السبت، 9 أغسطس 2008

ما بعد مبارك

ما بعد مبارك
قرأت في جريدة الدستور المصرية ان هناك كتاب جديد صدر بعد كتاب ارض الفراعنة علي حافة الثورة.وهو كتاب يتحدث ايضا عن مرحلة ما بعد مبارك.ويبدو ان العالم مشغول بامر المحروسة. بيد ان اهلها وكأنهم في حضرة الاله المبارك لا يفكرون إلا في الحضرة الالهية المباركية فقط.دون ان يسألوا انفسهم وماذا بعد مبارك؟ فهل يتصور احد ان لدي الدولة سيناريو ما لما بعد فترة الرئيس مبارك.واعتقادي ان الدولة المشغولة دوما بمشاكلها اليومية لا يمكن ان يكون لديها تصور ما لهذة المرحلة المقبلة.واعتقد ان الخوف من تصور ان الرئيس مبارك سوف يأتي من يحل محله. يشل تفكير الكثير من مؤسسات الدولة عن وضع سيناريوهات محتملة للفترة القادمة.وظني ان احدا لا يستطيع ان يجزم بما سوف يحدث غدا في مصر.الرئيس مبارك وحده القادر بعد الله سبحانه وتعالي علي وضع تصور معقول فيه الخير لمصر.وما اعتقده اننا امام ثلاثة سيناريوهات. الاول ان يكون هناك توريث للعرش. ليس بالضرورة ان يكون الوريث السيد جمال مبارك.ذلك لان السيد جمال بالرغم من كونه صنع مراكز قوة لصالحه.إلا ان هذة المراكز اصبحت مكروهة من اغلبية الشعب المصري.ويوم ان تأتي بجمال للحكم اعتمادا علي نفوذها وسلطتها القاهرة.ليس من المستبعد حينها ان يحدث صدام لا يعلم عواقبه إلا الله سبحانه وتعالي.لذا اتوقع ان يكون الوريث من مؤسسة سيادية يتمتع بالقوة والقبول. وان كنت اتصور ان المؤسسة الحاكمة او نظام مبارك برمته اخذ فرصته الكاملة. ومن سوف يخرج من رحم هذا النظام لابد له ان يفشل فشلا ذريعا. او ان ينقلب علي النظام القديم برمته.اما السيناريو الثاني ان يأتي شخص يتمتع بالقبول الشعبي والخلفية الديمقراطية وتدعمه المؤسسات المعنية.علي ان يبقي نظام مبارك الي حين اكتمال تبلور المرحلة الجديدة في ظل هذا الحاكم صاحب الخلفية الديمقراطية.وهذا ما ارجحه او علي الاقل اتوقع ان تشهد مصر شيئا شبيها بهذا.اما السيناريو الثالث وهو الخطر الماحق الذي اخشي منه.هو ان يحدث ما حذر منه جل المفكرين واهل الرأي في مصر.ولو حدث هذا السيناريو سوف يفتح بطن البلد لحين. ولا يعلم احد كيف سيكون شكل مصر حينها.ولكني لا اتوقع ان تصل الامور مثلما حدث في العراق.لان مصر شهدت فترة انفتاح علي الحرية والعقل تسمح لها بقدر من العقلانية في التعامل مع اي فوضي قادمة.ولكن ليست العقلانية الكاملة التي قد يتمتع بها شعب تأقلم مع الديمقراطية فترة طويلة.بجانب ان الشعب المصري يتمتع بخبرة حضارية طويلة تجنبه في احيانا كثيرة سقطات الشعوب الاخري.بيد ان تلك الملفات المؤجلة مثل ملف الاقباط وغيره من الملفات الخطرة.سوف يستدعي التعامل معها التروي والحنكة والعقل. ايا كان شكل النظام القادم لمصر.لذلك ارجو ان نفسح المجال لاخواننا الاقباط ان يعبروا عن رأيهم بحرية والاستماع اليهم. ولا ننسي ايضا اخواننا الاقباط في المهجر.وان كنت اعتقد ان جل مشاكل الاقباط او معظمها ترتبط بمشاكل المصريين عموما.ولكن البعض يفكر بشكل مختلف وعلينا ان نحترم هذا الاختلاف.وتبقي الديمقراطية وحرية الرأي السبيل الوحيد الآمن لمصر. لتلاشي الوقوع في ازمات مزمنة وطاحنة تعرضت لها بعض البلاد القريبة.

ليست هناك تعليقات: