الخميس، 28 أغسطس 2008

الحاكم الفعلي للمحروسة من يكون

الحاكم الفعلي للمحروسة من يكون
سؤال يتردد علي السنة الكثيرين من ابناء الشعب المصري وهو من يحكم مصر فعليا هذة الايام الصعبة التي ضيق فيها علي المصريين كما لم يضيق عليهم من قبل.ففي خلال فترة انفراد الرئيس حسني مبارك بالحكم كانت هناك جرائم واستبداد ضد الشعب. وتعامل امني غير سوي لا يفرق بين مجرم وبريء.وكنا نسمع عن فلان الهارب فيتم اخذ احد افراد عائلته رهينة حتي يقدم نفسه للعدالة او لسيادة الضابط الهمام.ولكننا لم نسمع ابدا من قبل ان الرهينة كانت طفلا رضيعا لم يتعدي عمره عاما ونصف العام.لم نسمع بهذا إلا تلك الايام عندما اخذ الامن طفلا رضيعا رهينة حتي يقدم والده نفسه للاشاوس من رجال العادلي.ذاك الرجل الذي اصبح فوق القانون بمراحل.ولا يجرؤ احد ان يحاسبه او ان يقول له اتق الله في ابناء بلدك.ورغم الفقر الذي كان يشمل مساحة كبيرة من ارض مصر.كانت الحياة بسيطة وكنت تستطيع بجنيهات قليلة ان تعيش.ربما كانت عيشة غير كريمة. ولكن اقله تضمن انك بهذة الجنيهات القليلة تستطيع ان تسد جوعك بما تيسر لك من الطعام المتاح.كان مبارك وقتها حاكما له شرعية ونفوذ وان كانت شرعية ناقصة بيد ان كثير من البسطاء كانوا يصدقون الرجل ويعتزون به.وان كان هناك عدم قبول من البعض للرئيس.بيد انهم كانوا يرضون بحكمه ولو علي مضض.وكان حال النخبة ليس بافضل من حال العامة.والقلة منهم هي التي كانت تنتقد الرجل وان لم يكن لها صوت مسموع عند البسطاء.اما الآن فالاحوال قد تغيرت. لا استطيع ان اجزم لماذا تغيرت.بيد انني اعتقد ان هذا الامر راجع لسببين.السبب الاول هو ان الرئيس نفسه تغير ليس للافضل بالتأكيد واصبح الفلاح مبارك الخواجة مبارك ولكنه للاسف الشديد خواجة غير ديمقراطي.كان مبارك الفلاح يهتم لو بنسبة قليلة بتوفير ابسط المتطلبات لشعبه.وانا اتحدث هنا عن سياسة الرجل تجاه الشعب.اما مبارك الخواجة فقد ادخل شعبه عالم غريب دون ان يزوده بالسلاح الذي يملكه كل من يدخل هذا العالم.واعني به عالم ما يسمي باقتصاد السوق الحر فاصبح كل شيء في البلد حرا بان يفعل في المواطن المصري كل شيء. الوحيد الذي بقي علي حاله مكتوفا مغلولا هو المواطن المصري البائس.والسبب الثاني يعود الي من حول الرئيس فمنذ وقت ليس ببعيد كانت المجموعة التي حول الرئيس علي شاكلته تأتمر بامره وتنفذ رغباته دون ان تحاول مناقشته حتي وان اتت هذة الاوامر علي غير هواها. بيد ان الاغلبية كان تفكيرها متسقا مع فكر الرئيس مبارك.اما الآن فاغلب الصحبة حول الرئيس من اصدقاء السيد جمال مبارك.مجموعة طموحة متسلحة بالعلم واحدث ما وصلت اليه التكنولوجيا.وهذا امر جيد ولكن الذي ليس جيدا في الامر.ان هذة المجموعة تريد ان تفعل ما تريد بدون استحقاقات او باقل خسائر ممكنة.فهي تريد ان تدخل الشعب المصري القرن الحادي والعشرين من بابه الخلفي كاللصوص.تريد ان تفرض علينا ما يسمي باقتصاد السوق الحر والخصخصة والغاء التعليم المجاني وخلع يد الدولة عن رعايتها للبسطاء.دون ان تدفع هذة النخبة مقابل لكل ذلك.والادهي انهم يعلمون المقابل جيدا.ولكنهم يعتقدون ان هذا المقابل سوف يسلبهم امتيازات وغنائم هم ليسوا علي استعداد لفقدانها.ومع حالة عدم الالتقاء بين ما تريده هذة النخبة السياسية الجديدة.وبين ما عليه الشعب وما يجب ان يوفر له من مناخ صحي ديمقراطي علمي.وقعت البلاد في مأزق خطر.فنحن نستخدم احدث وسائل العلم ولكن.ونحن لدينا المصانع ولكن.ونحن لدينا العلماء ولكن.ونحن لدينا الاحزاب ولكن.ونحن لدينا الاموال ولكن.ويبقي الحل باعتقادي ان نتفق علي ان عقارب الزمن لا تعود الي الماضي مرة اخري.والحالة المصرية في بداية عهد الرئيس مبارك غير ما هي عليه الآن.والعالم الذي حولنا تغير هو الاخر.اقول يبقي ان يعقلها الرئيس مبارك ويتوكل. اعقلها سيدي الرئيس ولن تندم قدر ندمك علي انك لم تغتنم هذة الفرصة التي اتاحها لك الله حتي الآن.

ليست هناك تعليقات: