الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

حرائق في كل مكان

حرائق في كل مكان
كثير من الصحف المصرية تناولت ظاهرة الحرائق التي شغلت الرأي العام في الفترة الاخيرة.بعض تلك الصحف ارجع هذة الظاهرة الي وجود يد تخريبية في هذة الحرائق.وصحف اخري قالت ان السبب الاساسي راجع الي تهالك بنية النظام المصري.بيد انني اعتقد ان هذة الحرائق ايا كان مصدرها فهي لن تخرج عن السياق العام الذي تعيشه مصر هذة الايام.سواء كانت متعمدة ام نتيجة الاهمال والفساد .فاعتقد ان احداثها مكررة ولو بشكل مختلف في حياة المصريين.فما هذة الجرائم البشعة التي لم نسمع بها غير هذة الايام إلا وجه من اوجه حريق مصر القادم.وما يفعله رجال العادلي من قتل وتعذيب وانتهاك اعراض النساء والرجال إلا صورة اخري من حريق مصر القادم.وما هذا الفقر الذي اخذ بتلابيب كثيرا من المصريين إلا ويمت بصلة قرابة لحريق مصر القادم.هي اذا حرائق كثيرة بملفات مفخخة معقدة. اغلبها ترك للامن لكي يتصرف فيها بطريقة جزئية بعيدا عن الحل الرشيد.وليس بحلول عقلية فكرية تقضي علي جذور هذة المشاكل والي الابد.والحزب الوطني يبدو كالقطار الطائر الذي لا يلتفت لاحد. ويبشرنا كل حين بان الرخاء قادم. وان الاصلاح يتقدم بخطوات مسرعة. وان معدل النمو في ازدياد. بيد انه ينبغي علينا ان نصبر قليلا حتي تتساقط علينا ثمار هذا المجهود الغير بشري لرجال الحزب الافذاذ.وقد اقترح الاستاذ حسن نافعة الاستعانة بحكومة انقاذ وطني. لتنقذ ما يمكنها قبل خراب مالطة.واعتقد انني اخالفه الرأي.واري اننا في حاجة الي زلزال لتغيير ما نحن فيه.واعتقد ان هذا الزلزال لن يأتي في فترة حكم الرئيس مبارك.فالرجل يكاد يقول ان نتركه في سلام. حتي يقضي فترة حكمه بهدوء. وليحدث ما يحدث في البلد بعد ذلك.ان احداث وعادات ومخالفات وخطايا وخرافات ترسخت في حياة المصريين وعقولهم لا يمكن لحكومة او عشرة ان تحل عقدتها بسهولة.بصراحة وحزن ايضا وربما اكون متشائما. ولكني اري اننا اقرب الي زلزال فوضي من زلزال اصلاح.فلا يوجد في مصر كلها من اقصاها الي اقصاها من يريد ان يدفع ثمن هذا الزلزال الاصلاحي.اللهم إلا بعض القلة من الشباب والكتاب. الذين لا يبدو لهم اي تأثير في سبعين مليون مصري خمول كسول خائف. لا يريد ان يدفع ثمن لاصلاح حياته.والنخبة تخدعه وتقول له ان الاصلاح قادم.واعتقادي في ظل هذة الظروف التي وصلت الي اسوأ مراحلها. ان الاصلاح لابد وان له ثمن. وربما يكون ثمنا باهظا. فهل نحن علي استعداد بان ندفع هذا الثمن.اعتقد بعكس ذلك.ربما يقول البعض لماذا لا تقول ان النظام يمكن ان يصلح نفسه.فاذا كان هذا النظام يري انه ليس هناك ثمة مشكلة.وانها النظرة السوداوية لبعض رجال المعارضة.فان كان صادقا فيما يدعي فليس هناك اصلاح قادم.وان كان كاذبا فمن لا يعتقد في مشكلة كيف له ايجاد حل لها.الرئيس مبارك كبر اطال الله في عمره. وحمل معه فكر عفي عليه الزمن.ونظامه يحمل هذا الفكر. حتي رجال الفكر الجديد في حزبه. انما هم اعادة للفكر القديم ولكن بنفس المضمون.اذا من اين سوف يأتي الجديد..الجديد يأتي ممن ليس لهم مزايا ومكتسبات يخشون ضياعها في حال اتي الجديد بما لا تشتهي سفنهم.ورجال مبارك وابنه يملكون فلماذا يفرطون. من اجل اصلاح لا يدرون هل يبقي حالهم علي ما هم عليه.اما يذهب بمكتسباتهم التي سرقوها من دماء البسطاء.ان كنا نحن علي قلة هذة المكتسبات وعظمتها في نفس الوقت-حسب وجهة نظر كل شخص- نخشي ان نفرط فيها.فما بالك بمن hفسد هل يمكن له ان يصلح. اشك.وان كنت اتمني ان يهدي الله قلوب محبة مخلصة لهذا الوطن لتخاف عليه. اتمني من الله

ليست هناك تعليقات: