الجمعة، 26 ديسمبر 2008

عليكم الاختيار بين حماس وبن لادن

عليكم الاختيار بين حماس وبن لادن
ليس ما اقوله في تلك الخاطرة هو قدح في الشيخ اسامة بن لادن ومن اتبعه.فانا اعتقده رجل اراد الاصلاح ولكنه اخطأ السبيل الي مراده.ظروف كثيرة ساعدت علي ذلك.ولكن هذا لا يعطينا المبرر لكي نوافق اسامة بن لادن علي فعله او بالاصح علي ارهابه.فعندما تختلط الاوراق. وعندما يطال بأسك الظالم والمظلوم معا ومن ليس له شأن بك.حينها انت تدخل نفسك في دائرة ما اردت ان تحاربه وهو الظلم. وبالتالي ينطبق عليك وصف من خرجت من اجل محاربته.لا اكذبك عزيزي ان قلبي مع بن لادن. لانني اعتقده رجل خرج بدينه دفاعا عما اعتبره هجوما علي الاسلام.ولكن عقلي يقول ان فعل بن لادن هو ذاته الفعل. الذي رفضه فيمن خرج ليحاربهم .اذ اننا نعيب علي الغرب اخذهم الجميع دون تحقق ممن كان مجرما حقيقة او بريئا مظلوما.كذلك الشيخ بن لادن يفعل مثلهم.والمبدأ الذي خرج به بن لادن من بيته. هو نفسه الذي يجعلنا نرفضه كما نرفض الغرب تماما.هذا المبدأ هو العدل المطلق للناس جميعا.بن لادن ظن اننا في الاصل دعاة حرب. وان ديننا يدعو الي الحرب ومعادة الناس جميعا.والحقيقة ان ديننا في الاصل دين سلم وسلام.والشاذ فيه هو الحرب دفاعا عن الارض والنفس والعرض.الشيخ بن لادن إعتقد ان ارهاب الناس سوف يعلو من دينه. او انه سيردع الاخرين عما يفعلوه بنا.والحقيقة ان المسلمين حتي في حروبهم تظل لهم رسالتين.الاولي هي مجاهدة العدو بما اعددنا لهم من رباط الخيل والقوة.والثانية هي اظهار وتبيان عظمة هذا الدين للاخرين.فلا يفلح عند خروجنا لجهاد العدو ألا يري الناس منا وجه دون الآخر.وإلا ما فائدة ان نجاهد المعتدي ثم نظهر بمظهر الغازي والقاهر والمغتصب. ولا نظهر للناس روعة وعظمة وجلال ما اتينا به اليهم.فان كان العالم اليوم يقاسي علي يد بن لادن ما جعلهم يخسرون الملايين ويرسلون الحملة تلو الاخري ضدنا.فلماذا يعادون حماس لمجرد انها تدافع عن ارضها.لم تقل حماس ان جهادها سوف يشمل امريكا او بريطانيا وهي احق الناس بهذا. ولو فعلت ما كان عليها لوم من احد إلا الظالمين منهم.ولكن كل ما تقوله حماس انها ستدافع عن ارضها وحياتها ومستقبل ابناء شعبها حتي اخر رجل حر فيهم.فهل تستكثرون علي حماس هذا الفعل.فقد اتاكم الله برجل يحاربكم بما لا يخطر علي بالكم. وجعل بلادكم وبلاد العالم كله من اقصاه لاقصاه ميدان حرب له ولاتباعه.امر ذلك غريب. الجميع يعلم ان اسرائيل دولة محتلة والعالم الغربي ساعدها علي العرب والمسلمين حتي اصبحت اقوي دولة في المنطقة وتملك ترسانة من الاسلحة والعتاد لا يملكها العرب مجتمعين.وعندما يقوم من احتلت ارضه وانتهك عرضه وتقطعت اوصاله برد بسيط للدفاع عما تبقه من ارضه.يقولون له هذا ليس من حقك ليس من حق حماس ان تحاول استعادة ارضها او رد العدوان عن شعبها.فماذا يرضي هؤلاء. ان تفعل حماس فعل السيد عباس.وتنتظر مكر الصهاينة الذي لا نهاية له ولا حدود.ثم في نهاية المشوار الطويل لن تأخذ منهم اكثر مما يريدون ان يعطوك اياه.هذا عهدنا بهم حتي ساعة كتابة هذة الخاطرة.فلماذا يعتقد السيد عباس انهم سيغيرون نهجهم معه.لا يعني ان المغتصب قد نزع الشرعية عمن اغتصب ارضه ان هذا هو الحق.ولا يعني ان طائفة من المظلومين انتهجوا سبل المقاومة السلمية ان غيرهم ممن انتهج سبل المقاومة العسكرية علي باطل. وخاصة مع عدو ماكر خبيث مثل الصهاينة.ولعل مصر ان تختار بعقلها بين بن لادن وبين حماس.فلو سقطت حماس وهي المقاومة المشروعة بفعل مصر واسرائيل. اقسم بالله ليغدو بن لادن لكم كشربة ماء عذب في صحراء جرداء في يوم شديد الحر.ان الدين عامة له سلطانه علي العقل وخاصة العقل الشرقي كما قال استاذنا زكي نجيب محمود.والصهاينة والامريكان انفسهم يقولون ذلك. فقد جربوا اخراج المقاوم الشرعي الذي له حق المقاومة في بلاده.فظهر لهم الاسوأ والاكثر عنفا كما يعتقدون.ولا يعني هذا انني لا اختلف مع حماس. فانا اري ان لحماس اخطاء عديدة.ربما هي لعدم الخبرة والحمية التي يتمتع بها عادة المجاهدين.لكن تظل حماس هي الشرعية المقاومة. كما نقول تماما القانون في دولة ذات نظام.فهذا لا يختلف عن ذلك.وانت عندما تلغي النظام في الدولة فانت تستبدله بالفوضي.ذلك مثله عندما تمنع عن المقاوم الشرعي حقه في المقاومة.فانت تستبدله بالارهاب الذي يجعل العالم كله مسرحا لعملياته كما هو حادث اليوم.فالمقاوم ان كان يسبب لكم قلقا. فهو يظل الامثل لانه يعرف ماذا يريد ويعرف الحدود التي ينطلق منها واليها.اما الارهابي فلا حدود له ولا مكان يسعه ولا ارض تكفيه ولا بشر معصومين من غضبه وسخطه.لذا علي مصر وغيرها من البلدان ان تختار بين حماس وبين بن لادن. فهذا هو الخيار الحقيقي المتبقي امامهم علي الارض.

ليست هناك تعليقات: