الخميس، 25 سبتمبر 2008

امة لم تتربى علي احترام الرأي

امة لم تتربي علي احترام الرأي
الخلاف الذي حدث في قضية العلامة القرضاوي والشيعة اظهر لي اننا امة لم نتربي علي احترام الرأي الاخر.وان مجرد الاختلاف مع الاخر بالنسبة لنا هو اول ابواب العداوة والبغضاء وربما القطيعة ايضا.وهذا يكاد ان ينطبق علي كثير من قضايانا.بمجرد ان تثار قضية ما.إلا وتجد فريقين وهذا امر طبيعي.ولكن الغريب ان يصبح الاختلاف ساحة معركة لا مكان فيه للعقل.بل لا مكان فيه لاحترام الاخر فما بالك باحترام رأيه.ونسأل لماذا فلح الاولون ولماذا نجح الغرب ووصل الي هذة المرتبة المتقدمة في الحضارة.اذ انه سؤال ليس له معني.اختلفت وغيري مع العلامة القرضاوي في هذة القضية.ولكن هذا لا ينقص من قدر الشيخ عندي. بل هو يزيد من قدره. لانني انظر الي حرص الشيخ علي الدفاع عن المذهب السني الذي يراه اصلح المذاهب للمسلمين.بيد انني اري ان الامر هنا خاص بالعلماء. وخاصة ان الاختلاف بين المذاهب يحتاج الي علم غزير وفهم لواقع وحال المسلمين.ويحيرني ان الشيخ نفسه لم يصف المختلفين معه بتلك الصفات التي وصفها المدافعون عنه.فالبعض وصف من يختلفون مع الشيخ بانهم من الشيعة. وانهم لا يدافعون عن الصحابة. وانهم يقبضون من ايران.ولكن المؤلم ان الامر لم يقتصر علي العامة فقط.فبعض العامة في زماننا هذا عقولهم من بطونهم.ولكن ان يطول هذا الامر كثيرا من الكتاب والمثقفين والعلماء هذا هو ما يحزن.الله سبحانه وتعالي قال لرسوله صلي الله عليه وسلم ان يشاور اصحابه في الامر.وكثيرا من الصحابة والتابعين اختلفوا في بعض الامور.التعصب اذا آفة عظيمة نعاني منها كثيرا هذة الايام.لدرجة ان اصبحنا نقتل علي التعصب.يجب ان نربي انفسنا علي الحلم والتريث واحترام المختلف.فليس كل من يختلف معنا هو بالضرورة عدو.ان آفة هؤلاء الذين خرجوا يقتلون الناس.انهم تركوا الاختلاف في الرأي خلف ظهورهم.واصبح رأيهم بمثابة قرآن يتلوه بعضهم علي بعض ويصدقونه ولا يقبلون بأي رأي غيره.لست اشكك في نوايا هؤلاء. بل انني اري الشيخ بن لادن قد خرج بنية الجهاد.ولكنه سار بين الناس بفكر القرون الماضية.فلم يعمل الرجل عقله.لست اطالب الرجل بان يترك دينه حشالله.بل ان يفكر لحظة واحدة مع نفسه.ما الذي جناه وماذا جنينا نحن منذ ان خرج علي العالم ليقتل من يقتلهم.هل اصبحنا افضل حالا .وهل تغير العالم من حولنا وشاهد وجه اسلامنا السمح.ان الحقائق تقول بغير ذلك.بالتأكيد انا لست مع من يقولون بان بن لادن ارهابي واصمت.الارهابي رجل يقتل من اجل القتل ليروع الناس.اما بن لادن فرجل له قضية لم يعرف لها طريقا وسبيلا رشيدا.اللهم إلا طريق التعصب. والايمان المطلق دون مراجعة او مناقشة لرأيه.فقط راجع نفسك حتي لو كنت علي حق.لربما نسيت امرا. وربما تفتحت امامك ابواب للخير غير ما كنت تعرف.الله خلقنا في هذا الكون وامرنا بان نسعي في الارض.ثم امرنا ان نعمرها.ثم طالبنا بالنظر في خلق السماوات والارض.ثم حث العلماء علي البحث عن المعرفة في ارجاء هذا الكون.اذا الانسان في هذا الكون العظيم شيئا ضئيلا. يظل يبحث عن الحق وعن المعرفة حتي يموت.ومن يقول اني اعلم فقد جهل كما قال العلماء.لو عرفنا هذة الحقيقة لبحثنا عن الحق.وما سفهنا رأي غيرنا ابدا

ليست هناك تعليقات: