الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

وفي الجرائم البشعة عبر لمن يعتبر

وفي الجرائم البشعة عبر لمن يعتبر
هل قرأت عن تلك الجريمة المروعة التي اقدم عليها بعض المصريين. حيث قام بعض الافراد بخطف عامل من داخل منزله ومن بين اسرته.بعد ان اوسعوه وزوجته ضربا مبرحا. ثم ساقوه معهم في احدي العربات.ولكن يبدو ان هذا لم يشفي غليلهم.فقاموا معا بضرب الرجل بالاسلحة البيضاء حتي مزقوا اجزاء كثيرة من جسده تمزيقا بشعا.ولكن ما يثير الاستغراب ان هذا الفعل الشنيع البشع. كان سببه الاساسي مجرد مشاجرة نشبت بين هذا العامل وبين احد هؤلاء الاشخاص.دعك للحظات من هذة الاوصاف التي تطلقها الشرطة عليهم من قبيل انهم اشقياء وعتاة اجرام وغير ذلك من الاوصاف.اذ ان بشاعة الجرائم التي تحدث هذة الايام فاقت الوصف وطالت الجميع ما بين فقير وغني. ومتعلم وجاهل. وشقي وانسان مسالم عادي الي آخره.وكان يمكن للامر ان يمر علي مرور الكرام.ذلك لو انني قرأت في نهاية القصة ان سببها مثلا هو جريمة ثأر من تلك التي تعودنا عليها زمنا طويلا.ولكن ما جعلني في حيرة شديدة عندما وقعت عيني علي نهاية القصة. وتبين لي ان سبب الجريمة المروعة هو مجرد مشاجرة ايا كان شكل هذة المشاجرة.فهل مجرد مشاجرة تجعل بعضنا يفقد انسانيته وينقلب الي وحش لا رحمة لديه.ولكني استعرضت هذة الجريمة في سياق الجرائم التي تحدث اليوم في المجتمع المصري ووجدت انها تتسق وتتفق تماما مع الحالة التي وصلنا اليها.فمن يتصور ان يقدم احدهم علي بيع حمير ميتة عفنة تأنف الحيوانات من الاكل منها.ومن يتصور ان احدهم يدخل اشعة مضرة بالبلد من اجل مليون او اكثر.وهل حدث ذلك.اتخيل ان هذا ربما قد يكون حدث بالفعل.فالاوضاع في مصر تجعل كل شيء قاتل ومضر بالبلد والناس في حسبان التوقع.الم نسمع مؤخرا حكايات عن بيع الاعضاء وسرقتها بما لا يمكن حتي مجرد تصور حدوثه في المجتمع المصري.البعض سيقول لماذا لا تنظرون الي الجانب الايجابي في البلد.حقيقة هناك جانب ايجابي. وهناك اناس تريد ان تعمل بجد.ولكنها تطحن طحنا داخل منظومة كاملة من الفساد وقلة الضمير والافتراس.نعم لابد ان نقدم للناس الامور الايجابية بجانب ما يوجد من سلبيات حتي لا نموت غما وكمدا هكذا بكل سهولة.ولكن هذا كله علي الرغم من استحسانه يغدو منشطا للمجتمع وليس حلا قاطعا للمشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري.والحقيقة اننا بحاجة للتشخيص الجيد ثم للعلاج الشافي علي يد اطباء مهرة.واعتقادي اننا لا ينقصنا الاطباء المهرة. ولكن ينقصنا العزيمة للاستماع الي هؤلاء الاطباء.ولست افهم ولا اعتقد ان احدهم سيجيب علي.لماذا بلد كبير مثل مصر عدد سكانه يزيدون عن سبعين مليون مصري.لماذا يرهنون مستقبلهم بل وحياتهم في يد فرد ومجموعة من الافراد.لماذا يعطل الرئيس الدستور والقانون ويحرف في الدستور ويدخل عليه تعديلات تعود بنا الي الازمنة الغابرة.جميع الامم تتقدم ولن نقول الغرب فهذا حلم بعيد.ولكن لننظر الي تركيا او ايران او اسرائيل.او لننظر الي دول الخليج او بعض دول افريقيا. التي كنا نعتقد حتي وقت قريب انهم سيستمرون في حروبهم هذة قرون عديدة مديدة.ولكن ها هم يتحركون ويتقدمون.فلماذا يتقدمون ونتقهقر من اجل فرد واحد وبعض المؤسسات المستفدة من هذة الاوضاع المؤسفة.واقسم بالله انني لم اكن لاحزن لو ان هذة قدرتنا وهذا منتهي ما نستطيع ان نفعله.ولكن قدرتنا اكبر اكبر بكثير من ذلك.ومنتهي ما يمكن ان نفعله اكبر ممن نحن فيه بمراحل.وهذا ما يثير الحزن والغم والالم.

ليست هناك تعليقات: