد ألا يفي بالغرض منه.انني هنا لا الوم السيد العادلي بل اعتبره صنيعة لنظام اتسعت الفجوة بينه وبين شعبه حتي بات من المستحيل ان يلتقي الطرفان علي طريق واحد من اجل صالح هذا البلد.

ليست هناك تعليقات: