الخميس، 18 ديسمبر 2008

ماذا تريد امريكا من منتظر الزيدي

ماذا تريد امريكا من منتظر الزيدي
دعونا نبعد بمسافة عن الجدل الدائر حول ان كان في فعل الزيدي صوابا. اما ان ما قام بها البطل العراقي خطأ.دعونا نبعد عن تلك المرحلة التي يجب ان نحترم فيها الاختلاف في الرأي.اقول لقد بعث منتظر الزيدي برسالة الي الادارة الامريكية القادمة.وفوق ذلك هذة الرسالة خرجت من هذا البلد الذي قيل ان القوات الامريكية اتت لتحرره.اذا وكما اعتقد انه يجب علي الامريكان ان يصغوا لها بعقل وحكمة.فهذة الرسالة تقول انه رغم ما قيل عن التحرير.ورغم ما تفعل امريكا من مكر ودهاء. ورغم وجود اسرائيل كمسمار حجا. ورغم تحالفها مع بعض حكام العرب والمسلمين.فانها لم تكسب بعد قلوب وعقول ابناء هذة المنطقة.وزيادة علي ذلك ان الكره لامريكا اصبح يمس قطاعا عريضا من ابناء المنطقة.وان مسألة ان هناك بعض الارهابيين هم من يعادون امريكا امر غير صحيح.وان عداوة امريكا وكرهها يشمل اكبر قطاع من المسلمين والعرب في منطقتنا.بقي اذا علي الادارة الامريكية ان تتخذ احد امرين.الاول ان تصم اذنيها عن تلك الرسالة. وتسير في طريقها المسمي بالحرب علي الارهاب. حتي يأتي الوقت الذي تلقي فيه قنبلة فتاكة علينا .تريحها من هذة المنطقة وترتاح هي الاخري.واما ان تنظر بعقلها الي ما يقوله هؤلاء الناس وتصغي الي رسالة الزيدي العراقي.والتي يقول فيها ببساطة.ان وجود امريكا في المنطقة بهذا الشكل المهين والعبثي. امرا غير مستساغ من جانب المسلمين والعرب.بل وهو كذلك امرا مكروها الي ابعد الحدود.وانه علي امريكا ان تغير سياستها في المنطقة.ان كانت تريد تعايش وسلم في هذة المنطقة.لست ادري هل تستمع امريكا الي هذة الرسالة اما لا.والارحج عندي انها لن تلقي بالا لهذة الرسالة.واعتقادي ان حرب امريكا علي الشبح المسمي بالارهاب ستظل.ولن تعطي لنفسها فرصة لتغير سياسة ضجت منها المنطقة.واول رموز هذة الرسالة هي القضية الفلسطينية.ويتبعها القضية العراقية.ويتبع ذلك تحالف امريكا مع الانظمة المستبدة في المنطقة.ولعلني اسأل السيد بوش.كم هي المدة التي تحالفت فيها امريكا مع الانظمة المستبدة في المنطقة.اعتقادي انها فترة كبيرة حتي بالنسبة لاعمار الامم.اذا ماذا جنت امريكا من جراء هذا التحالف.جنت منه اعتداء غير تقليدي علي اهداف داخل امريكا نفسها.واعتقادي لو ان القاعدة هي بالفعل ما قامت بهذة الضربة الكبري في امريكا.فليس لدي شك مع هذة السياسة الامريكية الحمقاء.ان الامر سيتكرر ولكن سيكون هذة المرة اشد قسوة واكثر فداحة.وهذا ما لا نرضاه ابدا ابدا لاي شعب.ولا لاي شخص علي وجه الارض.لذلك ان ارادت امريكا ان تسير في طريقها اللاعقل واللاعدل فهذا طريق غير صائب.واعتقادي ان كسب عقول وقلوب ابناء هذة المنطقة يبدأ ويتنهي عند هذة القضايا الثلاث التي ذكرتها سابقا.لقد تركت امريكا -وهي الاب الشرعي لاسرائيل-ربيبتها تفعل بابناء هذة المنطقة ما لم يفعله هولاكو في زمانه باعدائه.فاسرائيل اصبحت قنبلة موقوتة ليس في المنطقة فقط.بل وفي العالم كله.وقد بلغ بها الغرور مبلغه.حتي وصل خطرها الي الديار التي ربتها في حضنها وعلي عينها.فهل لدي الامريكان عقل يرشدهم الي الطريق القويم.لا نطالب بمحو اسرائيل كما يقول السيد نجاد فهذا قول عبثي هو الاخر.فاسرائيل هي خطأ شعوب هذة المنطقة.وعلينا ان نواجه خطايانا.ونتحمل بواقعية نتيجة افعالنا وصمتنا طيلة تلك الفترة الطويلة.كذلك من الغباء ان تعتقد اسرائيل ان القوة المفرطة. واتخاذ اساليب هتلر ضدهم وضد غيرهم.ان هذا سوف يجعل الفلسطينيون يتركون ديارهم الي المجهول.او ان يرضوا بان يعيشوا كعبيد في دولتهم.فهذا تفكير شيطاني منبوذ. اعلم انه يأتي علي مراحل وله استراتيجة بعيدة .ولكنه يغفل امورا عديدة ربما قد لا تخطر علي بال الاسرائيليين.لذلك ليست لنا مطالب لدي الادارة الامريكية الجديدة.فكل ما نوده ان تلجم اسرائيل عن افعالها الشيطانية تلك.وان تعطي للفلسطينيين دولتهم التي يعيشون عليها بكرامة وعزة وحياة آدمية كريمة.فصراع الارادة او ذل الفلسطينيين فعل اخرق. ربما هو يكسب جولات قليلة قريبة المدي.ولكنه علي الجانب الاخر يجعل العالم اكثر خطرا.وانه علي المدي البعيد ليس له اي تأثير يذكر.فقضية فلسطين هي بالنسبة لكثير من العرب والمسلمين اليوم قضية خطيرة من جميع جوانبها.واخذت منحي بالغ الخطورة حتي بالنسبة للعالم.اما قضية العراق. فاعتقد ان افضل ما قاله اوباما انه سوف ينسحب من العراق.ولكن علي ان يعطي العراق لابنائه الحقيقيين.هذا ان كان يريد ان يترك عراقا مستقرا ينظر الي المستقبل وليس الي الماضي والصراع والطائفية.نرفض بالتأكيد الاحتلال الامريكي.ولكن قبل ان تغادر امريكا بلاد الرافدين عليها ان تعطي العراقيين الاصلاء بلادهم. ان كانت حقا اتت من اجل الديمقراطية.ثم علي امريكا ان تغسل يديها من تحالفها المشبوه مع اولئك الحكام الذي يقهورون شعوبهم.ان اسوأ ما تفعله السياسة الامريكية هو مساندة تلك الانظمة المستبدة.التي خلفت ورائها منطقة اشبه بالقنبلة التي علي وشك الانفجار.لست اعلم ماذا تريد امريكا منا الان.ولكني اشك ان تتصل اسلاك العقل لدي الادارة الامريكية الجديدة.واعتقادي ان امريكا ستواصل المشوار ظنا منها انها تتعامل مع منطقة متخلفة وشعوب همجية.لا يصلح معها إلا اولئك الحكام الجبابرة.اعود فاقول اشك كثيرا ان تتغير سياسة امريكا في المنطقة.ذلك لان العقلية الامريكية تجاه قضايا المنطقة واحد لم يتغير بعد.لهذا سوف نسمع كثيرا عن حوار الطرشان الذي تقيمه امريكا مع الحكام المستبدين.لتوهم نفسها ان هناك تقدم يحدث في الطريق.في حين ان شعوب المنطقة في واد آخر غير هذا الذي تتحدث فيه امريكا مع حكام المنطقة.ولن تعي امريكا ان مشكلتها مع عقول وقلوب شعوب المنطقة.وليست عقول وقلوب حكام المنطقة.اذ ان الآخرين لا قلوب لهم.وعقولهم محاطة احاطة السوار بالمعصم تجاه كراسيهم.

ليست هناك تعليقات: