الجمعة، 22 فبراير 2008

ما بين المصري اليوم وبين وثيقة انس الفقي

ما بين المصري اليوم وبين وثيقة انس الفقي
ربما يري البعض انه ليس هناك ثمة مقارنة يمكن ان تجري بين صحيفة مصرية تبدأ اولي خطواتها في عالم الصحافة بجدارة. وبين وثيقة اقرها وزراء الاعلام العربي تحت رعاية مصرية سعودية خالصة.اقول ما دعاني الي عقد هذة المقارنة تعجبي من حال الاعلام الرسمي والاعلام الخاص او المستقل في مصر.فحيث نجد ان الاعلام الخاص يقفز الي الامام خطوات مبشرة بالخير. وان كان ثمة عوالق قد تلصق بهذة الخطوات. نجد الاعلام الرسمي يقف محلك سر مع انه الاجدر والاكثر خبرة باعتقادي. ذلك ان لم يعد مرة اخري للخلف خطوات بعيدة كما الحال مع صحيفة الاهرام المصرية.فعندما قرأت عن وثيقة السيد انس الفقي وزير الاعلام المصري تعجبت ليس فقط من كونها تمثل خطوة تراجع للوراء. بل ايضا من وجود اناس يدافعون عنها بهذة الطريقة الفجة.بالطبع لست اقصد الرأي والرأي الاخر فهذا حق مكفول للجميع وما قامت اي حضارة عريقة إلا وارتكنت علي الاختلاف بين الآراء والافكار.ولكن عجبي يقف عند بعض المزاعم التي يقولها هؤلاء المدافعين عن وثيقة السيد الفقي. من قبل ان الغرب لديه هو الاخر ميثاق شرف لجل وسائل الاعلام. في حين وللغرابة هم نفس الاشخاص الذين يقولون ان الديمقراطية والحرية في كل بلد لها خصائصها ولها ظروفه واننا لسنا مثل امريكا او فرنسا وان لنا قيمنا وظروفنا. الي اخر تلك الحجج التي يناقضوا فيها انفسهم في مواقف اخري.وينسي هؤلاء ان الحرية في الغرب بلغت شوطا طويلا ومريرا حتي استقرت وكانت بهذا الشكل العظيم الذي نراه عليه اليوم. وانهم ايضا قد مروا بتلك المرحلة التي مررنا بها ولو كان لديهم اشخاص من عينة السيد انس الفقي ما كان لهم ان يصلوا الي ما وصلوا اليه اليوم.ذلك لانني اعتقد ان الحرية هي من تعالج نفسها وان الافضل والاحسن خاصة فيما يخص الرأي والفكر هو ما يبقي. وغيره ما يختفي. مثال ذلك جريدة المصري اليوم وجريدة اخري في مصر.وبالرغم من ان الاولي لا ينظر اليها بكثير من الاطمئنان من قبل المسئولين ويتمني البعض منهم لو ان اختفت كل جريدة علي شاكلة المصري اليوم. نجد الجريدة الاخري تحت رعاية وبصر المسئولين وانها لها كل الحماية والتمويل المباشر من قبل النظام. ورغم كل ذلك فالمصري اليوم تنتشر وتأخذ مكانة تليق بها في عالم الصحافة المصرية والعربية وقريبا العالمية بإذن الله. والاخيرة تتراجع وتفقد بريقها مع مرور الوقت وتعاقب الايام.كذا المقارنة التي تحدثت عنها في بداية الخاطرة بين جريدة المصري اليوم كمثال طيب للنجاح والتي نهنئها علي ما تقدمها للصحافة المصرية والعربية من جهد اعلامي مشكور.والتي اتوقع لها بإذن الله لو سارت علي هذا المنوال ان تصل الي مستوي لا يقل عن باقي الصحف العالمية الاخري.اقول لقد شبه لي جريدة المصري اليوم كالبناء الذي مازال في مراحله الاولي ولكن الناظر اليه يستحسنه ومن يقومون بهذا البناء يقولون لكل عابر انتظر المزيد منا حتي يكتمل هذا البناء. وايضا شبه لي الاعلام في العالم العربي كالبناء. ولكنه بناء مازال ايضا في مراحله الاولي. بيد انك قد تجد في ساحته من يقومون بمزيد من العمل الجاد والجهد الموفور كي يرتفع البناء عاليا. واخرين لا شغل لهم ولا منفعة وربما يكون ضرهم اكبر من نفعهم. ولكن في المجمل البناء نفسه علي الرغم من تواضعه هو ينير لكثير من السائرين بصيص من ضوء يرون بفضله الطريق من حولهم.حتي اتي بعض الاشخاص او الوزراء فرأوا هذا البناء الذي لم يكتمل بعد.وشاهدوا اولئك الجالسين الذي لا ينفعون وربما يضرون. وايضا شاهدوا اولئك العاملون الذين يجدون لرفع البناء وهذا الضوء الذي سطع به الطريق. والخارج من هذا البناء علي ضعفه. ولكنهم اصروا علي هدم البناء بحجة اولئك الجالسين الذين لا نفع لهم.ولست انكر ان هناك بعض من الاخطاء في هذا البناء. ولكن حسبنا ان البناء لم يكتمل ولا التجربة نضجت بعد.وانها مازالت في اولي مراحلها. وان اصلاح البناء يكون في جلب مزيدا من العمال المهرة الذين يساعدون علي اكتمال هذا البناء لا هدمه كليا لنعيش جميعا في ظلام كما كنا من قبل.هذا بظني الفرق بين جريدة المصري اليوم التي تسعي بدأب الي مزيد من الطوابق العليا علي اسس سليمة رغم انها ايضا قد لا تخلو من العيوب ولكنها عيوب لابد منها في اي بناء في طور التقدم.وبين وثيقة السيد انس الفقي التي تريد ان تهدم من اجل ان نعيش كالعميان. فقط لان هناك اخطاء نعترف بها ويمكن معالجتها بالمزيد من الحرية التي تفضح جهل الجاهلين وبالدفع بالمزيد من الحرفيين الذين يجيدون الصنعة ويساعدوا علي اكتمال البناء.

ليست هناك تعليقات: