الاثنين، 29 ديسمبر 2008

انا الرئيس المصري محمد حسني مبارك

انا الرئيس المصري محمد حسني مبارك
اتصور ماذا يقول رئيسنا السيد حسني مبارك لنفسه تلك الايام العصيبات.اتصور الرئيس مبارك وهو تتجاذبه اكثر من فكرة وهو غارق تماما في التفكير.اتصوره يحدث نفسه: ان الامر بالتأكيد علي غير ما يرام.سواء صدقت تلك الانباء التي قالتها السيدة ليفني.ان دول عربية كانت علي علم مسبق بهذة المجزرة البشعة علي غزة.او ان السيدة ليفني قد غررت بالسيد الرئيس.يبقي ان الحدث قد فاق التوقع ورد الفعل.واعتقادي ان الرئيس مبارك في مأزق شديد.وعليه ان يجد حلا سريعا ولن ينفع السكوت في هذا الموقف العصيب.اتصور ان الرئيس يقول لنفسه ان اسرائيل قد احرجتني ووضعتني في موقف المشارك في هذة المجزرة.اتصوره يقول ايضا ان شعبي ينظر الي كالحارس غليظ القلب عديم الرحمة علي ضعفاء غزة. وان موقفي شديد الحرج خاصة بعد الانباء التي ربطت بيني وبين خديعة السيدة ليفني.وبعد ان اغلقت معبر رفح امدا طويلا حتي نفذت كل التبريرات التي تجعلني اغلق هذا المعبر شريان الحياة الوحيد لمليون ونصف مليون انسان.وبعد تواتر الانباء التي تقول ان مصر شددت الحراسة علي خطوط الغاز التي تصل الي اسرائيل.ولنا بعد كلمة لرئيسنا المصري.كنت سيدي الرئيس حتي الامس القريب المحارب الطيار المشارك في اعظم حرب علي مر التاريخ المصري الحديث والقديم.ورغم السياسات الفاشلة التي انتهجتها والتي ارجعت مصر عشرات السنين الي الوراء-والحديث في ذلك الامر يطول ولكن لا مجال للحديث عنه الان-ولكن كانت هناك خطوة واحدة تبقيك بجانب اولئك الرؤساء السابقين عبد الناصر والسادات.هذة الخطوة اخترقتها مؤسسة المخابرات المصرية ومؤسسة الرياسة المصرية. لا اعلم اكان ذلك بحسن نية ام لا.تلك الخطوة هي في صميم العقيدة المصرية. والتي تقول بوضوح. تبقي اسرائيل عدو حتي لو كان هناك سلام يبقي علي حالة من الهدوء بيننا وبينها.تلك العقيدة داخل كل مؤسسة مصرية سواء كانت عسكرية او مدنية.الوحيدة التي اخترقت هذة العقيدة مؤسسة الرياسة بجانب المؤسسة المخابراتية المصرية.حتي وقت قريبا كان نقرأ ما يقوله السيد نبيل فاروق.وكنا نشعر حينها بالفخر والاعتزاز. رغم التفوق الاسرائيلي الحضاري علي المصريين.بيد ان الجانب المخابراتي عوضنا بعض الشيء.واشعرنا ان الخطأ ليس فينا ولكن في الادارة التي تقودنا.بدليل هذا التفوق المنقطع النظير الذي تبذله المؤسسة المخابراتية المصرية علي نظيرتها الاسرائيلية.ولكن يبدو ان تغيرا كبيرا قد حدث في العقيدة المخابراتية. تلازم مع التغير الذي حدث في العقيدة الرياسية تجاه العدو الصهيوني.هذا التغير في العقيدة الرياسية نفهم سببه. وهو تلك الزيارة التاريخية للرئيس السادات الي تل ابيب ومعاهدة السلام المصرية مع اسرائيل.ولكن التغير في العقيدة المخابراتية هو الذي يبدو مبهما لنا ولغيرنا.اقول انني من الاشخاص الذين يحترمون تاريخ الرئيس مبارك في زمنه.رغم انني اري ان سياسته كانت فاشلة تماما. وخاصة في السنوات الاخيرة التي تركها للابن ليفعل ما يحلو له بالمصريين.ولكن هذا لا يمنعني ان اقول لسيادته.ان اسرائيل تبقي خطا احمر وخطا قاتلا لكل رئيس مصري يقترب منها اكثر مما ينبغي.فها هو الرئيس الراحل انور السادات لم يشفع له انتصاره الكبير علي الصهاينة.فاقترب اكثر مما ينبغي من اسرائيل. وكلنا يعلم ما حدث له رحمة الله عليه.وكذلك الحال بالنسبة لكل رئيس مصري لا يفهم هذة المعادلة.وهي ان الشعب المصري يمكن ان يقبل ان تكون اسرائيل جارا. ولكنها بالمثل العامي جار سوء فلنصبر عليه.اما ان ينقلب هذا العدو الي حليف وصديق. وان نصدر له الغاز هكذا دون خجل.وان نحرس له معبر مصري ليقتل مليون ونصف مليون انسان عربي مسلم.حينها انت سيدي الرئيس قد اخترقت كل الخطوط.ومما زاد الطين بلة هذا الفشل في الادارة التي افرزت غضبا شديدا من الاحوال الداخلية السيئة.اقول سيدي الرئيس ان ما تفعله يخلق حالة من العداء للمصريين في الخارج. واخشي ان اقول ان هذا يسبب خطرا شديدا علي الامن القومي المصري.نحن بهذا نجذب كل الارهابيين الي الديار المصرية.ونعطيهم المبرر والتعاطف علي كل المستويات.من اجل ماذا. حراسة اسرائيل.خاصة مع الفتوي الخرقاء التي اصدرها داعية سعودية بضرب المصالح الاسرائيلية في المنطقة.وكأننا نعطي المبرر للارهابيين بان يستعملوا هذة الرخصة لاستفادة منها وقتما يحلو لهم.ان ما يحدث في غزة لن يضر بحماس بقدر ما يمكن ان يضر بالمصالح المصرية.دعك سيدي الرئيس ممن يهلل ويمجد لما تقوله وتفعله. دعنا سيدي نستعمل لغة العقل والمصالح.ولتكن المصلحة المصرية فوق اي اعتبارات اخري.

ليست هناك تعليقات: