الثلاثاء، 26 فبراير 2008

القتيل الحي لم يعد كذلك

القتيل الحي لم يعد كذلك
في بيان ارسله النائب العام الي جريدة المصري اليوم. والتي كانت اول من نشر ما عرف بقضية القتيل الحي. جاء في هذا البيان تكذيب لواقعة ما سمي حينها بالقتيل الحي واغلق الملف علي ذلك. واعتقد اننا كلنا ثقة في النائب العام المصري لانه يمثل جزء هام من ضمير هذا المجتمع.بيد انني اعيد ما قلته سابقا ان المشكلة ليست في الاشخاص او الاحداث. وانما المشكلة بظني تتمثل في نظام يراهن علي بقائه باستخدام القوة وليس عن طريق اختيار كامل من قبل شعبه.لقد قلت في اكثر من خاطرة من قبل. ان لرجال الشرطة في مصر كل الاحترام والتقدير وان مهنة الشرطة و الامن في اي بلد هي مهنة جليلة وعظيمة. وان المجتمع ينظر للقائمين عليها بكل التوقير والاحترام والحب لانهم يعرضون انفسهم للخطر بالليل والنهار من اجل هذا المجتمع.وان هذا التلاحم والثقة بين الشعب وبين رجال الامن من شأنه ان يساعد علي استتباب الامن في البلاد.فعلي سبيل المثال عندما نقول ان التعليم في مصر قد انحدر الي ادني مستوي له في السنوات الاخيرة. وان المعلمين يقومون بما من شأنه ان يزيد العبء علي اهالي التلاميذ والطلاب. نتيجة الدروس الخصوصية المغالي فيها من قبل هؤلاء الاساتذة.لا يعني هذا اننا نقصد اشخاص بعينهم بل الامر يفسر علي انه خاص بالادارة التعليمية السيئة من قبل الجهاز المسئول عن التعليم. وليس الامر خاص باحمد او جرجس او فؤاد او علاء. ولكن كما قلت الامر خاص بوزارة التعليم التي لم تفلح في ارساء سياسة تعليمة ناجحة من شأنها اصلاح التعليم في البلاد وهذا لا يغضب احد بظني إلا الفاشلين انفسهم.كذلك عندما نقول ان هناك خطأ في المنظومة الامنية في مصر. لا نقصد من وراء ذلك الاساءة الي زيد او عبيد. بل نقصد تلك السياسة الامنية الفاشلة التي تتحملها وزارة الداخلية.لماذا اقول ذلك؟ لانه من بداية رغبة هذا الشاب المصري في ان يصبح ضابطا. وحتي ان يترقي الي اعلي المناصب في جهاز الشرطة. الامر برمته يبدو علي خطأ كبير وبه كثير من المغالطات .مما يفرز للمجتمع ضباط من اجل الوجاهة الاجتماعية ليس اكثر. ضباط ينتمون الي فئة معينة في اغلب الاحيان. ضباط يفتقرون الي احدث الطرق العلمية في اداء مهمتهم. ضباط يعانون من نقص في الاجهزة الحديثة المكملة لعملهم والتي تساعدهم علي اداء مهمتهم الجليلة باقتدار وحكمة. ضباط يفتقرون الي الحافز الطبيعي لاداء هذا العمل الخطير. من حيث المرتبات. وطرق الترقي واسلوب الحساب والجزاء في عملهم. والاهم علاقة يشوبها بعض او كثير من القلق مع مجتمع من المفروض انهم يحمونه ويقومون علي امنه وحراسته.لهذة الاسباب وغيرها لابد ان يحدث خلل ما في علاقة رجل الامن بعمله ومجتمعه وربما علاقاته الداخلية نفسها.وهذا قد يعود بالضرر ليس فقط علي الضابط بل علي امن المجتمع ذاته.فنحن نريد ضابط سوي يعرف ويعي دوره في المجتمع. ويمتلك المؤهلات التي تساعده علي اداء هذا الدور. وايضا يمتلك الحافز والتشجيع لاداء هذا الدور الهام بامانة واخلاص.واعتقد ان جل من ينتقدون ما يحدث من بعض الضباط هدفهم الاسمي هو علاقة سوية بين الشعب والامن. لان من شأن هذا ترسيخ الامن والامان في هذا المجتمع.ونحن عندما نشير لهذا الطبيب ونقول عنه انه طبيب ماهر. ذلك باعتقادي لم يأتي من فراغ. فهذا الطبيب الماهر قد اجاد واخلص في عمله.ثم هو قد وجد المنظومة التعليمية التي تؤهله لهذا العمل. بجانب انه احب عمله فبحث بدأب عن احدث ما وصل اليه العلم في مجال تخصصه. واستخدم ادواته المتاحة له كما ينبغي او كما عرف وتعلم.كذلك رجل الامن يجب ان يمتلك المؤهلات القائمة علي العلم فقط. لا علي النسب او المحسوبية او السطوة او لاداء رغبات سياسية للحاكم.وايضا يجب ان يجد الادوات المساعدة التي عن طريقها يستطيع ان يؤدي عمله علي اكمل وجه. والاهم بالنسبة لرجل الامن الذي يعتمد علي البشر كمصدر هام لحصيلة معلوماته.كي تساعده علي اتمام عمله بنجاح. ان تكون هذة العلاقة بينه وبين هؤلاء البشر علاقة صحية يسودها الود والثقة والامان.وهذا ما اتمني ان نصل اليه. حينها صدقا سوف تغدو مصر اجمل واجمل

ليست هناك تعليقات: