الأحد، 26 أكتوبر 2008

لم اري مثل الجهل عدو للانسان

لم اري مثل الجهل عدو
لماذا تقدم الغرب وتأخرنا. سؤال يكاد يمسك بخناقك فلا تجدد له سببا مهما حاولت وفكرت. فلن نستطيع ان تصل الي سبب تمسكه بيديك فتقول هذا هو سبب تردي امتنا. وعليه يكون العلاج في كذا وكذا.لا اعلم احدا عرف علاجا نافعا يمكن ان يشفي ما ابتليت به امتنا حتي الان.نعم قد وجد كثيرون الداء او المرض. ولكن ايا منهم لم يجد العلاج الذي يقنع به المريض. ويستطيع عن طريقه ان يشفيه من مرضه.فاي مرض هذا الذي ابتليت به الامة.حيرة ما بعدها حيرة.وكأننا ندور حول انفسنا لنصل في كل مرة الي نفس النقطة التي ابتدأنا منها.فهل ما نحن فيه راجع الي التعليم.ولكن ألا توجد نسبة من المتعلمين في العالم الاسلامي تستطيع ان تقود غير المتعلمين.وهل يجب ان يكون كل الناس اصحاب شهادات حتي تحدث هذة النهضة التي يرجوها الجميع.وهل لو اصبحنا جميعا متعلمين لتحسنت احوالنا.اذا لماذا نري اصحاب الشهادات من اوائل الناس الذي يؤمنون بالخرافة ويقدسون الجهل. ويسيرون في طرق الفساد والتبعية وعبادة الفرد.اليس هؤلاء الذين يحكمون هم من المتعلمين الذين يحوزون اعلي الشهادات من الغرب.ما اعتقده اننا بحاجة الي المعرفة .الي تغيير منظومة الافكار في حياتنا.الي تعريف جديد لكثير من الشوائب التي نعتقد بها اعتقادا جازما دون تمحيص او مراجعة.لانني اعتقد ان كل مجتمع مهما بلغ من التقدم بحاجة الي المراجعة والمحاسبة الدنيوية كما المحاسبة الدينية تماما.انظر الي منظومة الحياة التي يعتقد بها الغرب. نعم ما يخص منها الاخلاق والدين بها من الخلل الكثير.لكن ما يخص منها الامور الدنيوية هي في صحة وعافية كبيرة.انظر الي الفلاح الغربي البسيط الذي يعتقد بافكار وآراء ربما لا يعتقد ولا يعمل بها علامة من علماء المسلمين الفطاحل.انظر الي بعض الابيات والافكار التي قد يحفظها عن اساطين الفكر الغربي. رغم انه قد لا يكون قاريء جيد لهؤلاء المفكرين.الحقيقة لقد اثر هؤلاء العلماء والفلاسفة في حياة المواطن البسيط لانهم وضعوا منظومة صادقة نافعة لحياتهم. واعيد واكرر صادقة لا نفاق فيها ولا تجميل ولا محاباة لاحد.حتي لو كانت غير صحيحة في بعض جوانبها الاخري.هذة المنظومة من الافكار والآراء التي تشبع به حتي المواطن والفلاح الغربي البسيط. هي ما اقامت الغرب الحضاري. لا التعليم ولا الصحة ولا التكنولوجيا ولا الفضاء ولا غير ذلك.بدأ الغرب بهذة المنظومة التي اقامت مجتمعات متطورة وصلت فيما بعد الي اعلي درجات الفكر والحضارة..هناك اسس ومنظومة حياة لاقامة دورة حياة نافعة صالحة للبشر.هذة الاسس عرفها وعمل به المسلمون ومن قبلهم. وهي ليست حكرا علي احد.ولكنها نتاج طويل من تجارب البشرية.بيد ان الاسلام جاء بعد ذلك واضاف اليها وخلط بينها وبين منافع ومزايا دينية.فكان في ذلك فلاح الانسان في الدنيا والاخرة.واليوم اخذ الغرب اغلب هذة الاسس والافكار وعمل بها. ولم يضعها علي الحوائط كما فعل المسلمون والعرب.اما نحن فاخذنا بمنظومة وصفها المسلمون الاوائل بالجاهلية.لذلك انظر الي كل افعالنا ومشاكلنا وافكارنا. تجدها تقريبا ناتجة عن هذة الجاهلية.فعندما تجد ملايين البشر يخشون فرد واحد وعصابته. اكثر من خشيتهم من ربهم فعلا وقولا وعملا.لابد اذا ان هذة جاهلية في المعرفة.وعندما تجد افكارا وخرافات تخالف ابسط بديهيات العقل. وتؤمن بها النخبة المفكرة. فتلك اذا جاهلية في المعرفة.اذا هي منظومة من الجاهلية نعيش علي هداها.فهي ما تسير حياتنا.فكيف اذا نرجو ان نتخطي ما نحن فيه من تردي وتدهور..لابد وان نعيد منظومة الافكار والاعمال التي تسير حياتنا.لابد وان نجعل للانسان قيمة فيها.لابد ان نؤمن بان كل فرد من اتباع محمد وعيسي وموسي عليهم الصلاة والسلام قادر علي ان يغير حياة الناس للافضل.لابد وان نكون امة في فرد.وجميعا افرد في امة.لابد وان نضع العقل محله. وان نضع الايمان محله. فلا نخلط بين ما هو عقلي وبين ما هو ايماني. حتي لا ندخل في منطقة الخرافة والجهل والشعوذة.لابد ان نعطي للانسان قدره الذي وهبه الله اياها.الانسان هذا المخلوق اعظم ما في الوجود.فحينما نقدر الانسان. فنحن نقدر انفسنا. وحنيما نقدرها فنحن نعرف قيمتها. وعندما نعرف قيمتها. فنحن لابد وان نرقي بها الي اعلي مراتب الحضارة.

ليست هناك تعليقات: